أسباب تثير مخاوف إيران قبل انقضاء أسبوع على استفتاء أكراد العراق
آخر تحديث GMT23:10:23
 العرب اليوم -

الحرس الثوري فرض أجواء مشددة واعتقل عشرات المواطنين في المدن

أسباب تثير مخاوف إيران قبل انقضاء أسبوع على استفتاء أكراد العراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أسباب تثير مخاوف إيران قبل انقضاء أسبوع على استفتاء أكراد العراق

البيشمركة من الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني
بغداد - نهال قباني

تحققت أسوأ مخاوف إيران، حلم أكرادها بإقامة "كردستان الشرقية"، قبل انقضاء أسبوع على إجراء أكراد العراق استفتاء على استقلال الإقليم عن السلطة المركزية في بغداد؛  وسعت إيران بقوة لوأد الاستفتاء في إقليم كردستان العراق، كما بدأت في اتخاذ إجراءات عقابية ضده، لكن زخم الاستفتاء الذي مر بموافقة نحو 93% حفز الأكراد داخل حدودها الإقليمية للمطالبة بخطوة مماثلة. وتظاهر الأكراد الإيرانيون في مدن بانه، وسنداج، وماهاباد، بوتيرة غير مسبوقة خلال الأيام الماضية.

أن استفتاء أكراد العراق حول الانفصال عن بغداد، ساعد في تحريك الأقليات في الداخل الإيراني لتكرار ذات التجربة، مما حدا بسلطات طهران إلى التهديد بالتصدي لأي تحرك مشابه، وذلك في ضوء تشعب الأقليات في إيران واضطهادها لعقود. 

وقالت الصحيفة البريطانية، إن أكراد إيران بدأوا المطالبة بالاستقلال بنفس الطريقة التي طالب بها الأكراد العراقيون بالاستقلال، وربما بشكل أقوى. وأشارت إلى أنه في الوقت الذي بقي فيه الوضع متوترًا في المدن الكردية العراقية بعد الاستفتاء على الاستقلال الإثنين الماضي، بسبب القلق من ردود الفعل من دول الجوار، انطلقت احتفالات جنونية واسعة في المناطق الكردية الإيرانية، في خطوة قد تربك السلطات الإيرانية في حال توسعت المطالب الاجتماعية.

وقام الأكراد داخل إيران بترديد نشيد "جمهورية ماهباد" وهي الدولة الكردية التي أقيمت على الأراضي الإيرانية عام 1946، إلا أن الكثير من الأكراد الإيرانيين يتحدثون عن رغبتهم في إقامة دولة يطلق عليها "روجهلات" أو "كردستان الشرقية". ويقول لقمان سوتوده، أحد قادة أكراد إيران في حوار مع مجلة "ذا إيكونيميست" البريطانية، وقا لما نشره جورزاليم بوست،  إن هناك حالة من الثقة بين الأكراد الآن، ورغم محاولات العديد من الدول حول العالم الوقوف أمام الاستفتاء الكردي في العراق إلا أن الأكراد هناك أقاموا الاستفتاء بشكل ناجح، وأضاف أن أكثر من 90% من المصوتين في الاستفتاء دعموا الاستقلال.

واستيقظ المسؤولون الإيرانيون على الكابوس الكردي، ما دفعهم لإطلاق تهديدات "بسحق الأكراد وتجربة استقلالهم في العراق"، وقال المستشار الخاص بالمرشد الإيراني علي أكبر ولايتي إن الأكراد هم "بقعة العار في المنطقة ولا بد من إزالتها" في دليل جديد على تطرف نظام الملالي ضد الأقليات بشكل عام والأكراد بشكل خاص.

وتلك ليست المرة الأولى التي طالب بها الأكراد طهران بالاستقلال، حيث قامت مظاهرات الأكراد الإيرانيين قبل شهر من الاستفتاء الكردي في العراق، مطالبين فيها بحكم ذاتي، لكن حكومة طهران قمعت تلك المظاهرات بالعصي والقنابل المسيلة للدموع. ويتعدى خوف نظام الملالي حدود الوطن الكردي المفترض، حيث يدور النقاش في أروقة الحكم في طهران حول إمكانية تشكيل تنظيمات مسلحة على حدودها مع كردستان العراق، وإثارة نزعات الانفصال لدى الأقليات الأخرى وعلى رأسهم العرب والأزيريين.

ورغم انتشار الأكراد في العراق وتركيا وسوريا إلا أنه من بين الجميع يوجد لدى إيران الكثير لتخسره، خاصة في ضوء المهارات القتالية التي اكتسبها الأكراد خلال صراعهم مع السلطات الإيرانية، وعوامل الجغرافيا التي تمنحهم أفضلية في أي صراع محتمل. لكن الذاكرة الكردية لا تزال تحتفظ بمشاهد قمع نظام الملالي الذين قتل بلا رحمة أكثر من 100 ألف قتيل من الأكراد الإيرانيين خلال ثورتهم عام 1979.

