دمشق ـ نور خوام
تنطلق في الرياض اليوم الإثنين، اجتماعات المعارضة السورية التي كانت مقررة أصلا أمس لكنْ تقرر تأجيلها لأسباب تقنية مرتبطة بتأخر وصول وفد "منصة موسكو" إلى العاصمة السعودية الرياض. ومن المقرر أن يستكمل ممثلو "الهيئة العليا التفاوضية" ومنصتي "القاهرة" و"موسكو" مناقشة الحل السياسي للأزمة السورية، وتحديدا مسألة مصير رئيس النظام بشار الأسد، تمهيدا لتشكيل وفد موحد للمعارضة إلى مفاوضات جنيف المقبلة.
وأبلغ مصدر في الائتلاف الوطني وآخر في الهيئة صحيفة "الشرق الأوسط"، أنه قد يتم طرح حل وسط يرضي المجتمعين يقضي ببقاء الرئيس بشار الأسد فترة محددة بستة أشهر قبل إجراء الانتخابات الرئاسية. وأشار المتحدث باسم "الهيئة العليا" سالم المسلط، إلى أن الاجتماعات ستنتهي بإعلان أسماء ممثلي المعارضة في مفاوضات جنيف.
وعشية الاجتماع، أعرب قادة فصائل المعارضة السورية عن أملهم في أن يؤدي مؤتمر الرياض اليوم الاثنين إلى تقريب وجهات النظر بين منصات المعارضة الثلاث، الرياض والقاهرة وموسكو، حول القضايا الأساسية وعلى رأسها المرحلة الانتقالية والدستور وذلك للمشاركة بـ "وفد جديد موحد" في محادثات جنيف للتسوية في سورية والتي ستعقد في تشرين الأول/أكتوبر المقبل. وشدد قادة المعارضة على أهمية الاجتماع في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المشاركة، وتشكيل وفد جديد موحد للمشاركة في محادثات جنيف، موضحين أن أهم الملفات المطروحة على طاولة الاجتماع هي تحديد آليات تشكيل الوفد الذي سيتولى التفاوض مع وفد النظام برعاية أممية، إضافة الى التحضير لمؤتمر "الرياض٢".
وقال رئيس إدارة العمليات في هيئة أركان "الجيش الحر" سابقاً قائد الفرقة الثانية في القلمون العميد هاني الجاعور لـ "الحياة: إن اجتماع المعارضة في الرياض اليوم مهم جداً على مختلف الصعد، إذ سيتم انضمام منصة موسكو ومنصة القاهرة مع الائتلاف، وولادة جسم معارض يمثل جميع الأطياف المعارضة، وهذه بداية للحل. وأوضح أن الاجتماع سيبحث أيضاً تجنيب إدلب ضربة روسية أو أميركية. وهو موضوع معقد وصعب، ولكن في حال تبنيه من الدول الداعمة للشعب السوري فيمكن تجنيب إدلب المحرقة المنتظرة.
من ناحية أخرى، قال قائد "الجبهة الشرقية" عضو الوفد المفاوض المقدم الدكتور محمد العبود أن الملف الأهم الذي ستتم مناقشته هو مسألة تشكيل وفد موحد يمثل كافة أطياف ومنصات المعارضة. وحول النتائج قال العبود: "المعارضة السياسية مسلوبة الإرادة، وبالتالي النتائج تتعلق بمدى توافق الأطراف الدولية والإقليمية".
وأفاد الأمين العام السابق لـ "الائتلاف الوطني السوري" عبدالإله الفهد لـ "الحياة" بوجود خلافات بين المنصات الثلاث يُؤمل حلها في الرياض، موضحاً أن رؤية الهيئة العليا تصر على رحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، ومنصة القاهرة قريبة جداً من ذلك، بينما منصة موسكو ترى رحيل الأسد في وقت متأخر (نهاية المرحلة الانتقالية)، وهذا هو العقبة الأهم في التوافق على الوصول إلى وفد واحد.
في موازاة ذلك، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن سورية "أفشلت المشروع الغربي... لكن الحرب لم تنتهِ بعد وإن كانت بوادر الانتصار موجودة". وأكد الأسد أن بلاده ترحب بـ "اتفاقات إقليمية" لوقف القتال في سورية لوضع حد لإراقة الدماء وإيصال المساعدات الإنسانية وخروج المسلحين والعودة الى الوضع الطبيعي، رابطاً بين التعاون الأمني وإعادة فتح السفارات الأجنبية في دمشق من ناحية، وبين قطع الصلات مع "الإرهابيين" من ناحية أخرى.
لكن الأسد في المقابل رفض فكرة المناطق الآمنة التي اقترحتها الولايات المتحدة وتركيا في السابق. قائلاً: "مثل هذه الخطوة لن تسفر إلا عن منح غطاء للإرهابيين". كما هاجم الأسد نظيره التركي رجب طيب أردوغان، قائلاً: إن "الطرف التركي موجود على الورق وبالنسبة إلينا نحن لا نعتبره ضامناً ولا شريكاً في عملية السلام وطبعاً لا نثق به فهو داعم للإرهابيين".
ميدانيًا، واصلت القوات الحكومية تقدمها في ريفي حمص وحماة على حساب "داعش"، الذي بات محاصراً في بلدة عقيربات شرق مدينة السلمية، بعد عمليات عسكرية من ثلاثة محاور قطعت المنطقة إلى ثلاثة جيوب. وقتل خمسة أشخاص إثر سقوط قذيفة أمس قرب مدخل "معرض دمشق الدولي" الذي فتح أبوابه هذا الأسبوع، وفق ما أعلن "المرصد السوري لحقوق الانسان".
أرسل تعليقك