استطاع النجم أحمد حلمي، الفوز بتورتة السينما المصرية في عام 2016، في موسم تنافس فيه أكثر من 30 فيلمًا سينمائيًا، تنوعت فيه نوعية هذه الأفلام بين الجيدة والمتوسطة وأفلام "السبوبة"، وأيضًا أفلام تعرض لأول مرة على الانترنت في سابقة هي الأولى من نوعها، وبعيدًا عن دور العرض السينمائية فى شكلها التقليدي.
وكشف الناقد الفني أحمد رمضان، خلال حلوله ضيفًا على برنامج "سهاري"، المذاع على شاشة القناة الأولى على التلفزيون المصري، أن شباك التذاكر كان له الكلمة العليا فى تتويج النجم أحمد حلمي، على قائمة أعلي الإيرادات في موسم 2016 بفيلمه "لف ودوران"، بإيرادات تجاوزت الـ40 مليون جنيه، بينما جاء فى المركز الثاني فيلم "جحيم في الهند"، بمبلغ 23 مليون جنيه، وجاء ثالثًا فيلم "من 30 سنة" بإيرادات بلغت 23 مليون جنيه –حسب نتائج غرفة صناعة السينما.
وأضاف رمضان أن موسم 2016 شهد عرض أكبر عدد من الأفلام بعد ثورة 25 يناير، حيث عرض في هذا الموسم 30 فيلمًا، بينما في عام 2011 عرض 25 فيلمًا، وفي 2012 عرض 29 فيلمًا، وفي 2013 عرض 27 فيلمًا، وفي 2014 عرض 19 فيلمًا، وفي 2015 عرض 10 أفلام في مختلف المواسم السينمائية خلال هذه الأعوام مابين عيدي الأضحى والفطر وموسم نصف العام ورأس السنة وإجازة الصيف، موضحًا، أن هناك بعض الأفلام تميزت بجودة الصورة بسبب حجم الانتاج الضخم الذي صرف عليها مثل فيلم "من 30 سنة" للنجوم أحمد السقا ومنى زكي وشريف منير من انتاج منظم الحفلات الشهير وليد منصور، كما أن هناك أفلام لم يكن يتوقع نجاحها وحققت نجاحا مبهرًا على مستوى الإيرادات مثل فيلم "جحيم فى الهند" للفنان الشاب محمد إمام، الذي استطاع أن ينجح منفردًا في مجال الكوميديا بعيدًا عن عباءة والده الزعيم عادل إمام، وفيلم "الهرم الرابع" للفنان الشاب أحمد حاتم ومن إخراج بيتر ميمي رغم أنه يعتمد على بطل شاب وليس نجم صف أول، وحصل الفيلم على نجاح مميز لفت به الأنظار.
وأكد "رمضان" أن النجم ماجد الكداواني يستحق أن يحصد جائزة أفضل ممثل في 2016 بفيلمه "هيبتا" مناصفة مع الفنان شريف منير عن فيلمه "من 30 سنة"، بينما تستحق كلًا من منى زكي عن فيلم "من 30 سنة" وناهد السباعي عن فيلم "حرام الجسد" نيل جائزة أفضل ممثلتين في العام نفسه.
وعن الأفلام الخاسرة في 2016، قال "رمضان" إن هناك عدد كبير من الأفلام فشلت على المستويين النقدي والجماهيري ولم تحصد النجاح الذي تم الترويج له أمثال فيلم "اللى أختشوا ماتوا" للنجمة غادة عبدالرازق وهو الفيلم الذي أنفق عليه 8 ملايين جنيها ولكنه حصد إيرادات 3.2 ملايين جنيه، وفيلم "أبو شنب" للنجمة ياسمين عبدالعزيز، و"عسل أبيض" للممثل سامح حسين، و"أوشن 14" بطولة عدد من شباب "مسرح مصر" ولم ينجح من هذا الفيلم سوى أغنية "آه لو لعبت يازهر" للمطرب الشعبي أحمد شيبة، وهى الأغنية التي حققت نجاحا كبيرًا على اليوتيوب وحصد بسببها "شيبة على جائزة أفضل مطرب شعبي في 2016، ولكن الأغنية وحدها لم تشفع لنجاح فيلم المنتج محمد السبكي.
وتابع: كما لم تحقق أفلام "بارتي فى حارتي، وكدبة كل يوم، وكنغر حبنا، وحملة فريزر، وعشان خارجين، تحت الترابيزة، وصابر غوغل، وكلب بلدي، ونعمة، والثمن، ومن ضهر راجل، والمشخصاتي 2" النجاح المنتظر وكانت مجرد أفلام كمالة عدد رغم احترام المجهود الفني الذي بذل فيهم من أجل دفع عجلة الانتاج السينمائية للأمام.
