لندن – العرب اليوم
يستهل سوق النفط الخام العام الجديد على خطوة تاريخية طال انتظارها، حيث يبدأ تطبيق أول اتفاق لخفض الإنتاج بين 22 دولة من "أوبك" والمنتجين المستقلين بحجم 1.8 مليون برميل يوميا، حيث يتوقع المختصون أن تكون له انعكاسات إيجابية واسعة على استعادة التوازن السوقي بعد قرابة ثلاثة أعوام من تراجع الأسعار بسبب اختلال العلاقة بين العرض والطلب نتيجة تخمة المعروض وتفوقه على الطلب بنحو مليوني برميل يوميا.
واتفاق خفض الإنتاج الذي بدأت أولى بشائره أمس كان ميلادا صعبا وبعد مخاض عسير، سبقه على مدار العام المنصرم مفاوضات ومباحثات مكثفة بين منتجي النفط في العالم، تعثرت منها العديد من المحاولات قبل أن تظهر طاقة النور في آخر النفق، وبالتحديد في اجتماع الجزائر في 28 أيلول/سبتمبر الماضي، حيث فاجأت "أوبك" السوق لأول مرة بالتوافق بين أعضائها على خفض إنتاج دول المنظمة مجتمعة إلى مستوى 32.5 مليون برميل يوميا.
ثم اكتملت ملامح الصورة واتضحت معالم خطة المنتجين من خلال اجتماعي فيينا في 30 تشرين الثاني/نوفمبر و10 كانون الأول/ديسمبر الماضيين والذي تم خلالهما تحديد حجم خفض إنتاج "أوبك" بـ 1.2 مليون برميل يوميا مع التوافق على حصص كل منتج، وتحملت السعودية العبء الأكبر بنحو 486 ألف برميل يوميا، فيما تم التوافق على حصة المنتجين المستقلين بحجم 558 ألف برميل يوميا، وتتحمل روسيا وحدها 300 ألف برميل من هذا الحجم.
وتشارك 11 دولة من "أوبك" بخفض إنتاج بحجم 1.2 مليون برميل يوميا وهذه الدول هي: السعودية بـ 486 ألف برميل، والعراق بـ 210 آلاف برميل، والإمارات بـ 139 ألف برميل، والكويت بـ 131 ألف برميل، وفنزويلا بـ 95 ألف برميل، وأنغولا بـ 87 ألف برميل، والجزائر بـ 50 ألف برميل، وقطر بـ 30 ألف برميل، وإيران بزيادة إنتاج بحجم 90 ألف برميل.
فيما لم تحدد "أوبك" موقف الغابون والإكوادور حيث تشاركان بنسب محدودة، بينما تم إعفاء نيجيريا وليبيا وتجميد عضوية إندونيسيا.
كما تشارك 11 دولة من خارج "أوبك" بخفض 558 ألف برميل يوميا وهي: روسيا بـ 300 ألف برميل يوميا، والمكسيك بـ 100 ألف برميل يوميا، وسلطنة عمان بـ 45 ألف برميل يوميا، وأذربيجان بـ 35 ألف برميل يوميا، وكازاخستان بـ 20 ألف برميل يوميا، وماليزيا بـ 20 ألف برميل يوميا، وغينيا الاستوائية بـ 12 ألف برميل يوميا، والبحرين بعشرة ملايين برميل يوميا، وجنوب السودان بثمانية آلاف برميل يوميا، وسلطنة بروناي بأربعة آلاف برميل يوميا، والسودان بأربعة آلاف برميل يوميا.
وتوقع المختصون أن تكون بداية تفاعل السوق اليوم مع تطبيق خفض الإنتاج قوية كردة فعل أولى على هذا الاتفاق الذي وصفته أغلب المؤسسات المالية والاقتصادية في العالم بأنه تاريخي ومحوري وسيشكل ملامح جديدة لسوق النفط حول العالم.
وتوقع الدكتور فيليب ديبيش، رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، أن يحصد النفط الخام خلال الأسبوع الجاري مكاسب سعرية جيدة وربما يسجل الخام قفزات مرتفعة في الأسعار بسبب بدء تطبيق اتفاق خفض إنتاج النفط الخام إضافة إلى الأجواء التفاؤلية المحيطة بالاقتصاد العالمي في العام الجديد.
وأشار ديبيش إلى أن فائض المخزونات وتخمة الإمدادات ستتقلص تدريجيا مع مرور الوقت وذلك في ضوء توقعات بتطبيق ناجح والتزام جيد لاتفاق خفض الإنتاج متوقعا أن يبلغ السوق حالة جيدة من التوازن بحلول منتصف العام الجاري وبالتزامن مع موعد إعادة تقييم اتفاقية خفض الإنتاج منوها إلى أن أغلب الظن أن الأسعار ستكون ما بين 65 و70 دولارا للبرميل.
ونوه ديبيش بأن أغلب المنتجين أبلغوا بالفعل زبائنهم ببدء تقلص الإمدادات اعتبارا من أول الشهر الجاري وهو ما يعكس جدية تنفيذ الاتفاق والقناعة القوية بقدرة الاتفاق على تحقيق التوازن المنشود وتعافى الأسعار إلى المستويات الملائمة لكل من المنتجين والمستثمرين وحتى المستهلكين.
أرسل تعليقك