الفيلم العراقي نون يتوّج بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي في طنجة
آخر تحديث GMT04:49:18
 العرب اليوم -

الفيلم العراقي "نون" يتوّج بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي في طنجة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الفيلم العراقي "نون" يتوّج بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي في طنجة

تتويج الفيلم الوثائقي القصير "نون" للمخرجة العراقية عايدة شلايفر
بغداد – نجلاء الطائي

توُّج الفيلم الوثائقي القصير "نون" للمخرجة العراقية، عايدة شلايفر، بالجائزة الكبرى"المغارة الذهبية"للمهرجان الدولي للفيلم بمدينة طنجة المغربية.

وتدور أحداث الفيلم حول معاناة المسيحيين العراقيين من التهميش والاضطهاد والتعذيب والقتل، والذي بلغت ذروتها خلال تهجيرهم من منازلهم في شمال العراق منذ مطلع القرن العشرين والمستمر مع دخول "داعش".

واعتبرت شلايفر، في كلمة ألقتها خلال الحفل الختامي، أن هذا التتويج هو بمثابة تقدير لكل العراقيين، وأن الجائزة الكبرى بالنسبة لها هي يوم عودة كل لاجئي العراق إلى وطنهم، متمنية أن تغسل كل أنواع الكره، لأن الأديان السماوية هي أديان محبة وليست أديان بُغض وكُره.

ونجت الفنانة عايدة الحسيني من معطف الحروب، ومكابدات  التهجير، اذ هربت اسرتها من العراق، من دون اوراق ثبوتية، وهي ابنة تسعٍ سنوات، نهاية  سبعينيات القرن الماضي، متجهة صوب لبنان موطن امها، فكانوا الناجين الوحيدين من عائلة ابيها الشيوعية، التي اعدم النظام السابق معظم افرادها، لتكتوي بالحرب  اللبنانية الاهلية والاسرائيلية، وتُهاجر بعدها في رحلة  أوديسية حول العالم  لينتهي بها المطاف في سويسرا.

شغفت الحسيني منذ طفولتها بالسينما، لكنها درست المحاسبة، نتيجة لظروف اسرتها، بعدها واصلت درسها الاكاديمي فحصلت على دبلوم فنون جميلة واعلام من المدرسة العليا بزيورخ، ثم التحقت في المعهد العالي للسينما، التابع لأكاديمية الفنون بالقاهرة، اذ  تخرجت منه بدرجة دبلوم عال في الاخراج السينمائي في العام 2006.
 
ووصل مجمل المسيرة الفنية للمخرجة عايدة  شلا يفّر المولودة في بغداد عام1970، اثنا عشر فيلما وثائقيا وروائيا قصيرا، ابرزها : "الظل الأسود والابيض" 2002، و"الرقص الشرقي والغربي" ، و"الصمت" 2001، و"بحث في جوهر امرأة " 2005،  و "عصابات بغداد" 2007، و" انا اسمي المصري"، وفيلم" ماريونات"  2007، فضلا عن بضعة افلام تجريبية . ثم فيلم "نون"، الذي يتحدث عن محنة تهجير المسيحيين العراقيين من ديارهم ومجازر "داعش" الوحشية بحق هذا المكون الاصيل .
 
 وبسؤال "العرب اليوم " لها عن حكاية وفوز فيلمها الاخير "نون" بذهبية  المهرجان الدولي للفيلم بمدينة طنجة المغربية. أجابت : "فيلمي وثائقي قصير(24)  دقيقة، يتحدث عن مأساة المسيحيين  واضطهادهم وتهميشهم وتعذيبهم وقتلهم، ما ادى الى تهجيرهم قسرا من مناطقهم في شمال العراق "، واضافت انها سعت الى تسليط الضوء على هذه الشريحة، المتشبثة بارضها رغم كل شيء، فمن وجهة نظرها ان السينما تستطيع " مناشدة الضمير الانساني لمساعدتهم" ، وهذا ما فعلته المخرجة،  التي صورت فيلمها في الموصل وبغداد والبصرة، في ظروف اقل ما يمكن القول عنها " انها بالغة الخطورة"، الا ان  الحسيني  المعجونة بآلام العراق حملت كاميرتها وفريق عملها المتناغم" لتوثق بصريا معاناة هذه الاقلية الطيبة  في مناطقهم".

