عمان ـ بترا
نظم المعهد العالمي للفكر الإسلامي/ مكتب الأردن مساء امس الأربعاء حفل افطاره السنوي لزملائه وأصدقائه، والذي تضمن محاضرة للدكتور زغلول النجار؛ المتخصص بالإعجاز العلمي، بعنوان: “السموات السبع والأرضون السبع في القرآن الكريم والسنة النبوية/ قراءة منهجية”.
وقال المدير الإقليمي للمعهد الدكتور فتحي ملكاوي في بداية الحفل الذي افتتح بالقرآن الكريم: ان هذا الحفل السنوي هو تكريم لزملائه المعهد وأصدقائه، مذكراً بأهمية نظام الزمالة في إدامة الصلة بين المعهد وجمهوره.
وحثّ على استحضار حقيقة الجسم الواحد للأمة الذي يتألم لما يحدث في غزة، ويستبشر بصمود إخواننا هناك وثباتهم، الذي أصبح رمزاً لما تبقى في هذه الأمة من عزة وكرامة، داعيا لقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء هناك.
ثم عرض الدكتور الملكاوي بعض إنجازات الدكتور النجار العلمية والفكرية للدكتور ولا سيما في مجال الإعجاز العلمي والتشريعي والتربوي إلخ.، مبينا أن موضوع المحاضرة يستهدف تثبيت مفهوم التدبر والتفكّر في نصوص الآيات القرآنية، بصورة تتجاوز الفهم اللغوي إلى فهم هذه الظاهرة الطبيعية أو الاجتماعية أو النفسية في حد ذاتها في حدود الخبرة البشرية المتراكمة والسقف المعرفي المتاح في الزمان والمكان.
وقال الدكتور النجار:على الرغم من التقدم الراهن في مجال علم الفلك فإن الإنسان لن يستطيع الوصول إلى تصوّر كامل لبناء العوالم المحيطة بنا دون الاستعانة بالهداية الربانية في هذا المجال؛ نظراً لمحدودية قدرات الإنسان الحسيّة ومكانه وزمانه.
وتفحّص المحاضر موضوع السموات السبع والأرضين السبع كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فذكر أنّ لفظ السماء جاء بالإفراد والجمع في ثلاثمائة وعشرة مواضع من القرآن الكريم، منها مائة وعشرون موضعاً جاءت الإشارة فيها بالإفراد (السماء)، ومائة وتسعون موضعاً بالجمع معرفاً وغير معرف.
وجاءت الإشارة إلى الأرض في أربعمائة واثنين وستين موضعاً، لتشير إلى هذا الكوكب الذي يقابل السماء أو يقابل غيره من أجرام، أو لتشير إلى اليابسة التي نحيا عليها أو إلى جزء منها. مشيرا الى أن لفظ الأرض لم يرد في القرآن صريحاً بصيغة الجمع ( أرضون)، مع العلم بمجيء اللفظ في عدد من الأحاديث النبوية.
وأضاف الدكتور النجار : ان الناس قد تساءلوا منذ القدم عن علاقة الأرضين السبع بالسموات السبع، ولا سيما ان الإشارة إلى السموات السبع جاءت في سبع آيات من القرآن الكريم، وهذه تعدّ واحدة من الإضاءات الإعجازية في كتاب الله، كما قال.
وتطرّق إلى الآية التي تشير إلى “سبع طرائق”؛ فرأى أنها قد تشير إلى الفواصل بين الأرض والسماء الدنيا، وبين كل سماء وما يليها إلى السماء السابعة.
وقال الدكتور النجار ان فهمه لنصوص القرآن الكريم، والحديث النبوي، والمعارف العلمية الراهنة يبين أن الأرضين السبع هي كلها في أرضنا التي نحيا عليها، وهي سبعة نُطُق متطابقة حول مركز واحد يغلف الخارج منها الداخل فيها، وأن السموات السبع هي سبعة نُطُق متطابقة حول مركز الأرض يغلف الخارج منها الداخل فيها. ونحن لا نعلم إلا جزءاً يسيراً من السماء الدنيا، ولولا أن الله قد أخبرنا بخلق سبع سموات ما كان أمام الإنسان من وسيلة للتعرف إلى ذلك، وذلك لضخامة أبعاد السموات أولاً، ولمداومة اتساعها إلى نهاية لا يعلمها إلى الله.
وكشف مستخدما صوراً ورسومات توضيحية عن الإعجاز في مركزية مكة المكرمة من اليابسة، ومركزية الكعبة من مكة، داعياً إلى إعادة النظر في تقسيم الأرض، لتصبح مكة المكرمة هي المعيار لا خط غرينتش لتتقسيم لمراعاة التوقيت وتقسيم خطوط الطول والعرض للكرة الارضية، وهذا ما لاحظه عدد من العلماء المسلمين والغربيين.
وبين الدكتور النجار في نهاية المحاضرة عددا من الضوابط المنهجية التي لا بد من أخذها بالحسبان في قضايا الإعجاز العلمي، مشددا على التحري والحذر من بعض ما ينشر في مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي، مما لا يستند إلى الفهم السليم لكتاب الله، ولا التوثيق السليم لما ينسب إلى العلم المعاصر، ومخاطبة العقل الغربي ببحوث الإعجاز العلمي المحكمة.
أرسل تعليقك