أما فيما يخص فيلم "حسن وبقلظ" للممثلين أحمد فهمي وعلى ربيع، فأكد "رمضان" أن الفيلم يعد تجربة متوسطة المستوى لعلي ربيع في البطولة الجماعية والذي أكد على أننا أمام مشروع نجم كوميديان بعد عامين أو أكثر يستطيع تصدر "أفيش" أفلامه فى البطولة المطلقة وإن كان عليه أن يغير من طريقة أداءه حتى لا يصبح ماركة مسجلة كماركة محمد سعد في "اللمبي، وعوكل، وبوحة، وكركر"، إذًا عليه التغيير حتى لا يفشل كما فشل محمد سعد في الحفاظ على نجوميته، بينما خسر أحمد فهمي نجاح وذكاء شركائه في النجاح "هشام ماجد وشيكو" بعدما فضل الأخيرين عمل فيلم أخر عرض في الموسم نفسه باسم "حملة فريزر".
وخلال اللقاء أشاد "رمضان" بفيلم "تيتانك النسخة العربية" والتي قدمها الفنان الساخر شادي سرور بعدما قرر نقل "كوميكساته الساخرة" من صفحته على الفيسبوك إلى موقع اليوتيوب بفيلم روائي قصير ساخر عن فيلم "تيتانك" الشهير، وشاركته البطولة الفنانة بشرى والتي يحسب لها جرأتها في المشاركة في مثل هذا العمل الذي عرض على الانترنت فقط وهو أول الأفلام الاحترافية التي تقدم على الانترنت فقط فى خطوة إيجابية تحسب لصناعة السينما المصرية للهروب من قاعات السينما التقليدية وحصص توزيع الفيلم في السينمات والإيرادات واكتفى صناع الفيلم على نسب المشاهدة على اليوتيوب لجلب الإعلانات.
على الصعيد العالمي، أوضح "رمضان" أن هناك عددًا من الأفلام المصرية التي شرفت اسم الصناعة السينمائية فى الخارج خلال هذا العام مثل فيلم "اشتباك" لـ محمد وخالد دياب وشارك بشكل مشرف في مهرجان كان السينمائي الدولي في فرنسا ولكنه لم يحصد أية جوائز رغم أنه أول فيلم مصري يعرض فى مسابقة "نظرة خاصة" في مهرجان كان الدولي أحد أكبر وأهم المهرجانات العالمية، وفيلم "نوارة" للنجمة منة شلبي انتاج 2015 ولكنه حصد جوائز عالمية كبرى في 2016 كدبي السينمائي ووهران وحصلت بطلته على جائزة أفضل ممثلة، والحال نفسه في أفلام "حار جاف صيفًا"، و"حرام الجسد"، وفيلم "أخر أيام المدينة" لمخرجه تامر السعيد والذي مثل مصر فى ملتقى مهرجان برلين الدولي، وفيلم "على معزة وابراهيم" للمخرج شريف البنداري والذي يشارك حاليًا في مهرجان دبي السينمائي، وفيلم "يوم للستات" للنجمة إلهام شاهين وحصلت الفنانة ناهد السباعي جائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي، ومؤخرًا فيلم "مولانا" للنجم عمرو سعد والمشارك في مهرجان دبي السينمائي، وعلى الرغم من مشاركة أفلامنا في عدد كبير من المهرجانات حول العالم إلا أن عدد الجوائز التي حصلوا عليها لم تكن بالشكل المشرف لصناعة السينما المصرية.
وأشاد "رمضان" بقرارات غرفة صناعة السينما التي حدثت وطبقت في عام 2016 من حيث التصنيف العمري للأفلام، حيث وجدنا فيلم مثل "كلب بلدي" وضع عليه إشارة +12، وفيلم "اللي أختشوا ماتوا" تصدر أفيشه إشارة +18، في نقله جديدة تحسب لصناعة السينما المصرية لتطويرها إلى الأفضل، رغم أن قرار تنفيذ التصنيف العمري صدر فى عهد وزير الثقافة الأسبق جابر عصفور.
على صعيد أخر، ناشد "رمضان" الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة عودة "عيد الفن" من جديد لرفع الذوق العام لدى الشعب وتقديم الأفضل لهم دائمًا لنبذ العنف والقضاء على التطرف بتطوير ثقافة الشعب والارتقاء بعقولهم، وأن يكون "عيد الفن" ليس مقصورًا على الممثلين ولكن يجب أن يشارك فيه الموسيقيين والرسامين والتشكيليين والموهوبين في جميع المجالات الفنية في خطوة من الدولة المصرية لدعم الأفضل، ومواجهة السلبيات التي تواجه صناعة الفن في مصر فالفن نستطيع من خلاله القضاء على التطرف والطائفية المتواجدة حاليًا في الشارع المصري.
و طالب "رمضان" الرئيس "السيسي" بضرورة وقوف الدولة وتقديمها الدعم المناسب للمهرجانات الفنية المصرية خصوصًا بعد السلبيات والمشاكل الكبرى التي ضربت المهرجانات المصرية في مقتل مؤخرًا مثل ما حدث في مهرجاني "القومي للسينما" و"القاهرة السينمائي" بعدما غاب الدعم المادي وكبار النجوم عن الحضور وظهر "الكومبارسات" على السجادة الحمراء، وكان المبرر لهذه السلبيات الارتفاع الرهيب لسعر الدولار أمام الجنيه المصري، حتى ولو تطلب هذا الأمر بتوجيه الدعم اللازم لمهرجان واحد فقط حتى يخرج بالشكل المناسب الذي يليق باسم مصر عالميًا.
أرسل تعليقك