إقامة مشروع مكتبة المستقبل في إحدى غابات أوسلو
آخر تحديث GMT19:56:59
 العرب اليوم -

إقامة مشروع "مكتبة المستقبل" في إحدى غابات أوسلو

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إقامة مشروع "مكتبة المستقبل" في إحدى غابات أوسلو

"مكتبة المستقبل" في غابات أوسلو.. بعد مئة عام
أوسلو- العرب اليوم

تنبت في إحدى غابات أوسلو "مكتبة المستقبل" ، وهو مشروع فريد يقوم على توفير الورق اللازم لطبع أعمال غير معروفة يقدمها كتّاب من بلدان عدة ، بواقع عمل واحد سنويًا ، على مدى مئة عام وستُنشر بعد قرن.
العلامة الوحيدة الملموسة لهذا المشروع راهنًا هي ألف شجرة زُرعت قبل ثلاث أعوام ، وهي تنبت في الحزام الأخضر للعاصمة النروجية ، وعند بلوغها عامها المئة ، سيتم قطع هذه الأشجار من نوع التنوب الشوحي واستخدامها في توفير الورق اللازم للكتب المئة في هذا المشروع الذي يدعو كاتبًا واحدًا في كل عام لتقديم مساهمته.

ونبتت فكرة هذه المكتبة في مخيلة فنانة إسكتلندية ، وبعد الكندية مارغريت اتوود عام 2015 ، والبريطاني ديفيد ميتشل العام الماضي، جاء دور الشاعر الأيسلندي سيون هذه العام لتقديم مخطوطته التي لن يقرأ أي من معاصريه مضمونها على الأرجح يومًا.

وقال الكاتب الأيسلندي المعروف أيضًا بتأليفه كلمات أغنيات للمغنية بيورك "من الأمور التي على الكاتب مواجهتها دائمًا هو أنه سيكون هناك دائمًا قراء لأعماله لا يعرفهم ، قد يكونون في قارة أخرى أو أنهم في زمن آخر ، لكن من النادر والمميز جدا أن نؤلف نصًا لن يقرأه أحد خلال حياتنا".

وأضاف الكاتب الأيسلندي "عدم انتظار ردات الفعل من القراء حدّ بوضوح علاقتي بالنص ، وأدركت أن الآليات التي اعتبرها من المسلّمات عندما أكتب هي في الواقع أمر يجب إعادة النظر فيه على الدوام ، والدقة في الكلمات واستخدام مفردات قديمة ، الكتابة بالأيسلندية كانت أيضًا من الأسئلة التي طُرحت لأني أجهل أين ستكون لغتي بعد مئة عام".
ومع أن الأوراق البيضاء هي التي تنتظر في العادة إلهام الكتاب ، هنا الأمور تبدو مختلفة إذ ان الكلمات هي التي يتعين أن تنتظر ريثما تتحول الأشجار كتبًا.

ويشكل المخاض الطويل لولادة "مكتبة المستقبل" المنحي الموجود لدى النروج للانتظار الطويل ، فهذا البلد الإسكندينا في يضم أيضًا المحمية العالمية للبذور، وهي منشأة أشبه بـ"سفينة نوح نباتية" من شأنها الحفاظ على التنوع الجيني بمواجهة الكوارث الآتية ، وبفضل مخزونها من النفط، جمعت النروج أكبر صندوق سيادي في العالم وهو مخصص رسميًا للأجيال المقبلة.

وأصبح تجسيد فكرة الفنانة الإسكتلندية  كايتي باترسون ، بابتكار مثل هذه المكتبة المستقبلية ممكنًا ، بفضل لقاء مع مروجين عقاريين نروجيين ساعين لدعم مشروع ثقافي.
وتقول باترسون "آمل أن يروي الكتاب زمننا الراهن وخلال العقود المقبلة أمرًا ما عن عصرهم ، أظن أن الأمر سيكون مهما للذين سيقرأون المخطوطات في خلال مئة عام لأنهم سيتمكنون من التأمل من خلال العودة بالزمن ، ومن يعلم بعد قرن من اليوم كيف ستكون الحضارة؟".

"تصويت على المستقبل"

لكن يبقى السؤال هل سيكون هناك مكان للمطالعة لدى الناس في عام 2114؟ ما مصير المطابع حينذاك؟

وأشار الكاتب البريطاني ديفيد ميتشل العام الماضي إلى أن "مكتبة المستقبل" تمثل تصويتًا على الثقة في مستقبل الثقافة" ، وتوضح كايتي باترسون "أومبرتو إيكو كان يقول إن شكل الكتاب قابل للتحسين وهو أشبه بالعجلة ، لا يمكن اتقان صنعها بالكامل ، لكن بطبيعة الحال، التكنولوجيا تتقدم بسرعة كبيرة لدرجة أننا نتجه نحو المجهول ، نتحدث حاليًا عن الكتب الرقمية لكننا نجهل تمامًا أي شكل ستتخذه الكتب ، قد يكون ذلك أمرًا لا يمكن تخيله ، ربما ستصبح الكتب الورقية من الآثار ، ربما ستصبح هي القاعدة ، المستقبل سيحسم ذلك".

ويمكن للقراء النهمين الحصول على شهادة تمنح أحفادهم الحق في الحصول على واحد من النسخ الألف من هذه السلسلة للكتب التي ستطبع بعد قرن، في مقابل 800 جنيه إسترليني "1035 دولار" ، وستباع هذه الشهادات بأعداد قليلة سنويًا على مر الأعوام في دور المعارض الفنية ، في انتظار أن  توضع المخطوطات في حجرة خاصة في مكتبة أوسلو الوطنية التي ستقيم ورشة تطوير لموقعها عام 2020.

وأشارت المسؤولة عن المشروع ورئيسة لجنة اختيار الكتاب ضمن هذه المبادرة ، إلى أن بيات هوفيند "لو اضطررنا لإجراء تقييم للمخاطر المتصلة بهذا العمل الثقافي، ما كان ليبصر النور يومًا" ، ويتم الطلب إلى الكتاب تقديم إسهاماتهم في المشروع في مقابل مبلغ زهيد ومن دون أدنى فكرة عن طريقة تلقف جمهور القراء المستقبليين لهذه الأعمال.
وأضافت هوفيند "لكن اليوم، نحن ننافس جوائز نوبل ، إذ أن الكتاب الذين يتم اختيارهم يشعرون بأنهم محظوظون لضمهم لهذه المبادرة الفريدة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إقامة مشروع مكتبة المستقبل في إحدى غابات أوسلو إقامة مشروع مكتبة المستقبل في إحدى غابات أوسلو



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab