عمرو خالد يكشف تفاصيل الحوار الرائع بين النبي وقبيلة بني شيبان
آخر تحديث GMT17:52:01
 العرب اليوم -

عمرو خالد يكشف تفاصيل الحوار الرائع بين النبي وقبيلة بني شيبان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عمرو خالد يكشف تفاصيل الحوار الرائع بين النبي وقبيلة بني شيبان

عمرو خالد
القاهرة - شيماء مكاوي

أعلن الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، أن النبي صلى الله عليه وسلم عرض نفسه على القبائل العربية، التي كانت تقدم إلى مكة خلال موسم الحج، حيث التقى ٢٦ قبيلة على مدار ٣سنوات، قابل خلالها مئات الأفراد، ليعرض عليهم رسالة الإسلام، لكنه كان يقابل بالرفض خوفًا من معاداة قريش، إن هم آووه ووفروا له الحماية. وخلال الحلقة العشرين من برنامجه الرمضاني "نبي الرحمة والتسامح"، الذي يذاع على قناة "إم بي سي"، أبدى خالد ملاحظة مهمة، وهو أن "النبي عندما كان يعرض نفسه على القبائل كان يطلب الحماية ويعرض الإيمان، لم يكن هناك أي مقابل مادي أو وعد بحكم فقط الوعد هو: الجنة، وهي تستحق الكثير "ألا أن سلعة الله غالية، ألا أن سلعة الله الجنة".

وعرض خالد لما وصفه بـ "الحوار الرائع" الذي دار بين النبي وقبيلة بني شيبان، وهي من أكبر القبائل العربية، وكان بينها وبين الفرس عهود واتفاقات وبينها وبين العرب عهود واتفاقات، وكان لهم ثلاثة قادة، واحد اسمه مفروق بن عمرو، وهانئ بن قبيصة، والمثنى بن حارثة. إذ عرض النبي نفسه عليهم، داعيًا إياهم إلى الدخول في الإسلام، وتوفير الحماية له من قريش، بعد أن أوضح لهم أبعاد الأزمة، حتى يكون الاتفاق على بينة وصدق تامين.

وقال لهم: "أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني رسول الله، وأن تؤوني، وتمنعوني، وتنصروني حتى أودي عن الله الذي أمرني به"، وقبل أن يسأله أحد منهم، ولماذا لم توفر لك قريش ذلك، يمضي قائلا: "فإن قريشًا قد تظاهرت على أمر الله وكذبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد".

وعندما طلب مفروق أن يعرف شيئًا عن الإسلام، قرأ النبي عليه آيات من سورة "الأنعام" لما وجده من أخلاق في كلامهم، فاختار لهم آيات تدور حول الأخلاق، قرآنية تحضُّ على الأخلاق الحميدة، "قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حرَّم رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شيئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أولادكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حرَّم اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ اليَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الكَيْلَ وَالمِيزَانَ بِالقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، أراد مفروق أن يعرف أكثر، فقال: وإلام تدعو أيضًا يا أخا قريش؟ فقال النبي: "إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"، تأثَّر مفروق بما سمعه من آيات الله وعلق على ذلك بقوله: "دعوت والله يا قرشي إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال"، بل ذم قريشًا فقال: "ولقد أفك قوم كذبوك، وظاهروا عليك".
وتابع خالد: "ثم نظر مفروق إلى هانئ بن قبيصة، والذي رفض التسرع في اتخاذ موقف واضح ناحية كلام النبي، وطلب التروي في الأمر، واقترح الانتظار حتى العودة إلى قبيلتهم واستشارتها، وقال للنبي: "قد سمعت مقالتك يا أخ قريش، ولكن أن نترك ديننا لجلسة جلسناها معك، فإننا أن فعلنا ذلك يكون نقص في الرأي وتسرع في القرار، ولكن نرجع وترجع نفكر وتفكر وننظر وننظر ثم نلتقي لنرى"، ابتسم النبي ابتسامة رضا".

واستطرد: "ثم نظر هانئ بن قبيص إلى المثنى بن حارثة، فقال الأخير، وهو القائد العسكري، والذي أصبح بعد سنوات من كبار الفاتحين الإسلاميين؛ قال له: "قد سمعت مقالتك، واستحسنت قولك يا أخا قريش، وأعجبني ما تكلمت به، والجواب هو جواب هانئ بن قبيصة"، فقد كان هو الآخر لايود التسرع في دخول الإسلام، ثم أخذ يتحدث عن علاقات بني شيبان التي كانت تسكن على حدود العراق بين الفرس والعرب، قال: "وإنا إنما نزلنا بين صيرين (تجمع المياه)، أحدهما اليمامة، والآخر السمامة"، قال النبي: "وما هذان الصيران"، فأجابه بن حارثة: "أما أحدهما فطفوف البر وأرض العرب، وأما الآخر فأرض فارس وأنهار كسرى"، ثم يعرض على النبي، "فأما ما كان يلي بلاد العرب فذنب صاحبه مغفور، وعذره مقبول، وأما ما كان يلي بلاد فارس فذنب صاحبه غير مغفور، وعذره غير مقبول"، وكأنه يقول له: نحن لانقدر على إغضاب "كسرى" فارس، بخلاف العرب، فنقدر عليهم، وتابع حديثه: "وإنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى، أن لا نحدث حدثُا ولا نؤوي مُحدثُا، ولعل هذا الأمر الذي تدعونا إليه مما تكرهه الملوك"، ثم ختم كلامه قائلاُ: "فإن أردت أن ننصرك ونمنعك مما يلي العرب فعلنا".

وفسر خالد ذلك بأنه "قبل الإسلام؛ والدفاع عن النبي ضد العرب؛ لكن إن اعترض كسرى فارس فهو لن يتدخل"، معلقًا بأنه "على الرغم من أن هذا العرض في حينه كان انتصارًا للنبي، لكنه رفض، وقال له بكل أدب: "ما أسأتم الرد إذ أفصحتم بالصدق"، شاكرًا لهم حسن توضيحهم، لكنه قال كلمة خالدة: "إنه لايقوم بدين الله إلا من حاطه من جميع جوانبه". إذ قال إن "الإسلام لايعرف الانتقائية، فإذا قبلت بالإسلام فلتقبله جملة واحدة، ثم قال لهم النبي والذي ستفتح دولة فارس بعد وفاته بأربع سنوات، وكله ثقة في ذلك: "أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم، ويفرشكم نساءهم، أتسبحون الله وتقدسونه"، وسأل بني شيبان: ماذا ستفعلون ساعتها؟ هل ستدخلون الإسلام؟ فقال النعمان بن شريك زعيمهم الرابع: "اللهم وإن ذلك لك يا أخا قريش"، والعجيب أن المثنى بن حارثة صار بعد إسلامه من قادة الجيوش التي فتحت دولة فارس".

ثم قرأ النبي قول الله: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا"، فقد أدى ما يجب عليه أن يقوم به، لم يطلب الحماية وفقط، بل عرض عليهم الإسلام، وتلك مهمته الأسمى، ثم نهض من مجلسه مخاطبًا أبا بكر بقوله: "يا أبا بكر، أية أخلاق في الجاهلية، ما أشرفها، بها يدفع الله بأس بعضهم عن بعض، وبها يتحاجزون فيما بينهم"، فهو يفرح بكل خلق طيبة، حتى لو كانت من أعدائه "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمرو خالد يكشف تفاصيل الحوار الرائع بين النبي وقبيلة بني شيبان عمرو خالد يكشف تفاصيل الحوار الرائع بين النبي وقبيلة بني شيبان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab