ركزت مباحثات جلالة الملك عبدالله الثاني مع الرئيس الهنغاري يانوش أدير، في قصر الحسينية اليوم الاثنين، على العلاقات بين البلدين الصديقين، والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وخلال مباحثات موسعة، سبقها لقاء ثنائي حضرته عقيلة الرئيس الهنغاري، أعرب جلالة الملك عن ترحيبه بزيارة الرئيس أدير للمملكة، وقال جلالته "إن زيارتكم تمثل مرحلة جديدة لتطور العلاقات بين بلدينا".
وأضاف جلالته لقد سعدت بزيارة بلدكم قبل نحو عشر سنوات، حيث استمر من بعدها التواصل، وكما ناقشنا خلال لقائنا الثنائي، فهناك فرص عديدة لتحقيق الفائدة المشتركة ضمن العلاقات التي تربط بلدينا.
وقال جلالته إن العلاقات السياسية والأمنية تتحسن بشكل مستمر بين بلدينا، وهناك فرصة كبيرة لتحقيق تقدم على المسار الاقتصادي، ويوجد الكثير من الجوانب المشتركة بيننا، حيث ناقشنا ملف التعليم وكيفية زيادة عدد الطلبة الأردنيين المبتعثين إلى بلدكم، الذي يعتبر جسرا ثقافياً في غاية الأهمية بين شعبينا.
ولفت جلالة الملك إلى أنه تم مناقشة الجوانب المرتبطة بالثقافة، والمجالات الهندسية والخدمات الطبية، وهي فرص من شأنها التقريب بين الأردن وهنغاريا.
وأعرب جلالته عن أمله في أن يقود هذا اللقاء إلى تحديد المجالات الرئيسية التي ستمكن البلدين من الارتقاء بالعلاقات بينهما إلى مستويات أفضل.
بدوره، عبر الرئيس الهنغاري عن سعادته بزيارة المملكة وإجراء مباحثات مع جلالة الملك، وتطلعه للبناء عليها، وبما يخدم البلدين ويعزز العلاقات بينهما، وقال "اسمحوا لي، جلالة الملك، أولا أن أعبر عن امتناني لهذا الترحيب الحار بنا، وكما أشرتم فإن العلاقات الدبلوماسية بيننا خلال السنوات الماضية وصلت إلى مرحلة متقدمة".
وأضاف "يشرفني، جلالة الملك، أن تتقبل دعوتي لزيارة بلدنا لتتاح لنا الفرصة كي نعبر عن تقديرنا لجهودكم وإنجازاتكم خلال السنوات الماضية".
وقال الرئيس الهنغاري إن الجميع دون استثناء يدرك ما قدمه الأردن تجاه اللاجئين الذين جاءوا إلى المملكة بأعداد كبيرة، إضافة إلى جهودكم في الحرب على الإرهاب، وتحقيق السلام، وقال "إن ما حدث في الأردن خلال السنوات الماضية يشكل بالنسبة لي دروسا مهمة".
ولفت إلى الدور الكبير الذي يقوم به الأردن، بقيادة جلالة الملك، من أجل تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
وأشار الرئيس الهنغاري إلى أن بلاده تدعو دائما الاتحاد الأوروبي لزيادة الدعم للاجئين، وقال إن ما يقدمه الأردن للاجئين غير مسبوق، حيث تستضيف المملكة حوالي 3ر1 مليون لاجئ، مما زاد عدد السكان بنسبة كبيرة.
وتابع قائلا "كل هذه الحقائق تحتم على الاتحاد الأوروبي زيادة مساعداته للأردن".
وتناولت المباحثات الموسعة التي تخللها غداء عمل حضره عدد من كبار المسؤولين في البلدين، آليات تعزيز وتمتين العلاقات الأردنية الهنغارية والحرص على توسيع قاعدة التعاون المشترك، لا سيما في المجالات الاقتصادية والعسكرية.
كما جرى بحث التعاون بين الأردن وهنغاريا في مجالي الزراعة والمياه، خصوصا فيما يتصل بالاستفادة من الخبرات الهنغارية في زيادة فعالية الري، وكذلك في مجال التعليم العالي، لا سيما توفير مئات البعثات للطلبة الأردنيين للدراسة في الجامعات الهنغارية.
وتطرقت المباحثات إلى الأعباء المتزايدة التي تتحملها المملكة جراء استضافة اللاجئين السوريين، حيث جرى التأكيد على ضرورة التزام المجتمع الدولي بتعهداته تجاه الدول المستضيفة للاجئين، وفي مقدمتها الأردن لتمكينها من مواصلة تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم.
وتم استعراض المستجدات على الساحة الإقليمية، حيث جرى التأكيد على ضرورة التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تمر بها المنطقة، وبما يعيد الأمن والاستقرار لشعوبها.
وتطرقت أيضا إلى عملية السلام، والجهود المستهدفة إعادة إطلاق مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين، حيث أكد جلالة الملك أن غياب حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية يغذي أجندة المتطرفين، ويقوض جهود تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
واستعرض جلالة الملك والرئيس الهنغاري، خلال المباحثات، الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب، ضمن استراتيجية شمولية.
وفيما يتصل بالأزمة السورية، جرى التأكيد على أهمية البناء على محادثات أستانا للتوصل إلى حل سياسي في سوريا ضمن مسار جنيف.
وحضر المباحثات رئيس الوزراء، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزير الشؤون السياسية والبرلمانية رئيس بعثة الشرف المرافقة للضيف، والسفير الأردني غير المقيم في هنغاريا، والسفير الهنغاري في عمان، والوفد المرافق للرئيس الهنغاري.
وكانت جرت للرئيس الهنغاري والسيدة عقيلته مراسم استقبال رسمية في قصر الحسينية، حيث كان في مقدمة مستقبليهما جلالة الملك عبدالله الثاني.
واستعرض جلالته والرئيس الضيف حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزفت الموسيقى السلامين الوطني الهنغاري والملكي الأردني.
أرسل تعليقك