تحدّث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع نظيره الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، بشأن نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وخططه لدعوة جونغ أون إلى البيت الأبيض، معلنا عن خططه لتعليق التدريبات العسكرية في شبه الجزيرة، متوقّعًا تحرّك كيم بسرعة لتفكيك ترسانته النووية.
شهدت القمة تنازلات من الطرفين
تعدّ قمة الثلاثاء، هي الأولى من نوعها بين الزعيمين، وانتهت بتوقيع بيان مشترك فتح الباب لإنهاء سبعة عقود من العداء بين البلدين.
وقال ترامب في مؤتمر صحافي إن الولايات المتحدة ستوقف المناورات الحربية، في ما بدا أنه تنازل للشمال، موضحًا أن المناورات كانت مكلفة واستفزازية للغاية، على الرغم من أن البنتاغون والجيش الكوري الجنوبي لم يؤكدا هذا القرار.
وفي بيان مشترك صدر بعد أول لقاء مباشر بين القادة، تعهدت الولايات المتحدة بتوفير ضمانات أمنية للشمال، وفي المقابل، أكد كيم التزامه الراسخ الذي لا يتزعزع بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، ورغم ذلك لفت الرئيس الأميركي إلى أن العقوبات الاقتصادية على كوريا الشمالية ستبقى.
كان ترامب متفائلا بشأن التقدم الذي حققه، قائلا "سنعتني بمشكلة كبيرة وخطيرة جدا للعالم"، وغادر ترامب وكيم سنغافورة بعد ساعات من اجتماعهما.
ولم يحتوِ البيان المشترك على تفاصيل، ولم يحدد الخطوات التالية المحتملة أو جدولا زمنيا لتنفيذ المهام، ولم يتم نشره على الفور للصحافيين، لكن الرئيس الأميركي أمسكه في يده خلال الاجتماع.
الاجتماعات تتواصل بعد القمة
وقال البيان إن البلدين سيجريان مفاوضات متابعة، برئاسة وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ومسؤول كوري شمالي رفيع المستوى، في أقرب وقت ممكن، لتنفيذ نتائج اجتماع القمة.
وأضاف البيان أيضًا أن الدولتين ستنضمان إلى جهود بناء نظام سلام دائم ومستقر في شبه الجزيرة الكورية المقسمة، وهو ما يعني إجراء محادثات لتقليص التوترات العسكرية التي قد تؤدي في النهاية إلى معاهدة سلام رسمية لإنهاء الحرب الكورية.
وعرض الرئيس الأميركي فيديو ترويجيا مع الرئيس الشمالي، مع ممثليه قبل اجتماع القمة، الثلاثاء، وتم عرض الفيديو على الصحافيين قبل المؤتمر الصحافي لترامب.
وفوجئ المسؤولون الأميركيون والكوريون الجنوبيون بخطط السيد ترامب لإنهاء المناورات الحربية في شبه الجزيرة الكورية، حيث قالت الكولونيل جينيفر لوفيت، وهي متحدثة عسكرية أميركية في كوريا الجنوبية، في رسالة إلكترونية، إن القيادة الأميركية هناك لم تتلقّ أي توجيهات محدثة بشأن تنفيذ أو وقف التدريبات، والتي تشمل جدول هذ الخريف.
قرار ترامب يُفاجأ سيول والبنتاغون
وفاجأ تصريح ترامب بتعلق التدريبات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية العديد من الكوريين الجنوبيين، فقد كانت التدريبات السنوية جزءا لا يتجزأ من التحالف مع الولايات المتحدة التي تشكل الحصن الدفاعي لكوريا الجنوبية ضد الشمال.
وأثار تصريح ترامب مخاوف من أن واشنطن تقدم تنازلات قبل أن تفكك كوريا الشمالية أسلحتها النووية.
وأصدرت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية بيانًا مقتضبًا، قالت فيه إنها تحاول تحديد نوايا السيد ترامب.
وعلى الرغم من عدم اليقين، احتفل الرئيس الكوري الجنوبي، مون غاي إن، في كوريا الجنوبية بنتائج الاجتماع، واصفا إياه بأنه حدث تاريخي ساعد في كسر ما تبقى من إرث الحرب الباردة على الأرض.
الرئيس الكوري الجنوبي يعرب عن سعادته
وقال السيد مون "أرسل تحياتي الرفيعة لشجاعة وتصميم الزعيمين، الرئيس ترامب والرئيس كيم، على عدم الاكتفاء بهذا الواقع القديم والمألوف، واتخاذ خطوة جريئة نحو التغيير"، مضيفًا "مرة أخرى، أود أن أعرب عن تقديري للرئيس ترامب، الذي حقق إنجازًا لم يحققه أحد من قبل".
وقال ترامب، الثلاثاء، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع القمة، إن وفاة أوتو وارمبيير، وهو طالب جامعي أميركي كان محتجزا في كوريا الشمالية، ساعد على التعجيل في اللقاء بين السيد ترامب والسيد كيم.
وأوضح ترامب "أعتقد بأنه دون أوتو لم يكن هذا ليحدث، فقد كان أوتو شخصا لم يمت عبثا".
ولفت البيان المشترك الذي وقعه الزعيمان إلى أن الدولتين ملتزمتان باستعادة رفات الجنود الذين تم اختطافهم أو اختفائهم في نهاية الصراع عام 1953، وإعادتهم إلى أوطانهم، حيث لا يزال 82 ألف جندي أميركي مفقودين من الحرب.
الصين تُرحّب بنتائج القمة التاريخية
ورحبت الصين بنتائج قمة سنغافورة، حيث قال وزير الخارجية الصيني "أعتقد بأنه لا يمكن لأحد أن يشك في الدور الفريد والمهم الذي لعبته الصين".
وربما كان السيد وانغ سعيدا للغاية بسبب قرار السيد ترامب بتعليق التدريبات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية، فقد طرحت الصين هذه الفكرة في العام الماضي، واقترحت أن تعلق كوريا الشمالية برنامجها النووي مقابل إنهاء التدريبات العسكرية الأميركية، بيد أن الخبراء الصينيين في كوريا الشمالية غمرهم نتيجة اجتماع القمة.
الطرفان يشركان مسؤولين بارزين في القمة
وانضم إلى ترامب في المحادثات الواسعة وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون وكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي، بينما شمل فريق كيم مدير المخابرات العسكرية السابق كيم يونغ تشول ووزير الخارجية ري يونغ هو ونائب رئيس حزب العمال الحاكم ري سو يونغ.
بينما اجتمع الزعيمان، قامت سفن البحرية في سنغافورة وطائرات أباتشي الهليكوبتر بدوريات بينما حلقت طائرات مقاتلة وطائرة جلف ستريم 550 للإنذار المبكر.
وأجرى مسؤولون من الجانبين جولة أخيرة من المحادثات استهدفت وضع إطار لقمة لم تكن حتى شهور قليلة مضت واردة بالمرة بعدما تبادل الزعيمان الإهانات والتهديدات وزادت المخاوف من نشوب حرب.
أرسل تعليقك