نيويورك – العرب اليوم
يواجه مستودع "سفالبارد"، الذي أنشأته النرويج للحفاظ على البذور الزراعية النادرة من الكوارث الطبيعية والبيئية، خطر الغرق في مياه الجليد الذائبة، إثر تسبّب ظاهرة الاحتباس الحراري في تدفق المياه الذائبة من الجليد نحو مدخله، ويقع المستودع والمعروف باسم "قبو يوم القيامة" في جزيرة سبيتسبرجن، في أرخبيل سفالبارد بين البر الرئيسي للنرويج والقطب الشمالي ، وتم فتحه قبل ما يقرب من عقد من الزمان.
وأفادت صحيفة الغارديان البريطانية، أنه كان من المفترض أن يصمد أمام الكارثة العالمية، بيد أن درجات الحرارة الشتوية غير المعتادة هذا العام جعلت كميات غير متوقعة من مياه الذوبان تتدفق الى نفق المدخل، وفي حين أن الفيضانات لم تصل إلى القبو نفسه، وهذا يعني أن البذور حتى الآن لم تتضرر، جعل الخبراء يفكرون في الكيفية التي يؤثر فيها تغير المناخ على بقاء القبو على المدى الطويل.
وكشف المسؤولون أنّ هذا المرفق مصمّم ليصبح مكتفيًا ذاتيًا، وهذا لا يعني التدخل البشري، لكنه يتم مراقبته على مدار الساعة، وقبل أشهر قليلة، تم زيادة عدد البذور في هذا القبو ، مع 50 ألف عينة بذور تبرّع بها أشخاص من جميع أنحاء العالم ليتم الحفاظ عليها آمنة لوقت الحاجة إليها، وهي تضم الآن ما يقرب من مليون عينة، في أكبر مجموعة للتنوّع البيولوجي الزراعي في العالم، بيد أن درجات الحرارة العالمية تمثل تحديًا غير متوقع لهذا القبو.
وأوضحت احدى المسؤولات في الحكومة النرويجية المالكة للقبو، هيجي نجا أسشيم، أنّ "الخطط التي وضعتها النرويج خلال بنائها المستودع لم تكن فيها احتمالية ذوبان الجليد، وتعرض القبو إلى درجة حرارة مثل ذلك، الكثير من المياه ذهبت إلى بداية النفق ثم تجمدت لتصبح جليدًا، لذلك كانت مثل النهر الجليدي عندما ذهبنا إلى هناك".
وبحسب الغارديان، أنّ الخبراء ينتظرون معرفة كيفية زوال الأثر، متسائلين عما اذا كان سيتصاعد وتيرته مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، وهم يعملون الآن على جعل القبو مقاوم لمثل ذلك الأثر، من خلال خلق خنادق من شأنها توجيه المياه الزائدة بعيدا، وتثبيت مضخات للفيضانات، وبالإضافة إلى جلب الآلاف من البذور الجديدة في فصل الشتاء الماضي، افتتح الخبراء أخيرًا "قبو يوم القيامة " من أجل إنقاذ الكتب في العالم، وسيتم تخزين الكتب الثمينة في صورة رقمية، مما يسمح لهم بالبقاء على قيد الحياة في أحلك الظروف، بما في ذلك أثناء اندلاع الحرب النووية، ويقع قبو الكتب أيضًا، وهو ما يسمى أرشيف القطب الشمالي في العالم، في سفالبارد.
أرسل تعليقك