برلين ـ جورج كرم
خلال الحملة الانتخابية لأنغيلا ميركل للفوز بفترة رابعة كمستشارة، تحدثت منتقدة شركات صناعة السيارات الألمانية بخصوص فضيحة انبعاثات الديزيل، في خطاب تلفزيوني بمناسبة بداية حملتها الانتخابية، أدانت ميركل المديرين التنفيذيين على تزوير انبعاثات الديزل التي هزت صناعة السيارات الألمانية، ودعت إلى اتخاذ إجراءات لاستعادة ثقة المستهلكين لتلك الصناعة، حيث قالت للجمهور "فقدت تلك الصناعة ثقة كبيرة على نطاق واسع"، وأشارت إلى أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراء لاستعادة تلك الثقة.
ولفتت ميركل إلى أنه يتم استغلال اختبارات الانبعاثات لتقديم تقديرات لا يمكن التعرف عليها، وهذا يدمر الثقة"، فقد كانت تصريحاتها الأكثر صراحة بعد تزوير اختبارات انبعاثات الديزل الذي اجتاح "فولكس فاغن" و"مرسيدس" و"أودي" و"بورش"، وقد جاءت تلك التصريحات عندما أطلقت المستشارة حملتها الانتخابية التي تعهدت فيها بالتصدي لمنافسيها، حينما أشارت لأنصارها بقولها "يجب علينا أن نقنع الناخبين، ويجب علينا أن نقاتل، علينا أن ندافع عن معتقداتنا".
وقبل 6 أسابيع من الانتخابات التشريعية، أطلقت ميركل أخيرًا السبت، حملتها الانتخابية، التي يتبين أنها بسيطة طالما أن المستشارة تبدو واثقة من الفوز ولا مجال للإطاحة بها، ففي دورتموند غرب البلاد، لبت الزعيمة المحافظة دعوة الجناح الاجتماعي في حزبها "الاتحاد المسيحي الديمقراطي"، وركزت مداخلتها على مسألة العمالة، مع العلم أن الوضع الجيد لسوق العمل الألمانية يتيح لها توقع الفوز بولاية رابعة على التوالي.
ودافعت ميركل عن حصيلة ولايتها التي انخفض فيها إلى النصف عدد العاطلين عن العمل منذ العام 2005، مشددة على هدف "العمالة الكاملة بحلول العام 2025"، ما يعني خفض معدل البطالة إلى ما دون 3%. وقالت المستشارة الألمانية، "أظن أن بوسعنا مواجهة هذا التحدي"، في عبارة تذكر بتلك المستخدمة عام 2015، في ظل التحدي القاضي باستقبال مئات الآلاف من اللاجئين. وبدا الارتياح واضحا على ميركل التي اختارت لهذه المناسبة بزة رمادية اللون.
وكعادتها تجنبت ميركل تفصيل الإجراءات التي ستتخذها لخفض معدل البطالة إلى ما دون 3%، وهو الهدف الذي أدرجته في البرنامج الاقتصادي للتحالف القائم بين الاتحاد المسيحي الديمقراطي، والاتحاد المسيحي الاجتماعي، الذي أعلن عنه في مطلع يوليو/ تموز الماضي، غير أنها تطرقت إلى الجهود المنوي بذلها لخفض عدد العاطلين عن العمل منذ فترة طويلة (أكثر من سنة)، علما أن عددهم يتخطى المليون. ودافعت عن تدخل السياسة في سوق العمل لتنظيمها وتفادي التجاوزات
ويبدو أن اختيارها لمكان بدء الحملة، مدينة دورتموند، كان بمثابة إطلاق النار على منافسيها الأقربين، وهم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الوسطي بقيادة مارتن شولز، الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي، فتقع المدينة في قلب الحزب الديمقراطي الاشتراكي التقليدي، وفي كلمتها، تعهدت السيدة بأن يظل الاتحاد الأوروبي في صميم سياساتها، وأضافت أن "تعزيز أوروبا يعني تعزيز ألمانيا".
أرسل تعليقك