الحكومة الإيرانية تسعى الى تحسين العلاقات مع الأقليات العرقية والسنية في البلاد
آخر تحديث GMT15:55:08
 العرب اليوم -

لأنها تواجه تهديدًا متزايدًا من الهجمات الإرهابية التي يرعاها تنظيم "داعش"

الحكومة الإيرانية تسعى الى تحسين العلاقات مع الأقليات العرقية والسنية في البلاد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحكومة الإيرانية تسعى الى تحسين العلاقات مع الأقليات العرقية والسنية في البلاد

تنظيم "داعش"
طهران - مهدي موسوي

تسعى الحكومة الإيرانية، التي تواجه تهديدًا متزايدًا للهجمات الإرهابية التي يرعاها تنظيم "داعش"، لتحسين العلاقات مع الأقليات العرقية والدينية في إيران والتي أصبحت هدفا للتجنيد من قبل الجماعة المسلحة، علمًا بأن سكان تلك المقاطعات النائية، ظلوا بعيدين سياسيا واقتصاديا عن باقي أنحاء البلاد.

غير أنه منذ الهجمات الارهابية التي وقعت في 7 يونيو/حزيران الماضي وأسفرت عن مقتل 12 شخصًا واصابة عشرات اخرين في العاصمة طهران، اتخذها قادة البلاد محورًا لجهودهم في مكافحة الإرهاب، حسبما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست "الإسرائيلية. وقال مسؤولون ان اربعة من الارهابيين الخمسة الذين نفذوا هذه الهجمات التي استهدفت مبنى البرلمان و"ضريح آية الله الخميني" كانوا اكرادًا من غرب ايران تم تجنيدهم وتطرفهم من قبل تنظيم "داعش".

وقد بدأت الحكومة الإيرانية التي يسيطر عليها الشيعة، إيلاء اهتمام أكبر إلى الأقليات في عام 2014، عندما بزغ نجم تنظيم "داعش"، الذي يضم المتطرفين السنة. وشرعت أجهزة الاستخبارات باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتعرف على المشتبه بهم من أعضاء التنظيم في البلاد، حيث حاول الرئيس حسن روحاني التقليل من الخلافات الدينية، وتعيين زعيم سني كمساعده الخاص للأقليات العرقية والدينية لمعالجة "التخلف السياسي والاقتصادي في المناطق ذات الأغلبية السنية".

وفي أعقاب هجمات حزيران / يونيو، كثفت السلطات جهودها وتضاعفت دوريات إنفاذ القانون وجمع المعلومات الاستخبارية على طول الحدود الإيرانية حيث يعيش العديد من السنة والأكراد الإيرانيين في  أوضاع بائسة. كما أعلنت السلطات الشهر الماضي اعتقال 27 شخصا يشتبه في انتمائهم الى تنظيم "داعش" قالوا انهم يخبئون اسلحة ويخططون لهجمات في مراكز دينية.

وردا على حملة قمع إيران، جدد ناشطو "داعش" دعواتهم إلى مزيد من إراقة الدماء ضد الأغلبية الشيعية في إيران، والتي تعتبرها الجماعة مرتدة عن الإسلام ويجب أن تقتل. وفي العديد من مقاطع الفيديو التي نشرت باللغة الفارسية منذ هجماتها في طهران، تدعو الجماعة الإرهابية السنة في إيران للانضمام إلى مقاتليها في سورية والعراق أو شن هجمات في إيران.

ويظهر شريط فيديو صدر الشهر الماضي مسلحًا ملثما من تنظيم "داعش" يحث الشباب السنة في إيران على مغادرة البلاد للانضمام إلى التنظيم، وبعد يومين، أصدر التنظيم شريط فيديو آخر يظهر جنديا من الحرس الثوري الإيراني يجري نقله في شاحنة بالقرب من الحدود السورية العراقية.

