القاهرة ـ العرب اليوم
عانى الزوج "س" كثيرًا من الوحدة بعد وفاة زوجته، خاصةً أنه كان يقيم مع أبنائه البالغين، كل منهم له حياته الخاصة، ما جعلهم دائمًا في انشغال عنه، فافتقد للونيس في حياته، وعدم قدرته على إدارة المنزل وحيدا دون زوجة، وحينها أدرك أن زواجه مرة أخرى هو الحل.
بعد فترة بسيطة من البحث قاده حظه العاثر، لأن يرشح له أحد أقاربه الزواج من فتاة بعمر أبنائه، فرح الزوج كثيرا وتحمس لذلك الاختيار معتقدا أنها ستنير ظلام حياته وستكون سببا في سعادته الدائمة، لكنهه أدرك متأخرا أن تلك الزيجة كانت طريقا إلى الصدمة والشك.
تزوج هذا الرجل من الفتاة الشابة، إلا أنها اشترطت عليه قبل الزواج أن تضمن حقها بأن ينقل نصف ملكية بيت الزوجية إليها، فوافق ولم يمانع هذا الشرط، وبعد فترة لا بأس بها من استقرار حياتهم، أنجب منها 3 أطفال، فرح بهم كثيرا كأنهم أول من ينجب.
في يوم من الأيام خرج الزوج من المنزل ليقضي مصالحه، وبعد بضع ساعات رجع إلى البيت ليلقى ما لم يضعه في الحسبان مطلقا، لتأخذه عيناه لمشهد يقلب حياته رأسا على عقب، حيث وجد أحد أبنائه وزوجته في حالة زنا، أثارته الصدمة حد الجنون، ولم يدر بنفسه إلا وهو يأتي بزجاجة من البنزين، ويحرق البيت بمن فيه، وبعد فترة قليلة جاء الأهل والجيران لإخماد النار وإنقاذ من كان في البيت.
لم ينتظر الابن والزوجة كثيرا حتى توجهوا إلى رفع دعوى على الزوج واتهامه بحرق ممتلكاتهم ومحاولته قتلهما، فاستنجدا بالقضاء قبل أن يذهبا ضحية لجنون هذا العجوز، حتى وجد الزوج نفسه سجينًا لعدة أيام، مما جعل أمر لجوئه لرفع دعوى زنا عليهم أمرا صعبا بسبب مرور أيام على الواقعة وعدم وجود ما يثبت صحة كلامه، بجانب ما بدأ يراوده من أفكار وشكه في أبوته لـ 3 أطفال من هذه المرأة.
اقترح أحد أقارب الزوج أن يقيم دعوى إثبات نسب، ليطمئن لنسب أطفاله الثلاثة أو ليثبت جريمة نجله وزوجته في حقه، فتوجه الرجل مسرعا إلى محكمة الأسرة ليقيم الدعوى، وكأنه غريق يتعلق بقشة النجاة.
بدأ في اتخاذ الإجراءات اللازمة، وبدأ القانون والطب الشعري يأخذ مجراه في هذا الأمر، حتى فوجئ "س" بوالد الزوجة يساومه على التنازل عن القضية في مقابل أن يعيد نصف المنزل الذي أخذته، واستمرت مناقشات كثيرة حول هذا الأمر، مما أكد شكوك الرجل حول أبوته لأطفاله الثلاثة ونسبهم لابنه، فجعله أكثر إصرارا على عدم التنازل وانتظار قرار العدالة، واسترداد حقه في شرفه الذي لوثه ابنه وزوجته بجانب اتهامه بالجنون.
أرسل تعليقك