انتهت الجلسة الثانية من محاكمة الإعلامية ريهام سعيد، وأعضاء بفريق برنامجها "صبايا الخير"، الأربعاء، بصدور حكم ببراءتها، ومعاقبة معدة واحدة بالبرنامج بالسجن سنة مع وقف التنفيذ، وإدانة متهمين آخرين بالسجن المشدد 15 سنة، بعد مرافعات ومداولات استغرقت 9 ساعات من دائرة المستشار السيد البدوي في محكمة جنايات القاهرة.
اكتظت القاعة على مدار جلستي المحاكمة بأهالي وأصدقاء ريهام سعيد وفريقها، وعدد من الفنانين والشخصيات العامة المتعاطفة معهم، لتتحول همسات القلق ونظرات الترقب بمجرد صدور الحكم إلى صرخات فرح وزغاريد وهتافات بحياة العدالة والمحكمة، احتفاءً بخروج ريهام من السجن الذي مكثت فيه شهرًا تقريبًا.
أشرفت قوات الأمن على ترحيل ريهام وفريق عملها من المحكمة إلى السجن، قبل منتصف الليل بدقائق، لإنهاء إجراءات الإفراج عن الحاصلين على البراءة، وإخلاء سبيل المعاقبة بالحبس بوقف التنفيذ، مع إيداع المتهمين المدانين في القضية بمحبسهم.
بدأت الساعات الحاسمة في القضية الأربعاء بوصول ريهاموالمتهمين وسط حراسة أمنية مشددة إلى مقر المحكمة في التجمع الخامس، وتم إيداعهم قفص الاتهام، وحاولت ريهام الهروب من عدسة الكاميرات والحاضرين من خلال الوقوف خلف حائط يفصل بين باب قفص الاتهام وغرفة الحجز.
وبدأت الجلسة بالاستماع إلى شاهد الإثبات الرائد حسين خيري، رئيس مباحث دار السلام، بناءً على طلب الدفاع، باعتباره مُجري التحريات، والذي تمكسك بأقواله في تحقيقات النيابة، ثم ألقت النيابة العامة مرافعتها، وطالبت هيئة المحكمة بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين في القضية، وذلك تنفيذا لنصوص مواد أمر الإحالة.
و استهل محامي المعدة المتهمة غرام، دفاعه بأن موكلته تم تكليفها بالبحث عن موضوع الإتجار في البشر، وتساءل "مين هيكون مصدرها طبيب ولا أستاذ جامعة؟، ليضيف بأن موكلته كان عليها أن تقترب من مكان الجريمة، لكي يتم إمدادها بالمعلومات قصد الإبلاغ عن طريق الإعلام، ولولا البلاغ لما تم القبض على المتهمين ولما عاد الأطفال لأمهاتهم.
و سمح القاضي لريهام، بالحديث من داخل القفص، فقالت إنها مذهولة مما هو منسوب إليها، وأنها كانت تضحك حينما كانت تسمع الاتهامات المسندة إليها، وتابعت" مكونتش مصدقة، والمحقق طلب خلال التحقيق الكف عن التهكم على ما يسند لي من اتهامات، متسائلة باستنكار"هل يمكن أن أتحول بعد 15 سنة في الإعلام لرئيسة عصابة؟ أنا مش بفبرك حلقاتي
و قال المحامي محمد بهاء أبو شقة، عضو هيئة الدفاع عن ريهام، إن موكلته تباشر نشاطًا مشروعًا، وأن طلبها بفتح ملف الاختطاف من فريق الإعداد ليس بدعة، لآن برنامجها ينتمي لفئة تليفزيون الواقع، فسبق وأعدت وصورت حلقات عن أنفاق غزة وتجارة الأعضاء والمخدرات، وأنها سعت بأقدامها طواعية للنيابة حيث كانت تبحث عن عدالة تنصفها.
و دفع المحامي جميل سعيد، عضو هيئة الدفاع عن ريهام، بانتفاء صلة موكلته بالواقعة بمقتضى نص المادة 95 من الدستور، مضيفًا أن الثابت من الأوراق خلوها من أي دليل يقيني يفيد اشتراكها مع الخاطفين بأي صورة من صور الاشتراك سواء بالاتفاق أوالتحريض أو المساعدة.
وأضاف أن دور موكلته مقدمة البرنامج، هو المفاضلة بين الموضوعات التي تعرض عليها من قبل معدي البرامح، ذاكرا أنها طلبت إعداد موضوع عن خطف الأطفال ولم تكلف بالخطف وعندما علمت بالموضوع، قالت" بلغوا الشرطة».
و دفع بعدم جدية التحريات وأنه لا يجوز التعويل عليها في مقام إسناد الاتهام لموكلته وإدانتها، كما دفع بعدم الاعتداد بشهادة شهود الإثبات، فضلا عن عدم الاعتداد بباقي أقوال المتهمين كونها لا ترقى للاعتراف أو الشهادة، وانتفاء القصد الجنائي وانعدام أركان الجريمة المعنوية والمادية وعدم معقولية الواقعة.
وانتقد الدفاع قول النيابة العامة بإن موكلته كانت تسعى إلى الشهرة، قائلًا "كيف يكون ذلك وهي لها صولات وجولات في الدفاع عن الشرطة والجيش من دون أن تبحث عن مردود.
وقضت المحكمة في النهاية ببراءة كل من ريهام سعيد مقدمة برنامج صبايا الخير المذاع على فضائية النهار، وأكرم النحاس منتج البرنامج، ومحمد راضي «مصور»، ومحمد صلاح مساعد مخرج، فيما عاقبت غرام عيسى معدة بالسجن عامًا مع إيقاف التنفيذ لمدة 3 سنوات، في قضية خطف الأطفال، كما عاقبت كلا من المتهمين عطية ناصر، مبيض محارة، ومحمد طه سائق، بالسجن المشدد 15 سنة، والغرامة 200 ألف جنيه، لكل منهما، وبالسجن المشدد 5 سنوات لإسلام خالد الوسيط.
أرسل تعليقك