عمان - العرب اليوم
يحتفل العالم في 14 ينيو / حزيران باليوم العالمي للمتبرعين بالدم، تحت شعار "ما الذي بوسعك أن تفعله؟ تبرع بالدم، امنحه الآن، إمنحه بكمية كبيرة". وقالت منظمة الصحة العالمية إن الطوارئ تؤثر سنويًا على حياة الملايين من الناس وصحتهم، وخلّفت الكوارث في العقد الماضي أكثر من مليون وفاة، فيما تُلحِق الطوارئ أضرارًا بما يزيد على 250 مليون شخص سنويًا. وتُوجِد الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والفيضانات والعواصف، احتياجات كبيرة في مجال الحصول على الرعاية الصحية أثناء الطوارئ، كما تُدمِّر في الوقت نفسه المرافق الصحية الحيوية في أغلب الأحيان. وتؤدي الكوارث، التي هي من صنع الإنسان، من قبيل حوادث الطرق والنزاعات المسلحة، إلى توليد طلبات كثيرة على الرعاية الصحية، والحاجة إلى تقديم العلاج في الخطوط الأمامية.
وأشارت جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" إلى أن مجمل التبرعات بالدم، على مستوى العالم، بلغت 108 ملايين تبرع، وبزيادة بلغت 25% عن تلك التي تم جمعها في 2004، وأن نصف هذه التبرعات تقريبًا تتم في الدول عالية الدخل، والتي يشكل سكانها نسبة 20% من سكان العالم. وتفيد البيانات والإحصاءات بأن نسبة مشاركة النساء في عمليات التبرع بالدم لا تزيد عن 30% من المجموع الكلي، وهذه النسبة تنخفض الى أقل من 10% في 18 دولة من بين 104 دول تقدم تقارير عن ذلك. ومن حيث سن المتبرع أو المتبرعة بالدم فإن 6% منهم أقل من 18 عامًا، و27% منهم من الفئة العمرية 18 إلى 24 عامًا، و38% منهم من الفئة العمرية بين 25 و44) عامًا، و26% منهم من الفئة العمرية بين 45 و64) عامًا، و3% منهم فوق 65 عامًا.
وأوضحت "تضامن" أن أكثر فئات المتبرعين أمانًا، من حيث انخفاض معدل انتشار العدوى المنقولة بالدم، هي بين الفئات المتبرعة طوعًا بالدم ودون مقابل، ففي 71 دولة تأتي 90% من إمدادات الدم من عمليات التبرع طوعًا وبدون مقابل، من بينها 62 دولة وصلت فيها النسبة إلى 100%، ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة. ولا تزال 73 دولة تعتمد في أكثر من 50% من إمداداتها من الدم على أفراد الأسر وعلى المتبرعين بالدم مقابل أجر. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن وحدة دم واحدة يمكنها مساعدة وعلاج أكثر من مريض، من خلال فصل الدم إلى عناصر مختلفة وتزويد المريض بالعنصر الدموي الذي يحتاجه فقط. ويتم فصل نحو 91% من الدم المجموع في الدول المرتفعة الدخل، و72% من الدم المجموع في الدول المتوسطة الدخل، و31% من الدم المجموع في الدول المنخفضة الدخل، إلى عناصر دموية. كما يتم اللجوء في الدول المرتفعة الدخل إلى عملية نقل الدم لدعم العلاج الطبي المتقدم والعمليات الجراحية المعقدة، كجراحة القلب، أمّا في الدول المنخفضة الدخل فيتم اللجوء إليها في الأغلب لدى التدبير العلاجي لمضاعفات الحمل والملاريا، التي تصيب الأطفال، ويزيد من حدتها فقر الدم الشديد.
أما في الأردن، فأشارات إحصاءات عام 2013، الصادر عن وزارة الصحة، إلى أن مديرية بنك الدم جمعت 200 ألف وحدة دم، وشكل التبرع الطوعي فيها ما نسبته 48.5%، والتبرع التعويضي من العائلة والأصدقاء ما نسبته 51.5%، حيث يمنع الأردن التبرع بمقابل مادي. ومن حيث جنس المتبرع، لفتت الأرقام ذاتها إلى أن نسبة مشاركة النساء في عمليات التبرع بالدم لم تتجاوز 2% في التبرعات الطوعية المنتظمة، وهذه النسبة ترتفع عند تنفيذ حملات تبرع. وأكدت دراسة أعدتها مديرية بنك الدم على عينة عشوائية، مكونة من 821 متبرعًا ومتبرعة، أن 91% من النساء الأردنيات لا يتبرعن بدمهن في الحملات العادية، وأن 76% منهن لا يتبرعن بدمهن في الحملات التي تنظم داخل الجامعات.
وشددت "تضامن" على أن تدني نسبة مشاركة النساء في عمليات التبرع بالدم المنتظمة، ومن خلال الحملات، مرتبط ارتباطًا مباشراً بالثقافة المجتمعية، التي تفرض في كثير من الأحيان هيمنة ذكورية وعدم مساواة في الفرص، كما أن الكثيرات منهن لا يملكن الاستقلالية في اتخاذ القرارات، ويبقين أسيرات لما يقرره الذكور من أفراد العائلة، وقلة التوعية العامة بأهمية التبرع بالدم من كلا الجنسين على صحة كل منهما من جهة، وعلى أهميته في إنقاذ العديد من الأرواح من جهة أخرى، مبينة أن معاناة النساء الأردنيات من فقر الدم تشكل عائقًا إضافيًا أمام تبرعهن بالدم، وأشار التقرير الأولي لمسح "السكان والصحة الأسرية في الأردن 2012"، والذي أطلقته دائرة الإحصاءات العامة في نهاية آذار / مارس 2013، إلى فقر الدم بإعتباره من الأمراض الشائعة بين الأطفال والنساء في الأردن ، فواحد من كل ثلاثة أطفال يعاني من فقر الدم، بنسبة تصل إلى 32%، وأغلب هؤلاء يعانون من فقر دم خفيف 20%، وأن 12% لديهم فقر دم معتدل، ونسبة ضئيلة يعانون من فقر دم حاد. وتعاني ثلث النساء المتزوجات من فقر الدم، ومن بينهن 26% مصابات بفقر دم خفيف، و7% بفقر دم معتدل، ونسبة ضئيلة لديهن فقر دم حاد.
وأوضحت "تضامن" أن زيادة مشاركة النساء في عمليات التبرع بالدم ستشكل علامة فارقة، وزيادة كبيرة في وحدات الدم المتوفرة لمن يحتاج إليها من المرضى ، خاصة أن العديد من النساء والفتيات والطفلات الفقيرات، بشكل خاص، واللاتي بحاجة إلى وحدات دم هن الفئات الأكثر تأثرًا من عدم وجود وحدات دم بكميات كافية، ما يعرض حياتهن للخطر. وأكدت "تضامن" أن لا فوارق جسمية بين الرجال والنساء تحول دون التبرع بالدم، وأن النساء اللاتي يتمتعن بصحة جيدة ولا يوجد ما يمنع من تبرعهن بالدم مدعوات جميعهن للمبادرة والتبرع بدمهن وبشكل منتظم، للمساهمة في إنقاذ أرواح أسرهن وأسر مجتمعاتهن.
ودعت "تضامن" كل الجهات المعنية، وخاصة مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، إلى تكثيف جهود التوعية بأهمية التبرع بالدم، وتنظيم حملات على مدار العام تهدف إلى تشجيع النساء والفتيات على التبرع بالدم، والعمل على تغيير الثقافة المجتمعية التي تمنعهن أو تحد من مساهماتهن.
أرسل تعليقك