وأفادت وكالة "هرانا" الحقوقية ومواقع كردية أن قوات الأمن فرضت أجواء مشددة وسيّرت دوريات تجوب الشوارع واعتقلت العشرات من المواطنين الأكراد بمختلف المدن على خلفية المشاركة في تظاهرات احتفالية وارتداء الثياب الكردية تعبيرًا عن فرحهم بنتيجة التصويت على استفتاء إقليم كردستان العراق".

هذا وأعلنت كل من وحدات بالجيش الإيراني والحرس الثوري عن انتشارها قرب الحدود مع العراق وإرسال تعزيزات إلى تلك المنطقة تحسباً لأية اضطرابات محتملة. كما أظهرت صور ومقاطع فيديو نشرها ناشطون عبر مواقع التواصل، شاحنات تنقل معدات عسكرية وتعزيزات للمناطق الكردية، بالإضافة لعربات وآليات عسكرية تابعة لقوات الجيش الإيراني ووحدات خاصة بالأمن الداخلي تقوم بدوريات في شوارع محافظة كردستان، تحسبا لاندلاع مظاهرات مرتقبة.

وقطعت وزارة الاتصالات الإيرانية، خدمات الإنترنت عن محافظة كردستان، بحسب ناشطين أكراد، أكدوا بأن قطع شبكة الإنترنت، تم في خضم حملة القمع التي تشنها السطات ضد المتظاهرين الأكراد. وتخشى طهران من تداعيات استفتاء كردستان العراق على الانفصال أن تمتد إلى أقاليمها التي يقطنها أكراد، وسائر القوميات كعرب الأهواز والأتراك الآذريين والبلوش والتركمان وغيرهم. ويشكل أكراد إيران نسبته 10% من سكان إيران تقريبا، أي بواقع حوالي 8 ملايين من إجمالي عدد سكان إيران البالغ 80 مليونا، وذلك بحسب إحصائيات غير رسمية. ويعيش معظم الأكراد في محافظتي كردستان وكرمنشاه، لكنهم ينتشرون أيضا في محافظاتي آذربيجان الغربية وعيلام أيضا. وكان نائب رئيس البرلمان الإيراني علي مطهري، قد دعا نظام بلاده إلى ضرورة طمأنة المواطنين الأكراد في البلاد وتوفير ظروف العيش المناسب لهم، وعدم إثارة حساسيتهم". كما انتقد التهديدات التي وجهها قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ضد مسعود بارزاني لوقف إجراء استفتاء الاستقلال في كردستان العراق، معتبرا بأن التصعيد سيعقد الأوضاع كثيرا ويثير حفيظة أكراد إيران أيضا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسباب تثير مخاوف إيران قبل انقضاء أسبوع على استفتاء أكراد العراق أسباب تثير مخاوف إيران قبل انقضاء أسبوع على استفتاء أكراد العراق



هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:56 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
 العرب اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 13:10 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
 العرب اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 13:17 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
 العرب اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
 العرب اليوم - حزب الله يستهدف شركة صناعات عسكرية في ضواحي تل أبيب بالصواريخ

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس
 العرب اليوم - تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس

GMT 20:39 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»
 العرب اليوم - روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»

GMT 07:45 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

آثار التدخين تظل في عظام الشخص حتى بعد موته بـ 100 سنة

GMT 04:43 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الشاهنشاهية بعد 45 عامًا!

GMT 06:30 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس

GMT 05:07 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ليبيا أضحت اثنتين

GMT 05:13 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مرّة أخرى... الحنين للملكية في ليبيا وغيرها

GMT 17:11 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز صيحات العبايات المصممة على طراز المعطف لشتاء 2024

GMT 21:15 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

منتخب تونس يعلن إنهاء تعاقده مع فوزي البنزرتي بالتراضي

GMT 21:20 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

كروس يرفض إقامة مباراة وداع خاصة له بعد اعتزال كرة القدم

GMT 19:21 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

عملة "بيتكوين" تترجع بنسبة 2.13% مع ترقب نتائج أعمال الشركات

GMT 16:47 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الوجهات السياحية التي تعدّ الأكثر أمانًا في العالم

GMT 21:05 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

نيوكاسل الإنكليزي يعلن تجديد عقد أنتوني جوردون

GMT 16:21 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار في الديكور والتدبير المنزلي لجعل المنزل أكثر راحة

GMT 21:10 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الترجي التونسي يطيح بمدربه البرتغالي كاردوزو

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ألمانيا تسجل أول إصابة بسلالة متحورة جديدة لجدري القرود

GMT 18:57 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله يعلن استهداف قاعدة إسرائيلية و7 دبابات عند الحدود

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد فلسطينيين في غارات إسرائيلية بغزة

GMT 19:03 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

استمرار الصراع في الشرق الأوسط يقود أسعار النفط للارتفاع

GMT 19:02 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

نيمار يعود لتشكيلة الهلال بعد عام من الغياب

GMT 19:08 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يقفز إلى ذروة قياسية مع تزايد الإقبال على الملاذ الآمن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab