لا شك أنّ ارتباط الزوج بأخرى يعد صدمة بكل المقاييس للزوجة الأولى، وتتفاوت درجتها من امرأة لأخرى، ولكن المثير هو أن تدفع تلك الصدمة الزوجات للإقبال على عيادات التجميل، وبنسبة تصل إلى 40% بهدف إجراء عمليات تجميلية الغرض منها محاولات لجذب أو استعادة رجل غالباً تزوج بثانية، أو هددها بالزواج من أخرى أو أسباب أخرى مشابهة.
ذلك ما أكدته استشارية جراحة التجميل الدكتورة فاطمة الصبحي.
بداية القصص التي حصلنا عليها داخل عيادة التجميل كانت لزوجة هددها زوجها بالزواج بثانية إن لم تقم بعملية تجميل لزيادة حجم مؤخرتها؛ لتبدو كمؤخرة الممثلة (كيم كاردشيان) وبذلت الزوجة -التي واجهت ضغوطاً نفسية كبيرة من زوجها- المستحيل لإقناع أخصائية التجميل بالقيام بالعملية المطلوبة؛ إرضاء لزوجها وتفادياً لوجود ضرة في حياتها، ولكن فشلت محاولاتها في الحصول على طلبها، ما يعني تأكيد زوجها لتنفيذ تهديده والذي جعل منه مجرد ذريعة ليتزوج بأخرى.
عمليات بالجملة فيما تعد أم محمد حالة أخرى من الحالات التي وقعت تحت سيطرة الزوج، وأخضعت نفسها لمحاولات مستميتة؛ لإرضائه. وتتلخص قصتها في رغبتها بإجراء عمليات تجميل متعددة لتكبير الصدر، وتكبير المؤخرة، وشد البطن، والذي من شأنه كسب وده، وبالتالي لا يبحث عن تلك المواصفات في امرأة أخرى.
كيد النساء أما أم عبدالله فكانت الزوجة الثانية، وأحضرها زوجها مجبرة إلى عيادة التجميل؛ لإجراء عملية تجميل لأنفها إذ إنها كانت تعاني من ميلان بسيط في الأنف بعد تعرضها لحادث، ويهدف زوجها من ذلك فقط إلى الكيد من زوجته الأولى؛ حتى لا تجد أي عيب تلصقه بزوجته الثانية التي كانت تتمتع بجمال فاتن، وهذا رغم اعتراض الزوجة الثانية على هذه العملية واقتناعها التام بشكل أنفها.
جنون ومن وجهة نظر الدكتور محسن الشيخ آل حسان أن توجه الزوجة لعمليات التجميل، أو رضوخها لمطالب زوجها يعد ضرباً من الجنون تفقد معه الزوجة ثقتها بنفسها، ويقودها إلى هاوية من الأمراض النفسية، ومع ذلك لن تتوقف مطالب الزوج ورضاه عن شكلها، وسيستمر في مطالبتها بالمزيد من العمليات والتعديلات بعد أن تتحول بالنسبة له إلى مجرد دمية، وهذه من أكبر الأخطاء التي من الممكن أن ترتكبها المرأة في حق نفسها.
شبح الثانية في حين ترى منال فيصل الشريف، مديرة الإصدارات الخاصة بعكاظ، أن الزوجة الثانية غالباً ما تكون الشبح الذي يسيطر على أغلب الزوجات اللواتي لا يرغبن في منافستهن إحدى النساء الأخريات، فهي تريد أن تكون الجميلة والرشيقة ومالكة قلب، وعقل، ونظر الرجل الذي تعيش معه ولا تتحمل أن تشاركه أخرى فيه.
لذلك قد تنهار الزوجة بمجرد أن تعلم بزواج الرجل من أخرى، وبعد فترة قد تعيد النظر في حياتها وتبدأ التساؤلات لماذا تزوج عليّ؟ وبالتالي تقتنع بأن السنوات قد عصفت بها، وتحتاج إلى ترميم جمالي لدى أشهر عيادات التجميل.
حكمة زوجة وتروي تهاني الحميدي من الأكاديمية التعليمية حكاية حماتها التي تزوج عليها زوجها، ولكنها تصرفت بحكمة لاسترداده، إذ بدأنا نلاحظ عليها اهتماماً زائداً بنفسها، من ارتداء ملابس جديدة وبألوان زاهية وصبغ شعرها، واهتماماً بزوجها أيضاً، ومحاولة إقامة علاقة جيدة مع الزوجة الجديدة التي كانت تقيم معها في الطابق الآخر من المنزل، وبعد سنوات استطاعت الزوجة الأولى أن تكسب المعركة، لدرجة أنّ الزوج أصبح يلازم منزل الزوجة الأولى، وأصبح أبناء زوجها من زوجته الثانية ينادونها ماما.
إرضاء النفس وفي اعتقاد الدكتورة فاطمة الصبحي استشارية التجميل، وبعيداً عن المثاليات أنّ عالمنا مادي والجمال بجزأيه الشكلي والروحي مازال الجاذب الأول للرجل، والعقل والنضوج يزيد المرأة جمالاً، القدرة على الحوار الذكي والثقافة،
وأخيراً الذكاء الاجتماعي من أكثر العوامل التي تزيد الشخصية جمالاً، وغيره ما يمكن المرأة الذكية استغلاله لجذب الرجل خارج إطار الاعتماد على الشكل. الرأي النفسي الدكتور وليد الزهراني استشاري الطب النفسي يشير إلى أنّ الزوجة الأولى تتعرض بعد زواج زوجها بأخرى إلى ضغوط نفسية كبيرة كفيلة بزعزعة الثقة بنفسها، وبإصابتها بالاكتئاب والتوتر،
وقد يصل بالبعض منهنّ لدرجة الانتحار، ومنهنّ من تصاب بالعدائية تجاه الزوج أو الزوجة الثانية وشعور بالظلم والقهر، وقد تظهر معاناة الزوجة بشكل أمراض عضوية منها القولون، وفي حالات قد تصل للإصابة بالأورام السرطانية، ومن هنا تأتي أهمية تمهيد الزوج لهذه الخطوة، وتأهيل الزوجة نفسيّاً لهذا الحدث الذي يتسبب في زلزال لكيانها، وعموماً من النادر أن تتقبل المرأة فكرة زواج زوجها بأخرى مهما كانت مبررات الزوج
إذ لابد أن تشتعل نار الغيرة في داخلها ومحاولة تعويض النقص بداخلها، واسترداد الزوج بأي ثمن، وفي سبيل ذلك يمكن أن تلجأ لعمليات التجميل؛ لقهر الزوج أو محاولة لفت انتباهه إليها، وإثبات أنها ما زالت جميلة ولا تقل جمالاً عن الزوجة الثانية، ومن أخطر ما يمكن أن تشعر به الزوجة الثانية هو أنّ ما قام به زوجها هو خيانة لها ونكران للعشرة، فتحاول أن تخونه؛ لتثبت لنفسها أنها لازالت جميلة ومطلوبة من قبل الرجال
أرسل تعليقك