الرياض - عقيل العنزي
أدى استمرار وفرة المعروض من النفط الخام في أسواق الطاقة العالمية الى تخمة كبيرة شكلت ضغطاً على مسار أسعار النفط وأبقتها في مستهل تعاملاتها لعام 2015م في مساقات منحدرة أوصلتها الى مستوى 56 دولاراً لخام برنت القياسي في الاسواق الاوربية و 52 دولاراً للبرميل لخام ناميكس في الاسواق الامريكية، ما يجعلها تفقد نسبة 51% من قيمتها منذ أعلى سعر وصلت اليه في شهر حزيران/يونيو الماضي.
وازدادت الضغوط لثني الاسعار عن أي تحسن حينما قدمت كميات من الخام من العراق وروسيا وإيران تلك الدول التي تحاول رفد ميزانياتها المتدهورة من خلال إنتاج المزيد من النفط الخام والدفع به الى المستهلكين حتى ولو بأسعار متدنية، وهو أحد العوامل المهمة التي جعلت الخام الامريكي يبدد المكاسب التي حققها أمس الاول وافول موجة التفاؤل التي كانت تسود الاسواق بأن الاسعار قد تنتعش في ظل قساوة برودة الطقس التي طفقت تضرب الاجزاء الشمالية من الكرة الارضية. وعزز من المسار الهابط لاسعار النفط ورود تقارير مالية تشير الى تباطؤ وتيرة الطلب على النفط نتيجة الى ضعف نشاط المصانع في الصين وأوروبا في ديسمبر الماضي وسط ارتفاع في المخزونات الامريكية من النفط الخام ما يعكس تراجع الاستهلاك وتقهقر النمو الاقتصادي. الى ذلك تتوقع مصادر نفطية أن تستمر أسعار البترول بالتذبذب حتى منتصف العام الحالي حيث من المرجح أن تنتعش إذا ما تم امتصاص الفائض في الاسواق الى مستويات قد تقترب من 80 دولاراً للبرميل، بيد أن ذلك مرهون بعدد من العوامل ومنها الحد من الانتاج المفرط من الدول المنتجة من خارج أوبك وكذلك تنامي الاداء الصناعي في الدول الكبرى وكبح النفط القادم الى السوق السوداء.
أرسل تعليقك