أكدت روسيا أنها أطلقت بنجاح صاروخًا فائق السرعة القادر على حمل رأس حربي نووي، ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ذلك بأنه سلاح مثالي عندما كشف النقاب عن مجموعة جديدة من الأسلحة في وقت سابق من هذا الشهر،
وأطلق الصاروخ كينخال "Dagger" عالي السرعة وعالي الدقة، الذي يمكنه الطيران على مسافة 7.700 ميل في الساعة عبر 1250 ميلًا من طائرة اعتراضية فائقة الصوت طراز MiG-31 انطلقت من مطار في المنطقة الجنوبية العسكرية في جنوب غرب روسيا.
وأضافت الوزارة أن إطلاق الصاروخ تم وفقا لخطة، كما أن الصاروخ فوق الصوتي أصاب هدفه، ويأتي ذلك بعد أيام فقط من إعلان الرئيس الروسي أنه سيطلق "كارثة عالمية" إذا ما اندلعت حرب عالمية ثالثة وهددت بلاده، وأصدرت الوزارة لقطات فيديو تظهر طيارين يستعدان للرحلة ثم يركضان نحو طائرة فيها صاروخ كبير متدلي من الأسفل، ومن المؤكد أن الفيديو يعرض موسيقى صاخبة وموسيقى وطنية، ثم يظهر صاروخًا ينفصل عن الطائرة المحمولة جوًا وينزلق عبر السماء المظلمة، تاركًا وراءه دربًا ناريًا، وأجريت نحو 250 رحلة جوية للتدريب على عمليات الإطلاق النهارية والليلية، وفي جميع الأحوال الجوية، وأبلغ عن ذلك.
وكان صاروخ كنزال واحدًا من مجموعة من الأسلحة الجديدة التي كشفها بوتين في خطابه عن حالة الأمة في وقت سابق من هذا الشهر، قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 18 مارس/ آذار، والتي سيفوز بها بوتين، وقال بوتين إن الصاروخ يطير عشرة أضعاف سرعة الصوت ويمكنه التغلب على أنظمة الدفاع الجوي وأضاف أنه نُشر الصاروخ في المنطقة العسكرية الجنوبية منذ الأول من ديسمبر/ كانون الأول.
و قال نائب رئيس الوزراء ديمتري روغوزين، إن العمل أجري لتحديث الطائرة الفريدة من نوعها طرازMiG-31 الأسرع من الصوت التي ستحمل الصاروخ، ومنذ بدء العام، نفذت الطائرة أكثر من 250 طلعة جوية لإكمال عمل أنظمة الصواريخ، وفق وزارة الدفاع، وفي كلمته في بداية الشهر، قال بوتين إن روسيا اختبرت مجموعة من الأسلحة النووية الجديدة غير قابلة للاعتراض، وأكد أن الأسلحة تشمل صاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية وطائرة دون طيار تعمل بالطاقة النووية، كما عرض لقطات فيديو لإطلاق صاروخ باليستي ثقيل عابر للقارات على شاشات كبيرة، واحتوى شريط الفيديو على تسلسل أُنشئ بواسطة الكمبيوتر يبين القدرة المحتملة والقدرة على الوصول إلى الصاروخ الجديد، والذي تضمن مشهدًا لقنابل تمطر فوق ولاية فلوريدا الأميركية.
وأضاف بوتين أن إنشاء أسلحة جديدة جعلت الدفاع الصاروخي بقيادة حلف شمال الأطلسي "عديم الفائدة"، ويعني نهاية فعالة لما وصفه بالجهود الغربية لمنع التطور العسكري الروسي، وفى حديثه عن الترسانة الجديدة، قال بوتين إن الصاروخ النووي الذي يعمل بالطاقة النووية واختباره في الخريف الماضي له نطاق غير محدود وسرعة عالية وقدرة على المناورة تسمح له باختراق أي دفاع صاروخي، مضيفًا أن الطائرة دون طيار عالية السرعة تحتفظ أيضًا بنطاق "عابر للقارات" وقادرة على حمل رأس حربي نووي يمكن أن يستهدف حاملات الطائرات والمرافق الساحلية، كما أن عمقها التشغيلي وسرعتها العالية ستجعلها محصنة ضد اعتراض العدو، معلقًا "إنها رائعة!".
ورافق الرئيس بيانه أمام جمهور مئات من كبار المسؤولين والمشرعين الذين يحملون أشرطة فيديو وصور كمبيوتر لأسلحة جديدة، عُرضت على شاشات عملاقة في قاعة مؤتمرات بالقرب من الكرملين، وقال "لا أحد في العالم لديه شيء من هذا القبيل، ربما يحدث ذلك يومًا ما، ولكن بحلول ذلك الوقت، سنطور شيئا جديدًا".
وقال بوتين إن روسيا اختبرت أيضًا صاروخًا عسكريًا ثقيلًا عابرًا للقارات يطلق عليه اسم "سارمات" وعدد من الرؤوس الحربية تتجاوز سلفها في العهد السوفيتي المعروف في الغرب باسم الشيطان، وأشاد بجيل جديد من العلماء الشباب الذين يعملون على مثل هذه الأسلحة، ووصفهم "بأبطال عصرنا".
وأكد الزعيم الروسي أن تطوير أسلحة جديدة لا مثيل لها في الغرب جاء ردًا على انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة عهد الحرب الباردة التي تحظر الدفاعات الصاروخية والجهود الأميركية لتطوير نظام الدفاع الصاروخي، وقال إن الولايات المتحدة تجاهلت الشكاوى الروسية و لم يستمع أحد لنا ولكن الآن يستمعون إلينا.
وقال إن الأسلحة الجديدة ستساعد في ضمان الاستقرار العالمي ورسم خط تحت محاولات إضعاف روسيا، مضيفًا أن كينزل، نُشر بالفعل في المنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا.
في أواخر الأسبوع الماضي، قال بوتين إنه سيدمر العالم بصواريخ نووية إذا تعرضت روسيا لهجوم، أوضح أنه إذا تعرضت روسيا لللهجوم بأسلحة نووية، فلن يستحق العالم الإنقاذ، وفي فيلم وثائقي تلفزيوني قال "أريد أن أخبركم، وأريد أن يكون هذا معروفًا هنا وفي الخارج، آمل أن لا نستخدم الترسانة النووية مطلقًا، خططنا النظرية لاستخدامها ستكون للرد الانتقامي المضاد، ويمكن اتخاذ قرار حول استخدام السلاح النووي فقط إذا سجل نظامنا الصاروخي إنذار إطلاق الصواريخ فحسب، بل قدم تنبؤًا دقيقًا بمسارات الطيران والوقت الذي تسقط فيه الرؤوس الحربية على روسيا، وهذا ما يسمى بالرد الانتقامي المضاد، عندما نتلقى حقًا قانونيا بالرد، نعم هذه ستكون كارثة عالمية للبشرية، ستكون كارثة عالمية للعالم، لكنني كمواطن في روسيا، وبصفتي رئيسا للدولة الروسية، أريد أن أسأل لماذا نحتاج إلى عالم لو لم تعد روسيا موجودة فيه؟".
أرسل تعليقك