جنرال يؤكد خوض القوات العراقية معركة "معقدة للغاية" في ظل اختباء لـ"داعش"

تواجِه القوات العراقية المشتركة صعوبة كبيرة في التقدم داخل المدينة القديمة نتيجة الازقة الضيقة المكتظة بالمدنيين، بعد ان استأنفت هجومها على "داعش" إثر توقف العمليات نحو عشرين يوما، فيما قال سكان ومصدر أمني إن 7 مدنيين و13 من مسلحي "داعش" قتلوا مساء الاربعاء في قصف لطائرات التحالف الدولي على أهداف في المدينة القديمة وسط الساحل الأيمن للموصل. ويأتي هذا في وقت أعلن فيه جنرال أميركي أن القوات العراقية تحرز تقدمًا في هجومها لطرد تنظيم "داعش" من الموصل، لكنها تخوض معركة "معقدة للغاية" في ظل اختباء المتشددين في المساجد والمنازل والمستشفيات.

وسيطرت القوات الحكومية على قطاع كبير من الموصل ثاني أكبر مدن العراق منذ يناير/ كانون الثاني، لكنها تحاول منذ ذلك الحين إخراج التنظيم من المدينة القديمة كثيفة السكان في غرب الموصل آخر المعاقل الحضرية للتنظيم المتطرف في العراق. وقال الميجر جنرال جوزيف مارتن قائد القوات البرية في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الحرب ضد التنظيم إن " قوات الأمن العراقية تواصل التقدم لتحرير الجانب الغربي من الموصل."

ورفض القائد العسكري في اتصاله الهاتفي مع "رويترز" تحديد ما إذا كانت المعركة ستنتهي في أسابيع أم في أشهر، واكتفى بالقول "إنه يصعب الجزم بسبب التغيرات على الأرض كل يوم." وقال مارتن إن القوات العراقية طوقت مواقع للتنظيم لكن لم يتسنَّ في كل مرة إدخال المركبات الى كل المناطق في المدينة القديمة التي تكثر فيها الشوارع الضيقة. وأضاف قائلا "في بعض الأيام مثل الأمس تحقق قدر كبير من التقدم، وفي أيام أخرى يحدث تقدم لكن ليس كبيرا."

 واعتبر مارتن العملية بأنها معقدة للغاية. وقال الأرض (التضاريس) تختلف بكل معنى الكلمة من حي إلى آخر... (وكذلك) طبيعة العدو وكيفية تفاعل السكان معه." وأضاف أن قوات التحالف تواصل تقديم الدعم الجوي للقوات العراقية رغم الانفجار الذي وقع عقب غارة جوية للتحالف، ويعتقد أنه تسبب في مقتل عشرات المدنيين في 17 مارس/ آذار.

وفي سياق ذي صلة، قال مصدر أمني في تصريح صحفي، إن "13 من عناصر داعش قتلوا بقصف لطائرات التحالف على مواقع لتنظيم داعش في الموصل القديمة". كما أفاد سكان محليون ، بأن "قصفا عنيفا لطائرات التحالف يطال الموصل القديمة منذ مساء أمس وحتى اليوم تركز على مناطق الجامع الكبير والفاروق والساعة وخزرج وسط الموصل". وأضافوا أن 7 مدنيين قتلوا جراء القصف.

وأعلن جهاز المخابرات الوطني العراقي ، أن "طيران التحالف الدولي وبناء على معلومات دقيقة من جهاز المخابرات الوطني العراقي، نفذ ضربة جوية استهدفت عجلة يستقلها عدد من العناصر التابعة لعناصر داعش  المتطرفة وهم كلا من المتطرف (ابو هاجر الغريري) ويشغل منصب اعلامي في ما يسمى ولاية الجنوب والمتطرف (ابو ابراهيم) اعلامي قاطع الحمزة في ما يسمى ولاية الجنوب والمتطرف (ابو الخطاب) بالاضافة لمقتل عنصرين اخرين". وأضاف أن "الضربة اسفرت ايضا عن اصابة متطرف اخر المدعو (مهند ماجد عباس المكنى ابو سيف) الذي يشغل منصب اعلامي ما يسمى (ولاية بغداد)"، دون الاشارة إلى مكان الحادث.

