أوضح ضابط في الجيش العراقي، أن القوات المتقدمة صوب مدينة الموصل، توقفت في بلدة قرقوش لمعالجة القناصة التي تعرقل انتشار القوات العراقية. واقتحمت الأخيرة في وقت سابق من الثلاثاء، مركز قضاء الحمدانية دون مقاومة تذكر من مسلحي "داعش" الذين فروا نحو مدينة الموصل.
وتبعد قرقوش مركز قضاء الحمدانية ذات الأكثرية المسيحية مسافة 30 كيلومترًا شرق مدينة الموصل، وبدأت القوات العراقية فجر الاثنين حملة عسكرية واسعة لانتزاعها من قبضة المتشددين. وقال الضابط أن "وجود بعض القناصة يعرقل بعض الشيء تقدم القوات العراقية داخل مدينة قرقوش"، مبينًا أن القيادة العسكرية، قررت توقف التقدم بقرقوش حتى صباح الغد، لحين معالجة القناصة، وأن تتم معالجة مصدر القنص بالدبابات.
وبيّن بيان مقتضب لخلية الإعلام الحربي، الثلاثاء، أن قطعات عمليات تحرير نينوى تمكنت من تحرير قرية السرت شمال القيارة، جنوب مدينة الموصل، وأن القوات مستمرة في التقدم في اتجاه قرية تلول ناصر".
وحرر أبطال الجيش العراقي قريتين في قضاء الحمدانية في مدينة الموصل. وكانت قوات الرد السريع والحشد الشعبي أعلنتا، افتتاح الشارع المؤدي إلى قرية الجلن في الموصل وتتجه لتحريرها.
وأعلن القيادي في الحشد الشعبي في ناحية البغدادي الشيخ قطري السمرمد، أن "القوات الأمنية المشتركة، وخلال عملية تفتيش وتأمين المناطق المحررة في جزيرة هيت، "70 كم غرب الرمادي"، عثرت، على مقبرة جماعية لقتلى عناصر تنظيم "داعش" في منطقة الكصيرات، تضم جثث 80 عنصرًا من التنظيم". وأضاف السمرمد، أن "التحقيقات الابتدائية كشفت أن تنظيم "داعش" المتطرف دفن قتلاه في هذه المقبرة الجماعية للتستر وعدم الكشف عن أعداد قتلاه خلال معارك تطهير المناطق الغربية للأنبار". وتابع السمرمد، أن "القطعات القتالية مستمرة بتأمين وتفتيش جميع المناطق المحررة في جزيرة هيت ومدن أعالي الفرات غرب الانبار"، لافتًا إلى "وجود مقابر جماعية أخرى لقتلى التنظيم المتطرف التي سيتم تحديد مكانها والكشف عنها خلال الأيام القليلة المقبلة".
وأكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، حرص العراق على تحسين العلاقات مع دول الجوار، معتبرًا ذلك رسالة إلى جميع زعماء المنطقة، مشيرًا إلى أن من يقف مع "داعش" في اللحظات الأخيرة سيدفع ثمن ذلك.
وأضاف العبادي في مؤتمر صحافي، أن القطعات العسكرية تتحرك بشكل دقيق وبتنسيق تام بين جميع صفوفها، مبينًا أن القوات الأمنية أوجدت ممرات آمنه لخروج المدنيين مع اقتراب الدخول للموصل، ولايوجد قصّف عشوائي، مؤكدًا الابتعاد عن أي هدف يمكن أن يلحق ضررًا بالمدنيين.
وتابع العبادي "قواتنا تتمتع بمعنويات عالية جدًا وجاهزة لتحرير كافة مناطق نينوى، ونسعى لدعم المواطنين في المناطق المغتصبة لمواجهة عناصر "داعش" المتطرف، منوهًا أنه "كلما نقترب من تحرير المناطق تتعالى الأصوات، كما حدث في الفلوجة لكن ذلك لا يوقفنا". ولفت إلى أن "التدخل في الشأن العراقي أمر خطير، وقوتنا تقاتل داخل حدود العراق"، وأن"من يقف مع داعش في اللحظات الأخيرة سيدفع ثمن ذلك".
وأوضح رئيس الوزراء أن الوفد التركي قدم مقترحات لم ترتق إلى مستوى طلب العراق، مبديًا رغبته في خروج القوات التركية. وأشار إلى أن التحالف الدولي يتولى قطع الطرق بين "داعش" في العراق وسورية.
وكشف عن إرسال مشروع قانون الموازنة إلى مجلس النواب، بعد اجراء التعديل عليه، والموازنة تتضمن ضرائب على المواد غير الضرورية، مؤكدًا أنه أجرى تعديلًا على قانون العفو العام بالتنسيق مع الكتل السياسية في مجلس النواب". ودعا العبادي، وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى أن "يستسقي معلوماته من المصادر الأولية وعدم تقييم الأوضاع من خارج العراق"، مضيفًا أن "السعودية أقرت سابقًا أن 5 الاف إرهابي سعودي فجر نفسه في العراق، معربًا عن "استغرابه من الرياض بتمسكها باللهجة الطائفية ضد العراق".
واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما سماه "الجانب الشيعي من حكومة بغداد" بمعاداة تركيا في ما يتعلق بمعركة الموصل، قائلًا إن "الجانب الشيعي من حكومة بغداد" يظهر عداوة علنية تجاه تركيا، واصفًا موقف الحكومة العراقية من بلاده بأنه "فظ". وانتقد الرئيس التركي في خطاب نقله التلفزيون عدم قدرة العراق على اتخاذ الموقف نفسه من تنظيم "داعش" أو حزب العمال الكردستاني اللذين يحتلان أجزاء من أراضي العراق.
وأكد أردوغان أن بلاده لن تسمح بحدوث صراع طائفي مركزه الموصل، مضيفًا "لا نريد أن ندع أحدًا يهاجم أشقاءنا العرب السنة ولا أشقاءنا التركمان"، معربًا عن خشيته من تدفق جديد للاجئين بسبب معركة الموصل. وقال رئيس الحكومة التركية بن علي يلدرم، الثلاثاء، في تصريحات نقلتها "الاسوشييتدبرس AP"، أن "الطائرات التركية لم تشارك في العمليات العسكرية الجوية ضمن حملة التحالف الدولي الجارية لتحرير الموصل من تنظيم داعش"، مبينًا أن "هناك اتفاقًا مبدئيًا على أن تأخذ القوة الجوية التركية دورًا في القضاء على داعش".
وواصل يلدرم "نطالب بأن تأخذ القوة الجوية التركية دورًا ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة". وكان رئيس وزراء تركيا بن علي يلدرم، أكد أن الطائرات التركية شاركت ضمن حملة التحالف الدولي في معركة استعادة الموصل من تنظيم داعش، وفيما أشار إلى عدم الحاجة للحصول على موافقة الآخرين، بيّن أن تركيا مستعدة للرد إذا ما أدت التطورات في الموصل إلى عواقب سلبية ضدها.
أرسل تعليقك