اختارت شلايفّر  وهذا اسم شهرتها- عنوانا دالا لفيلمها مثلما تقول  فـ "نون" يعني في قاموس "داعش" ، البيت الذي يسكنه المسيحيون، وهو الحرف الاول من كلمة نصارى،  وهو الحرف الذي  يعلّم به القتلة بيوت المسيحيين"،  هذا الفيلم الذي أرّخ للنازحين من المسيحيين، كان انتاجا بريطانيا وسويسريا،  اعتمد على شجاعة المخرجة وتعاطفها مع ابناء جلدتها لتواصل تصويره، ولكل هذه الاسباب؛ تعزو الحسيني نجاح الفيلم في اي مكان يعرض فيه ، اخرها مهرجان مسقط ، اذ نال الجائزة الذهبية للاتحاد العام لجمعيات واندية السينما العربية، كأفضل فيلم عربي،  فضلا عما ناله  من استحسان  وتعاطف ، اذ  شاهده جمهور واسع من الاكاديميين ضمن عروض الجامعة .
*مهرجان هوليوود

ولا تشكّل الجوائز هاجسا لصاحبة " أنا أريد أن أكون" فمن وجهة نظرها  ان السينمائي الوثائقي والروائي الذي يتحمل الاخطار والجهد لديه رسالة  عليه ان يوصلها، وتقول أنه ليس منطقيا ان اطمح لجائزة على جهد قدمت كل ما املك لا نجازه".
 
وتفخر مخرجتنا بإنجازها فيلم " عصابات بغداد" الذي يؤرخ لصفحة سوداء في تاريخ بلادنا ايام الخطف والقتل على الهوية، اذ  قدمت "شريطا وثائقيا يرصد اعمال عنف تعرض لها عراقيون ناجون من اتونها "  واستطاع هذا الفيلم ان يصل الى المسابقة  الرسمية  لمهرجان هوليوود السينمائي الدولي في العام 2007.
 
والسينما عند عايدة  الحسيني "عملية خلق اخرى وتدخل ايجابي في الحياة" لذا تراها دائما في اتون احداث عصرها ، فهي صورت فيلم "انا اسمي المصري" الذي يرصد يوميات  ثورة 25 يناير  المصرية من خلال الشخصيات في الفيلم ، التي اصابها ضرر في عيونها نتيجة المواجهات مع ازلام نظام حسني مبارك، ورصدت معاناة المسيحيين في مناطق شديدة الخطورة ، وتصدت لاخراج افلام ذات مواضيع اشكالية .
 
الحسيني، التي ترأس المهرجان الدولي للفيلم العربي في زيورخ، تريد ان تجعل من الكاميرا وسيلة خلاقة لتنشيط  التبادل الثقافي بين المجتمعات العربية والاوروبية، خصوصا بعد الفترة الحرجة التي اهتزت بها صورة العربي في اوروبا والعالم.
 
وتتابع عايدة الحسيني السينما الايرانية بإعجاب، وكذلك الاوروبية ، لكنها لا تميل الى السينما الاميركية، وهي تتمنى على السينمائيين العراقيين الاستفادة من التجربة الايرانية الفريدة، اذ يعمل السينمائيون هنالك ضمن شروط تفرضها الرقابة ، لكنهم يحققون اعمالا تفخر بها المهرجانات.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفيلم العراقي نون يتوّج بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي في طنجة الفيلم العراقي نون يتوّج بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي في طنجة



GMT 14:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

تفاصيل حفل رابح صقر ونوال في جدة

GMT 14:05 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

حسين الجسمي يؤدي بروفته استعدادا لحفله في جدة

GMT 10:09 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

وائل جسار يتألق بحفل كامل العدد في رأس السنة

GMT 09:57 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

محمد حماقي يتألق بأجواء عالمية في رأس السنة في أبو ظبي

GMT 06:17 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

نجوى كرم تحيي حفلاً غنائيًا في أمستردام في هذا الموعد

GMT 19:14 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

نيكول سابا وإدوارد يتألقان في أضخم حفلات رأس السنة في مصر

GMT 19:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

روبي تختتم عام من النجاحات بحفل رأس السنة في القاهرة

الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:58 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب
 العرب اليوم - نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab