دور المسنين في ألمانيا تؤكد أن الطلب أكثر من العرض
آخر تحديث GMT07:35:08
 العرب اليوم -

دور المسنين في ألمانيا تؤكد أن الطلب أكثر من العرض

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دور المسنين في ألمانيا تؤكد أن الطلب أكثر من العرض

برلين - د.ب.أ

يزداد الطلب على خدمات رعاية المسنين في ألمانيا مقابل قلة الموارد البشرية العاملة في هذا المجال، وأمام هذا الوضع يجد خبراء ألمان أن جزءا من الحل يكمن في مساعدة الأهل والأقارب، لكن في ظل انشغال هؤلاء تبقى المشكلة مطروحة. تأتي ريناتة لينغناو -يوميا- لدار المسنين للاعتناء بوالدتها، تجلب لها الأكل وتخصص وقتا لمساعدتها على قضاء حاجياتها اليومية، وتذهب معها لزيارة الطبيب -أيضا- وفي بعض الأحيان تجلس معها على طاولة المطبخ للتحدث سويا. والدة ريناتة هي حالة من بين حالات كثيرة في ألمانيا لمسنين يحتاجون الرعاية ويقضون أوقاتا في دور المسنين أو يقطنون بها. الحاجة إلى هذا النوع من الرعاية تتزايد في ألمانيا مع ارتفاع عدد المسنين خصوصا أن التزام أفراد العائلة بتخصيص هذه الرعاية يكون صعبا ومحدودا بسبب مشاغل الحياة اليومية، وقلة العاملين في هذا المجال. تستفيد والدة ريناتة من الدرجة رقم 1 في ترتيب الرعاية المتكون من ثلاث درجات، وذلك يعني أنها تحتاج يوميا لحصة من الرعاية والمساعدة لمدة تسعين دقيقة، ورغم أن وضعها الصحي يجعلها في بعض الأحيان غير قادرة على تلبية أبسط حاجياتها، إلا أن هذه الأرملة المسنة سعيدة لكون ابنتها بجانبها في هذه المرحلة من العمر للاعتناء بها. وإلى جانب والدة ريناته يعيش عجزة آخرون في دار المسنين، بعضهم يعتني بنفسه دون أية مساعدة بينما يستفيد نحو مليون مسن في ألمانيا من رعاية الأهل والأقارب. تكاليف دور المسنين مشكلة إضافية وفي ظل استياء بعض المسنين وأقاربهم من جودة خدمات الرعاية المتنقلة والوقت المخصص لها، يشكو العاملون في هذا المجال من جانبهم أيضا من قلة الوقت المخصص لتلبية حاجيات المسنين، حيث يضطر كل واحد منهم في بعض الأحيان إلى الاعتناء بـ 30 مسنا في اليوم الواحد. الوقت وجودة الخدمات مشاكل ضمن أخرى لعل أهمها التكاليف المخصصة لرعاية هؤلاء المسنين وإقامتهم في دور المسنين في ألمانيا. فإذا كانت ريناتة مثلا تستطيع -حتى الآن- الاعتناء بوالدتها بنفسها إلا أنه من غير الواضح كيف ستتصرف في الأمر بعد سنوات، عندما تزداد حاجيات والدتها ويصبح انتقالها للعيش في دار للمسنين أمرا ملحا. "أستطيع العيش في دار للعجزة والموت فيها -أيضا- فقد سبقني إلى ذلك الكثيرون"، تقول أم ريناتة: لكن تكاليف ذلك لن تستطيع تحملها لوحدها فهي تتلقى معاشا بسيطا على غرار الكثيرات من بنات جيلها. أم ريناتة ليست حالة استثنائية فالآلاف من المسنين الألمان يجدون أنفسهم عاجزين عن دفع تكاليف الإقامة في دور العجزة شهريا والاستفادة من الرعاية الكاملة بعدما أصبحوا غير قادرين على الاعتماد على أنفسهم في حياتهم اليومية، وهو ما يدفعهم إلى الاعتماد على الدولة أو على أبنائهم في دفع هذه المصاريف. لورا يعقوب، متطوعة من أجل المسنين تبدو الخيارات قليلة أمام قلة الموارد البشرية وصعوبة التزام الأهل بالاهتمام بالمسنين من أقاربهم، لكن العمل التطوعي يبقى حلا "مثاليا" في بعض الأحيان إلا أنه غير منتشر بما يكفي لسد الطلب المتزايد على خدمات رعاية المسنين. لورا يعقوب نموذج لهؤلاء المتطوعين الذين قرروا بشكل إرادي تخصيص جزء من وقتهم للاهتمام بالمسنين. " العاملون في دور المسنين يهتمون بغسل ملابسهم وتوفير غذائهم وشرابهم وبالكاد يكفيهم الوقت لفعل ذلك، ولهذا أنا هنا". تقول الشابة المتطوعة. لورا، الطالبة التي تبلغ من العمر 28 عاما تدرك جيدا الصعوبات التي يواجهها مجال رعاية المسنين في ألمانيا ولهذا تقدمت بطلب الالتحاق بإحدى دور المسنين بمدينة مونستر، وهي الآن تعتني بإحدى السيدات المسنات هناك. في مجتمع شائخ كالمجتمع الألماني، تعتبر وظائف رعاية المسنين مهمة، فبحسب تقديرات الخبراء ستصل الوظائف المطلوبة في هذا المجال إلى أكثر من مائة ألف وظيفة بحلول عام 2030، ومع ذلك فإن إقبال الشباب على الالتحاق بهذا النوع من المهن يبقى ضعيفا بسبب ظروف العمل الصعبة وانخفاض الأجور المخصصة لها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دور المسنين في ألمانيا تؤكد أن الطلب أكثر من العرض دور المسنين في ألمانيا تؤكد أن الطلب أكثر من العرض



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 07:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
 العرب اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab