توقيع اتفاق مصالحة بين تاورغاء ومصراتة برعاية رئيس حكومة الوفاق الوطني
آخر تحديث GMT18:13:53
 العرب اليوم -

غسان سلامة يقبل مهمة رئاسة بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا خلفاً لمارتن كوبلر

توقيع اتفاق مصالحة بين تاورغاء ومصراتة برعاية رئيس حكومة الوفاق الوطني

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - توقيع اتفاق مصالحة بين تاورغاء ومصراتة برعاية رئيس حكومة الوفاق الوطني

فائز السراج يصادق على اتفاق المصالحة بين مصراته وتاورغاء
طرابلس ـ فاطمه سعداوي

أعلن وزير الثقافة اللبناني الأسبق غسان سلامة، أنه قبل مهمة رئاسة بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، خلفاً للدبلوماسي الألماني مارتن كوبلر الذي تنقضي فترة ولايته نهاية الشهر. وينتظر تعيين سلامة نتيجة التصويت الذي سيجريه اليوم مجلس الأمن، على اختياره خلفاً لكوبلر الذي تولى المنصب لعامين. ويتعين أن يوافق المجلس بالإجماع على تعيين أي مبعوث خاص. وفي حال تعيين الوزير اللبناني السابق، سيصبح ثاني دبلوماسي عربي ولبناني يتولى المنصب بعد مواطنه طارق متري.

وقال سلامة لـ"الشرق الأوسط": "وافقت على أن يطرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اسمي لهذه المهمة، والآن ننتظر ونرى". وبدا متحفظاً عند الحديث عن منصبه الجديد والتحديات التي تواجهه، إذ قال إن "قواعد العمل في الأمم المتحدة واحترام شخص الموفد الحالي يفرضان علي أن أنتظر يوم تسلمي الفعلي للمنصب قبل أن أعبر عن رأيي".

وسلامة الذي اختاره غوتيريش يوم الجمعة الماضي، أستاذ للعلاقات الدولية وحل الأزمات في جامعة "ساينسز بو" في باريس. وعادة ما يناقش الأمين العام للأمم المتحدة بصورة غير رسمية أسماء المرشحين مع المجلس المؤلف من 15 دولة، لضمان الموافقة قبل التصويت. وخلافاً لما جرى عليه الأمر من اعتراض علني ورسمي من الإدارة الأميركية على ترشيح رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض للمنصب، التزمت الإدارة الأميركية الصمت ولم تعلن صراحة رفضها لتعيين سلامة، ما بدا مؤشراً قوياً على أن ترشيحه سيجاز بالإجماع.

ورجح دبلوماسيون عدم ظهور اعتراضات على سلامة، خلال جلسة مجلس الأمن التي يحضرها الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط. وينهي اختيار سلامة عملية بحث مثيرة للخلاف على مدى أربعة أشهر بعد رفض الولايات المتحدة ترشيح فياض. وبعد الاعتراض الأميركي على فياض، اعترضت روسيا وغيرها من الدول الأعضاء في مجلس الأمن على مرشح بريطاني وآخر أميركي، بينما جرى مد فترة وجود كوبلر في المنصب حتى نهاية الشهر الحالي. وقال دبلوماسي كبير في مجلس الأمن لوكالة "رويترز"، إن "أكثر من 20 شخصاً تم طرحهم لكنهم إما استبعدوا أنفسهم، أي لم يكونوا متاحين، أو جرى استبعادهم... من جانب إحدى الدول الأعضاء في مجلس الأمن".

في هذا الوقت، أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج في طرابلس، عن توقيع اتفاق للمصالحة بين تاورغاء ومصراتة برعايته. وقال المجلس الذي يحظى بدعم من بعثة الأمم المتحدة في بيان، أمس، إن الاتفاق يقضي ببدء عودة أهل تاورغاء لمدينتهم بعد سنوات من الحياة في مخيمات النازحين في مناطق مختلفة في ليبيا، وجبر الضرر وتعويض المتضررين في المدينتين.

ووقع السراج على الاتفاق إلى جانب رئيس مجلس مصراتة البلدي حمد أشتيوي، ورئيس المجلس المحلي لتاورغاء عبد الرحمن الشكشاك في حفل أقيم بمقر المجلس الرئاسي في طرابلس. وعبر السراج عن سعادته وارتياحه للتوقيع على هذا الاتفاق. وأعرب عن أمله في أن تكون عودة أهل تاورغاء إلى مدينتهم بداية لعودة سريعة لجميع النازحين والمهجرين في الداخل والخارج. ودعا إلى الاستفادة من أخطاء الماضي وأن يتطلع الجميع إلى مستقبل يسوده التعاون والإخاء. وجدد التزام حكومته بتوفير المتطلبات والمقومات الأساسية لعودة أهل تاورغاء، وتمكينهم من العيش الكريم وفقا لما تضمنه الاتفاق، مؤكداً أن ذلك سيكون من أولويات عمل الحكومة.

واستقبل الرئيس الغيني ألفا كوندي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، عشرات القادة السياسيين والقبليين من ليبيا، في بلاده خلال الأسابيع الماضية، في أقوى محاولة من منظمة إقليمية لحل الأزمة، لكن الحرب بين الخصوم الليبيين ما زالت مستمرة. وقال رئيس المجلس الأعلى لـلقبائل والمدن الليبية العجيلي البريني لـ"الشرق الأوسط" إن "الملف الليبي أصبح لدى الإخوة الأفارقة، بعد أن فشل الأوروبيون". لكن الرئيس السابق للجنة القانونية لـ"مؤتمر القبائل الليبية" محمد الزبيدي قلل من قدرة الاتحاد الأفريقي على حل الأزمة، بسبب التعقيدات الشديدة التي عصفت بكل طاولة من طاولات الحوار، مشدداً على أن إنهاء الفوضى أصبح مسؤولية الجيش.

وقال مصدر مقرب من الاتحاد الأفريقي في طرابلس، عقب زيارة قصيرة للعاصمة الليبية، إن الانقسام السياسي والعسكري، خصوصاً في العاصمة، أصبح يؤخّر الجهود لإنهاء المشكلة، رغم التفاؤل الذي ساد لبعض الوقت في اليومين الماضيين، بعد إعلان تعيين المبعوث الأممي الجديد غسان سلامة، خلفاً لمارتن كوبلر. وأشار إلى أن الاتحاد الأفريقي لديه مشاكل أخرى عدة في القارة، يعكف على التعامل معها، من بوركينا فاسو ومالي إلى بوكو حرام في النيجر وغيرها.

وفي هذا السياق، كشف مسؤول عسكري عن أن ميليشيات عدة مناوئة لرئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، بدأت في التحرك باتجاه طرابلس، انطلاقاً من محوري الجنوب الغربي والجنوب الشرقي. وأضاف أن بعض هذه الميليشيات كان حتى أيام قليلة يأتمر بأوامر وزارة الدفاع التابعة للسراج، ثم بدأ العمل ضد قواته في العاصمة، ومنها ميليشيا "سرايا الدفاع عن بنغازي" التي وضعتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين على لائحة الإرهاب المدعوم من قطر. وكشف البريني، وهو في طريق عودته من لقاء كوندي، عن أن محاولات الحل التي يقوم بها الاتحاد الأفريقي بدأت قبل نحو شهرين. وأضاف: لقد اقترحت على رئيس الاتحاد أسماء الأطراف التي ينبغي التحاور معها، وهي أطراف مهمة. الآن الملف الليبي لدى الأخوة الأفارقة، بعد أن فشل الأوروبيون الذين دمروا بلادنا.

وبين الشخصيات التي استقبلها كوندي، رئيس الكونغرس التباوي عيسى عبد المجيد الذي قال لـ"الشرق الأوسط" إنه سافر بعد أن تلقى دعوة رسمية من الرئيس الغيني، برفقة سلطان التبو الذي يمثل المجموعة في تشاد والنيجر وليبيا، إضافة إلى وفد ليبي مرافق. وعن رؤية كوندي للحل، قال عبد المجيد، وهو مستشار سابق لرئيس البرلمان الليبي، إن رئيس الاتحاد الأفريقي يرى ضرورة عدم إقصاء أي طرف... والأفارقة ليست لديهم أطماع. هم يريدون تحقيق الاستقرار ومساعدة الليبيين. وأشار إلى أن كوندي استقبل قيادات من النظام السابق: وكلامه واضح، وهو أنه لا يريد إقصاء أي طرف، سواء من النظام السابق أو من كل المكونات في ليبيا.

ووفقاً للمصادر السياسية، فقد ناقش كوندي أزمة ليبيا مع أطراف عدة أخرى متصارعة، بينها رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق) نوري أبو سهمين، ومقره في الغرب الليبي، ورئيس البرلمان الحالي عقيلة صالح، ومقره في شرق البلاد، وكذلك مع السراج، ومع منافسه في السيطرة على طرابلس رئيس "حكومة الإنقاذ" خليفة الغويل، وغيرهم، إلا أن الخلافات لم تنته.

وقال القيادي السابق في "مؤتمر القبائل الليبية" الزبيدي: "أعتقد أن حسم الفوضى لم يعد ممكناً على طاولات الحوار. التيارات الإسلامية لن تتوقف عن الاقتتال، وعلى الجانب الآخر الجيش يتقدم ويحقق الانتصارات، ومن يريد إنهاء الأزمة الليبية عليه أن يدعمه". وينظر خصوم أنصار النظام السابق بتشكك إلى دور الاتحاد الأفريقي، نظراً إلى علاقاته القديمة مع معمر القذافي. وقالت مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» أماني الطويل لـ«الشرق الأوسط، إن البعض ينظر إلى الاتحاد الأفريقي على أنه كان موالياً للنظام الليبي السابق. لكنها شددت على أهمية وجود آليات تشاور بين الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي لبلورة الموقف من المسألة الليبية.

ويتطلع أعضاء لجنة الحوار السياسي الليبي، وهي برعاية الأمم المتحدة، إلى أن يعمل الاتحاد الأفريقي على معالجة الخلل الذي وقعت فيه البعثة الأممية أثناء معالجة الأزمة. وقال عضو اللجنة الشريف الوافي لـ"الشرق الأوسط"، إن "دخول الاتحاد الأفريقي على الخط أمر جيد. لكن المفروض أن ينظر إلى أوجه الخلل مع البعثة الأممية، أو مع لجنة الحوار، لمعالجة ذلك، وليس بفتح مسارات جديدة". وأوضح أن فتح مسارات جديدة سيضيِّع المشكلة ويزيد التشتت.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توقيع اتفاق مصالحة بين تاورغاء ومصراتة برعاية رئيس حكومة الوفاق الوطني توقيع اتفاق مصالحة بين تاورغاء ومصراتة برعاية رئيس حكومة الوفاق الوطني



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار
 العرب اليوم - إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 18:25 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إخلاء تجمع سكني في تل أبيب بعد وقوع حادث أمني

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شمس البارودي تتحدث للمرة الأولى عن رحيل زوجها وابنها

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 10:27 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 10:33 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab