القدس المحتلة - العرب اليوم
اعتبرت الحكومة الفلسطينية ممارسات جنود الاحتلال واعتداءات المستوطنين حرباً إسرائيلية بكل معنى الكلمة. فيما اقتحم مستوطنون قبل صلاة الجمعة، أمس، المسجد الأقصى وأدوا طقوساً تلمودية بحماية الشرطة وقالت وزارة الخارجية والمغتربين، أمس الجمعة، إن «هناك تصعيداً واضحاً في عدوان قوات الاحتلال والمستوطنين ضد شعبنا، وفي التنكر الإسرائيلي الرسمي لحق شعبنا في أرض وطنه وحقه في تقرير مصيره من دون احتلال أجنبي واستيطان استعماري» وحملت الخارجية الفلسطينية تل أبيب المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جرائمها وتداعياتها على ساحة الصراع برمتها، مؤكدة أن الحكومة الإسرائيلية، برئاسة المتطرف نفتالي بنيت، تقوم بتدمير فرص تحقيق السلام على أساس مبدأ حل الدولتين، وتبني بقوة الاحتلال نظامها الاستعماري العنصري في فلسطين المحتلة من النهر إلى البحر، في إثبات يتكرر يومياً على معاداتها السلام وانزعاجها من خطاب السلام الفلسطيني.
وأوضحت أن سلطات الاحتلال تصعد إجراءاتها الاستيطانية الاستعمارية التوسعية وتدابيرها القمعية العنصرية بحق المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل، وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم، ما يدل على إمعان رسمي في التمرد على الشرعية الدولية وقراراتها وإرادة السلام الدولية، وإصرار على الاستخفاف بالتقارير الدولية والإسرائيلية والمحلية التي توثق انتهاكات وجرائم الاحتلال المستمرة، والتي كان آخرها تقرير منظمة العفو الدولية بشأن «الأبارتهايد» الإسرائيلي في القدس، وقبيل صلاة الجمعة، اقتحم نحو 140 مستوطناً المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية في المنطقة الشرقية منه، بحراسة مشددة من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي التي منعت عشرات المواطنين الذين شدوا الرحال للمسجد الأقصى من الوصول إليه، بالتزامن مع اقتحام المستوطنين.
وأدى عشرات آلاف المواطنين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، رغم الإجراءات التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أبواب البلدة القديمة ومداخلها في القدس المحتلة. وقدرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، أعداد المصلين في الأقصى بنحو 40 ألفاً، مع أن شرطة الاحتلال أعاقت دخول مصلين كثيرين ممن توافدوا منذ ساعات الصباح، من خلال عمليات التفتيش، وفحص بطاقاتهم الشخصية. وانتشرت قوات الاحتلال في شوارع المدينة ومحيط الأقصى، وتمركزت عند بواباته، وأوقفت المصلين ودققت في بطاقاتهم الشخصية، ونصبت حاجزاً على باب الأسباط. وشهدت الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلان، أمس وككل يوم جمعة، ممارسات قمعية مختلفة للمسيرات الشعبية السلمية، فأصيب مواطنان بالرصاص الحي، وسبعة آخرون بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات مع الاحتلال على جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس. وأصيب 3 مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق خلال قمع مسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق.
وأفاد الناطق الإعلامي في إقليم قلقيلية مراد شتيوي، بأن مواجهات عنيفة اندلعت عقب محاولات جيش الاحتلال اقتحام القرية، حيث تصدى لهم المواطنون، ما أدى لإصابة 3 منهم بالرصاص والعشرات بالاختناق. وقال إن قوات الاحتلال اقتحمت القرية فجراً، واعتقلت الشابين قصي عدنان جمعة (27 عاماً) وموسى عبد اللطيف القدومي (21 عاماً). وأفاد ذوو الشاب القدومي بأن جنود الاحتلال اقتادوا نجلهم حافي القدمين، ولم يسمحوا له بارتداء ملابس شتوية في ظل اشتداد البرد وانخفاض درجة الحرارة.
وفي انتهاك آخر، اقتلع مستوطنون 82 شجرة وغرسة زيتون في منطقة خلة الضبع في مسافر يطا، جنوب الخليل، وياسوف، شرق سلفيت، واعتدوا على رعاة الأغنام وحاولوا طردهم من المراعي. وفي قرية زنوتا في بلدة الظاهرية جنوب الخليل، اعتدى مستوطنون على رعاة الأغنام ومواشيهم. وأكد رئيس المجلس القروي فايز الطل أن المستوطنين ينفذون اعتداءاتهم على الرعاة منذ مدة، من مطاردة للرعاة والاعتداء على الماشية بالضرب المبرح، ما أدى إلى موت صغار 20 رأساً من الماشية قبل ميلادها، واعتقال ثلاثة رعاة هم: مصعب سليمان الخضيرات، وسامي ربحي البطاط، وشقيقه سامي. وقال الطل، إن هناك خوفاً على حياة المواطنين والرعاة وممتلكاتهم، مشيراً إلى أن البؤرة الاستيطانية القريبة من المنطقة الصناعية للمستوطنات والقريبة جداً من قرية زنوتا تمثل تهديداً خطيراً على القرية وساكنيها.
يذكر أنه في مقابل اعتداءات المستوطنين، والرد عليها، شارك عشرات المواطنين والمتضامنين ونشطاء في حركة «السلام الآن»، وأعضاء كنيست من أحزاب عربية وليبرالية ويسارية، أمس الجمعة، في وقفة تضامنية بقرية بورين جنوب نابلس، بهدف التنديد بالاعتداء الذي نفذه مستوطنون في 21 يناير (كانون الثاني) الماضي، بحق عشرات النشطاء الذين أحضروا معدات زراعية للمزارعين الفلسطينيين في بورين، ومساعدتهم في زراعة أشتال من الزيتون، ما أدى لإصابة 10 متضامنين بجروح وكسور، وإحراق مركبتهم.وأفاد شهود عيان بأن عدداً من المستوطنين من بؤرة «جفعات رونين» المقامة على أراضي القرية، حاولوا الاعتداء على المشاركين في الوقفة هذه المرة أيضاً. لكن تم صدهم، وزرع المشاركون عدداً من الأشجار في المنطقة، حيث حاولت قوات الاحتلال المنتشرة في المكان منعهم من ذلك، واعترضت مركباتهم، وأغلقت الطرق المؤدية إلى المنطقة، وجرى اشتباك بالأيدي بين الجنود والمتضامنين اليهود.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الحكومة الفلسطينية تعلن عن تعديل وزاري محدود برئاسة محمد اشتية
مبادرة أميركية لتشكيل حكومة وحدة فلسطينية
أرسل تعليقك