اختفاء قسري لحوالي ألف عراقي ومقتل 850 متطرفًا منذ انطلاق معارك الموصل

تمكّنت القوات المشتركة العراقية، اليوم الثلاثاء،من قتل قيادي في "داعش" مُقرب من زعيم التنظيم المتشدد ابو بكر البغدادي في الموصل، فيما اعلن قائد الشرطة الاتحادية رائد شاكر جودت، عن مقتل اكثر من 850 مسلحا من التنظيم منذ انطلاق معارك ايمن الموصل. ويأتي هذا في وقت كشف المرصد العراقي لحقوق الإنسان، الثلاثاء، أن أكثر من ألف مدني اختفوا قسريًا خلال معارك تحرير مدينة الموصل ومحافظة الانبار، داعيا الحكومة العراقية الى إعلان نتائج التحقيق عن حالات الاختفاء.

وأوضح المرصد، في تقرير ورد الى"العرب اليوم"، أن "فرق شبكة الرصد في المرصد العراقي لحقوق الإنسان، وصلت لها بلاغات عدة في محافظتي الأنبار  والموصل عن إختفاء أشخاص تتراوح أعمارهم بين الـ15 - 60 خلال العمليات العسكرية التي شهدتها مناطق المحافظتين، لكن ذوي الضحايا لم يقدموا اية بلاغات لعدم علمهم بالجهات التي أخفتهم قسرياً، أو في بعض الأحيان حفاظاً على ذويهم المختفين". واشار التقرير الى انه "في محافظة نينوى التي ما زالت مناطقها الغربية تشهد قتالاً عنيفاً بين القوات الحكومية العراقية بمساندة التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" كشف عن إختفاء 160 مدنياً نهاية نيسان/أبريل المنصرم".

وحسب قائممقام قضاء الحضر علي الأحمدي في حديثه للمرصد العراقي لحقوق الإنسان، أكد إن "160 شاباً أختطفوا أثناء نزوحهم من قضاء الحضر شمال غرب الموصل قبل أقل من أسبوع، ولم يُعرف مصيرهم حتى الآن". واوضح المسؤول بحسب التقرير أنه "يعتقد أن مسلحين تابعين للحشد العشائري في الموصل هم من قاموا بإختطاف المدنيين لغايات سياسية".
وكشف التقرير نقلا عن مصادر إن "المختطفين قد يكونون من القرى القريبة من قضاء الحضر، وأختطفوا أثناء محاولة النزوح والوصول إلى مخيم تل عبطة، لكنها تحدثت في ذات الوقت عن وجود صراعات عشائرية وسياسية في الموصل دفعت بعض الأحزاب إلى إستخدام نفوذها وحمل السلاح ضد من تراهم خصومها من المدنيين".

وفي محافظة الانبار تحدث التقرير عن اختطاف 902 مدنيين العام الماضي في قضاء الرزازة التابع من قبل جماعات مسلحة بحسب ماذكره عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي محمد الكربولي لشبكة المرصد. وفي مخيم عامرية الفلوجة، غرب بغداد، تحدثت شبكة الرصد في المرصد العراقي لحقوق الإنسان مع إمرأتين وثلاثة رجال، جميعهم قالوا إن "لديهم أبناء وإخوة وأزواج إختفوا أثناء نزوحهم من مدينة الفلوجة قبل عام تقريباً عندما بدأت العمليات العسكرية لتحرير القضاء التابع لمحافظة الأنبار".

وأبلغت إمرأة من محافظة الانبار المرصد العراقي لحقوق الانسان إن أولادها الثلاثة إختطفهم أشخاص مسلحون لا نعرف إلى أية جهة ينتمون، في الطريق بين قضائي الفلوجة وعامرية الفلوجة. وطالب المرصد الحكومة العراقية بإعلان نتائج التحقيقات التي يُفترض أن تكون قد خرجت من لجان تحقيقية شُكلت في أوقات سابقة عن حالات إختفاء قسري في العراق وعدم السماح لمرتكبي تلك الإنتهاكات بالإفلات من العقاب.

واعلن قائد الشرطة الاتحادية الرائد شاكر جودت، ان "طائرات الشرطة الاتحادية المسيرة قتلت 859 عنصرا من داعش فيما تمكنت قواتنا من تدمير 284عجلة مفخخة 253 دراجة نارية ملغمة وتحرير274كم2 وتستعيد السيطرة على 62 هدفا من المناطق والاحياء وتجلي265الف مدني من مناطق الاشتباك وتعيد 30الف الى مناطق سكناهم منذ انطلاق معركة ايمن الموصل".

واضاف أن "الشرطة الاتحادية تقتل القيادي ابو أيوب مسؤول الارزاق والميرة لداعش اثر تدمير عجلته قرب الجسر الخامس، بينما تمت تصفية المتطرف أبو عبدالله الناقل اثر ملاحقة أستخبارية في منطقة الرفاعي". واكد ان "الشرطة الاتحادية استهدفت وكرا لداعش خلف جامع الصحابة في منطقة 17 تموز وقتلت 18 منهم، قبل ان تقتل القيادي نافع عبدالله و 2 من مرافقيه في منطقة الحاوي استنادا الى معلومات استخبارية".

وافاد مصدر مطلع ، ان عناصر ما يعرف بـ"رجال المقاومة" فتحوا النار الثلاثاء على المدعو عمار عبد السلام حازم القيادي في تنظيم داعش بمنطقة 17 تموز. واضاف ان "المتطرف حازم مقرب من زعيم داعش، وهو الذي رفع اذان خطبة الجمعة في جامع النوري الكبير وسط الموصل التي القاها أبو بكر البغدادي وأعلن فيها قيام ما يسمى بـ"داعش". وبين ان عملية الاغتيال تمت في الحي المذكور الذي يطلق عليه التنظيم اسم "منطقة الفتح او ارض الثبات".

وفي العاصمة ،أفادت مديرية الاستخبارات العسكرية، الثلاثاء : ان مفارزها في الفرقة السادسة وبعملية تفتيش ومداهمة القت القبض على اثنين من المتطرفين في منطقة حميد شعبان والشيحة في ابو غريب.  وأوضح البيان ان "المقبوض عليهما من المطلوبين لشعبة استخبارات الفلوجة وشعبة مكافحة ارهاب الانبار بتهم تطرف وفق المادة 4 أرهاب".

وكشف رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، اليوم الثلاثاء، عن وجود خطط جديدة لتحرير المزيد من مدن نينوى، فيما بين أنه سيوجه القوات الأمنية لتأمين الحدود العراقية السورية في الوقت الحالي. وقال العبادي في مؤتمره الصحفي الاسبوعي،  إن "هناك خططًا جديدة لاستعادة المزيد من المدن في محافظة نينوى"، متحديا داعش أن يقوم "بمسك مدن جديدة لدقائق".

وبين أن "التنظيم يحاول إعطاء رسالة أكبر من حجمه"، لافتا الى أن "تعرضات داعش المتطرف جميعها في الصحراء والمدن الامنة". وأضاف العبادي، أنه "سيوجه القوات الأمنية لتأمين الحدود العراقية السورية في الوقت الحالي".

وبشأن أداء عمل حكومته قال العبادي، ان "هناك معلومات مغلوطة عن الكهرباء"، في إشارة الى مضي الحكومة بخصخصة هذا القطاع. وأعلن أن "العراق طلب من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، مساعدته بإرسال مستشارين خبراء في الاقتصاد من أجل تحفيز الاقتصاد العراقي".