واشارت خلية الإعلام الحربي ، الى انه "وفقاً لمعلومات وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية الطائرات فقد نفذت ضربة جوية اسفرت عن استهداف تجمع كبير لداعش في قضاء الحضر - قرية الشيحان". وأضافت انه "تم خلال تلك الضربة قتل ما يقارب  ١٥ متطرفا ومن ضمنهم ٣ من القادة وهم مسؤول ما يسمى امنية الحضر ونائبه، والمسؤول الأداري لما يسمى بولاية الجزيرة وجرح اخرين كانوا ينوون شن هجوم على مناطق مختلفة".

واعلنت وزارة الدفاع، ، مقتل 20 متطرفا وتدمير مدفع عيار 23 ملم بقصف شنه طيران الجيش في الساحل الأيمن من مدينة الموصل. وقالت الوزارة في بيان إن "طيران الجيش قتل 20 متطرفا ودمر مدفعا عيار 23 ملم، بضربة جوية في منطقة الصابونية ضمن قاطع مسؤولية الفرقة التاسعة ضمن الساحل الأيمن للعمليات".

وأوضحت مديرية الاستخبارات العسكرية ان "معلومات دقيقة لمديرية الاستخبارات العسكرية، دمرت طائرات التحالف الدولي عدة اهداف مهمة في اماكن مختلفة من الجانب الايمن للموصل، حيث تم تدمبر صهريج مفخخ قرب حي البورصة في منطقة الزنجيلي بالموصل، وكذلك تم تدمير مخابىء للقناصة وقتل جميع من فيها قرب مطبعة الجامعة في حي الشفاء، فضلا عن تدمير كامل لمعمل تفخيخ العجلات في المنطقة الصناعية بوادي عكاب قرب معمل الثلج القديم.

وحذَّر رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم ، إقليم كردستان من تحركات "غير مدروسة" في إشارة إلى ما يبدو إلى الاستفتاء الاستقلال الذي يمضي الكرد في إجرائه. ودعا الحكيم، في احتفالية مولد الامام علي في مكتبه في بغداد، الى "اعادة صياغة العلاقة بين الإقليم والمركز بطريقة اكثر واقعية ووطنية وبما يحفظ هيبة الحكومة الاتحادية التي نؤمن بها وأيضا حقوق الإقليم".

وحذر حكيم من ان "التشنجات والاستفزازات والتحركات غير المدروسة لا تؤدي الى أي نتيجة سوى تسببها بالكثير من التأزيم غير المبرر". وأشار إلى أن "الشعب العراقي في الإقليم يعاني منذ مدة من مشكلة انقطاع الرواتب وتقليل الدعم وجمود الوضع الاقتصادي ومن المشاكل الداخلية التي يجب ان تحل بالوئام والتوافق والاستفادة من التجارب الكبيرة والصعبة التي مر بها الكرد على مدى عشرات السنين".

وأعرب الحكيم عن ثقته "برئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني والقيادات الكردية في الوصول الى مرحلة الاستقرار الداخلي والذي سينعكس على استقرار العلاقة بين المركز والاقليم وثقته بقيادات إقليم كردستان التي تتفهم ان بعض الخطوات غير المسؤولة لا تخدم الحقوق الكردية ولا تحمي اللحمة الوطنية العراقية".ودعا الجميع الى ان "يكونوا على قدر المسؤولية التاريخية وان يكونوا حريصين جدا على الابتعاد عن القرارات الشعبوية وغير المدروسة"، عادَّا العلاقة بين المركز والاقليم والمحافظات اساسا لبناء العراق الاتحادي الديمقراطي الحر.