وكانت إيران منذ فترة طويلة محور حملة لـ"داعش" لشن هجوم ضدها بسبب زيادة عدد سكانها الشيعة والدعم العسكري الذي تقدمه للميليشيات الذين يقاتلون الجماعة الإرهابية في سورية والعراق. ولكن حتى حزيران / يونيه، لم ينجح التنظيم في شن هجوم في إيران. وقال الخبراء ان الجماعة الارهابية حولت تركيزها من بناء خلافة الى حشد المتعاطفين معها الى التطرف الذاتي وشن هجمات.

وقال بول سالم المحلل في "معهد الشرق الاوسط" الذي يتخذ من واشنطن مقرا له: "لقد وعدوا جمهورهم بانتصارهم في العراق وسورية، لكنهم يفقدون ارضهم، لذا اضطروا الى تغيير روايتهم"، مضيفًا: "إن سردهم الجديد هو أنهم يأخذون الكفاح إلى قلب السلطة الشيعية. هذه رسالة جديدة من التنظيم الارهابي بعد تراجعه في سورية والعراق ".

وقالت إيران إن دعمها للمجموعات التي تقاتل تنظيم "داعش" يهدف إلى إبقاء التنظيم خارج إيران، بيد أن الخبراء أكدوا  أن تورطها أضر بمكانتها مع الاقليات الخاصة بها.

يذكر ان حوالي 8 ملايين ايراني او 9 في المائة من سكان البلاد هم من السنة، حيث يعيش الكثير منهم في مناطق متخلفة بما فى ذلك مقاطعة سيستان بلوشستان المجاورة لباكستان، وهناك أيضا حوالي 6 ملايين كردي، معظمهم يعيشون في المقاطعات الكردية في شمال غرب إيران.

وهذه المناطق هي أيضا موطن لعدد من الجماعات السنية والكردية المتطرفة التي شنت منذ سنوات هجمات على المنطقة الحدودية في البلاد في محاولة لاستدعاء الانتباه إلى التمييز وانعدام الفرص التي تواجهها.

وقال المحللون إن السكان هناك أكثر عرضة للتطرف وأيديولوجية الدولة الإسلامية، وذكر أريان طباطباي، أستاذ مساعد في الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون، "حاولت الدولة الإسلامية إنشاء فرع في المقاطعات الإيرانية، وتحديدا في المنطقة الكردية، وحاولت تجنيد أشخاص في المناطق الحدودية حيث يوجد عدد كبير من السكان السنة".

وأكد الخبراء ان البلاد تدفع الان الثمن لمواصلة تجاهل الأقليات، وقال اليكس فاتانكا، وهو زميل رفيع المستوى في معهد الشرق الأوسط: "عندما يبقي المسؤولون على تجاهلهم، سيكون هناك عدد قليل من الأشخاص الذين يبلغ عددهم 8 ملايين سنة، يشعرون بالغضب ويوافقون على وجهة نظرة الدولة الإسلامية"، مشيرا إلى "أن تجنيدهم في الدولة الإسلامية مدفوع بمظالم اجتماعية واقتصادية، فهم أشخاص يجب على إيران ألا تتجاهلهم ".

وخلال حملته لإعادة انتخابه هذا العام، وعد روحاني بمعالجة مظالم السكان السنة. ولكن بعد الفوز، لم يعين أي سنة إلى حكومته الجديدة، وواجه انتقادات واسعة النطاق من النقاد المعتدلين لعدم دعوة مولوي عبد الحميد - وهو زعيم روحاني سني بارز ساعد الحكومة في التواصل مع السكان السنة - إلى حفل تنصيبه الرئاسي.

وقال فاتانكا "هناك فجوة بين الخطاب والعمل من جانب المسؤولين الايرانيين، مما يدل على انهم طائفيين أو يفتقرون إلى الكفاءة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة الإيرانية تسعى الى تحسين العلاقات مع الأقليات العرقية والسنية في البلاد الحكومة الإيرانية تسعى الى تحسين العلاقات مع الأقليات العرقية والسنية في البلاد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab