لندن - سليم كرم
تساهم كل صورة ينشرها الانسان على الانستغرام لرغوة القهوة مثلا أو تركه لأي تعليق على شريط الفيديو في مليارات الغيغابايت من البيانات الجديدة التي تنتج كل يوم، وكلما استمر هذا العدد في التزايد ستنفذ مساحة تخزين البيانات، وحتى ان أصغر وحدات تخزين البيانات تستخدم الالاف من الذرات لتخزين قطعة واحدة من المعلومات، واستطاع العلماء أن يطوروا طريقة لتخزين المعلومات على ذرة واحدة لإنتاج أصغر قرص صلب في العالم والذي سيرفع كفاءة وسيلة تخزين البيانات كثيرا.
وتتطلب أنظمة التخزين مساحات كبيرة والكثير من الطاقة لمواكبة الكمية المتزايدة من المعلومات التي ينتجها المجتمع وسيساعد تقليل عدد الذرات اللازمة لتخزين المعلومات على حل المشكلة، وفي عام 1959 تكهن عالم الفيزياء ريشتارد فينمان انه يمكن ترتيب الذرات الفردية في نمط منظم ومحدد سيكون قادر على تخزين معلومة على كل ذرة، ويعتقد مجموعة من العلماء من جامعة ديلفت في هولندا انهم وجدوا الطريقة المناسبة لتطبيق كلام فينمان، فقاموا ببناء ذاكرة كليوبايت أي ما يعادل 8000 بت حيث كل بت ممثل بموقع لذرة كلور واحدة.
وواضح رئيس فريد العمل البروفيسور ساندر أوتي " من الناحية النظرية سيمكن هذا الاختراع من كتابة كل الكتب التي كتبها الانسان على قصاصة ورقية واحدة، واستطاع الاختراع تخزين 500 تيرابايت لكل انش مربع، أي أكثر كفاءة من القرص الثابت المتاح حاليا بحوالي 500 مرة، واستخدم الفريق المجهر النفقي المساح ذو الابرة الحادة، والذي اتاح لهم رؤية الذرات واستخدام المجسات لدفع الذرات حول بعضها، وتابع البرفيسور " يستطيع الانسان مقارنة ما فعلناه بلغز الانزلاق حيث يتكون كل بت من موقعين على ذرات النحاس تتحرك فيهما ذرات الكلور ذهابا وايابا، فاذا كانت ذرة الكلور في المرتبة الأولى فهذا يسمى 1 اما اذا كانت في القاع فهذا يسمى 0 في نظام تخزين الكومبيوتر التقليدي."
وتكمن المشكلة في أن هذه التقنية في العمل يحب أن تصل الى درجة حرارية تصل تقريبا الى 200 درجة مئوية في فراغ شبه مثالي، وعلى الرغم من ذلك يعتقد العلماء أن هذه التقنية يمكن أن تقلل بشكل كبير حجم حاجة الانسان المتزايدة لمراكز البيانات الضخمة.
صورة 2 إذا كانت ذرة الكلور في المرتبة الأولى فهذا يسمى 1 اما اذا كانت في القاع فهذا يسمى 0 في نظام تخزين الكومبيوتر التقليدي.
ويقدم النهج الجديد امكانيات ممتازة من حيث الاستقرار والتطوير ولكن ينبغى الا يتوقع المستخدمين بطاقات ذاكرة صغيرة بين أيديهم في وقت قصير، فأضاف كبير الباحثين " في شكله الحالي فان الذاكرة لن تعمل إلا في ظروف فراغ نظيفة جدا وعلى درجة حرارة سائل النيتروجين، ولكن تخزين البيانات بشكل فعلي على المستوى الذري لا يزال بعيدا بعض الشيء، ولكن من خلال هذا الانجاز نستطيع أن نقول اننا قطعنا بالتأكيد خطوة كبيرة."
أرسل تعليقك