مكة المكرمة - سعيد الغامدي
أعلن أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، نجاح موسم الحج لهذا العام 2017، متقدمًا باسمه واسم جميع من شارك في تنظيم هذا الحج بالشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية.
وقال الفيصل في المؤتمر الختامي لموسم الحج أمس الأحد، إن خادم الحرمين الشريفين أشرف شخصيا على إنجاح موسم الحج الذي كان استثنائيا على كافة الأصعدة. وأضاف: أكثر من مليوني حاج مدوا من مكة المكرمة يد السلام والأخوة للعام، مبينا أن بلاد الحرمين مفتوحة لجميع المسلمين ولا تمنع الإيرانيين أو غيرهم، كما أن المملكة تقدم الخدمات إلى جميع الحجاج دون تمييز. وشدد الفيصل على أن السعودية ترفض رفضا قاطعا تسييس الحج أو استخدامه لأغراض غير العبادة، مؤكدا أن موسم الحج للعبادة فقط وليس هناك سياحة دينية في المشاعر المقدسة.
من جانبه، أكد وزير الصحة السعودي الدكتور توفيق الربيعة، سـلامة حج هذا العام وخلوه من الأمراض الوبائية، وأن جميع حجاج بيت الله الحرام يتمتعون بصحة وعافية، مهنئا خادم الحرمين الشريفين وولي العهد على نجاح موسم الحج وسلامة الحجاج.
وأقرت منظمة الصحة العالمية بالتدابير التي اتخذتها وزارة الصحة السعودية لضمان سلامة موسم الحج، حيث قال ممثل المنظمة الدكتور إبراهيم الزيق: "اشتملت تلك التدابير التي وضعتها وزارة الصحة حيز التنفيذ على وجود نظام فعال والوقاية من العدوى ومكافحتها، وتوفير خدمات الإصحاح الملائمة، وسلامة الغذاء، والتطعيم، والإبلاغ عن المخاطر، والاستجابة السريعة، وذلك وفقا لمتطلبات اللوائح الصحية الدولية 2005".
وأضاف الزيق أن "هذه التدابير أثبتت فعاليتها في خروج موسم حج هذا العام خالياً من أي تفشيات وبائية أو مشاكل صحية عامة أخرى"، مبينا أن "لارتفاع درجات الحرارة السبب في زيادة أعداد الحجاج الذين تأثروا بالإجهاد الحراري، بيد أن وزارة الصحة كانت مستعدة على نحو كامل لتخفيف أثر الحرارة، ومعالجة المرضى على الفور".
وكان الحجاج المتعجلون بدأوا أمس الأحد، مغادرة مشعر منى بعد قضاء نسكهم وإتمام أدائهم للركن الخامس من أركان الإسلام، فيما يغادر اليوم من آثروا عدم التعجّل والبقاء لآخر لحظة على صعيد مشعر منى الطاهر وهم يحملون أجمل الذكريات وكلهم رجاء أن يعودوا إلى أوطانهم وقد غُفرت ذنوبهم وخطاياهم وعادوا كيوم ولدتهم أمهاتهم.
وشهدت لحظات الوداع بين الحجاج عناق وتبادل عناوين وعبارات توديع ودموع الفراق لصحبة جمعتهم في هذا المكان, حب وطاعة وقرب من الله, ملامح الفصل الأخير من أيام منى المتكررة مع كل جموع الحجيج على مر الأزمان. وتبادل ضيوف الرحمن في ختام النُّسك التهاني بعد إتمام الفريضة وكلهم أمل في أن يعودوا إلى بلدانهم محمّلين بالذكريات الجميلة والحكايات الروحانية. ومنظر مغادرة الحافلات والسيارات لمشعر منى "مهيب" تخلج كل أهل منى شعور بألم الفراق وحرقة الوداع لهذه الأراضي المباركة.
أرسل تعليقك