أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أنّها ستطرد الوزراء الذين يثبت تورّطهم بتحرّشات جنسية. وطالبت رئيس مجلس العموم، جون بيركو، بقواعد جديدة صارمة تحكم سلوك النواب، قائلة إنّه لا يمكن التسامح مع المشكلة. وكشفت صحيفة "تلغراف" أن البرلمان البريطاني تداول قائمة بأسماء عشرات النواب المتّهمين بهذه المضايقات. وفي تفاصيل هذه التحرّشات، فإنّ لائحة المتهمين بسلوكيات غير لائقة تضم 36 عضواً من حزب المحافظين، ومنها علاقات مشبوهة مع زملاء مبتدئات ومع نساء عاملات في بيع الجنس.
ولم يتم الكشف عن أسماء المتورّطين جميعهم حتى الآن، باستثناء وزير التجارة الدولية، مارك غارنييه، الذي اعترف بتسمية سكرتيرته لقباً جنسياً وإرسالها لشراء ألعاب جنسية له، فضلاً عن اعتراف رئيس الوزراء السابق، ستيفن كراب، بإرسال رسائل إباحية لفتاة في التاسعة عشرة من العمر بعد أن قابلها لتوظيفها. وأثارت هذه الادعاءات مخاوف في حزب المحافظين من احتمالية زعزعة استقرار الحكومة إن زادت الفضيحة، خاصّة مع ظهور سلسلة من السلوكيات الخاطئة، شملت سبعة من المحافظين الآخرين لم تعلن أسماؤهم بعد.
وشملت هذه المضايقات أو الاتهامات الموجّهة ضدّهم، بحسب ما ذكرتها المواقع البريطانية: وزير حكومة حاليًا، وضع يده على فخذ صحافية وقال كلاماً إباحياً.
ووزير آخر كان على علاقة بمساعدته المبتدئة، واقترح عليها القيام بأمور جنسية نشرت في صحيفة "تلغراف". ونائب أثار جوّا مزعجاً او غير مريح بين موظفات من خلال لمسه إياهن مراراً وتكراراً وإحراجهن بالتعليق على ملابسهم. 4 أعضاء من البرلمان، تصرّفوا بشكل غير لائق تجاه الباحثين الذكور. 12 نائباً تصرّفوا بشكل غير مناسب مع الباحثات. وتم تداول أسماء الوزراء المشتبه بهم بتصرّفات جنسية في "ويستمنستر" لعدة أيّام بشكل سري، وفضّل ضحاياهم التحفّظ عن نشرها إلى العلن. وتعاملت الشرطة مع تسع حالات تحرّش جنسي في البرلمان حتى الآن خلال هذا العام.
من جانبه، قال وزير الصحة، جيريمي هانت، إنّه يدعم قرار ماي بطرد الوزراء الذين تثبت عليهم تهم مضايقات النساء، ولفت إلى سجلها الحافل بالوقوف مع حقوق المرأة. كذلك، نفى مكتب رئيس الوزراء تقريراً يفيد بأنّه يتلقى تحديثات أسبوعية حول الجنح الجنسية في البرلمان. وقالت المصادر إنّ ماي، كانت غير مدركة للادعاءات الموجّهة ضد النواب المحافظين حتى ظهرت في الصحف. كما اتّهم ثلاثة نواب من حزب العمّال ونائباً من حزب آخر بهذه المضايقات. وعلّق حزب العمال عمل النائب، جاريد أومارا، خلال الأسبوع الماضي على خلفية مجموعة من السلوكيات المشبوهة. في المقابل لم تقرّر ماي لغاية الآن طرد كراب الذي اعتذر عن سلوكه بعد أن نشرته صحيفة "ذا صنداي تلغراف". وقال أحد الموظفين البرلمانيين الحاليين إنّ المسألة الرئيسية هي أنّه لا توجد إدارة مستقلة للموارد البشرية يمكنهم أن يشتكوا إليها، وإن الناس يخافون من إلحاق الضرر بحياتهم المهنية إن قدّموا تقريراً عن أي حادث للحزب.
كما يواجه مارك غارنييه، عضو البرلمان عن حزب المحافظين ووزير التجارة العالمية البريطاني، تحقيقات في مزاعم خرق القواعد الحاكمة لعمل الوزراء بتعليمات أًصدرها لمساعدته بشراء لعب جنسية. وتضمنت الادعاءات أنه كان ينادي مديرة مكتبه باسم "الثديين الجميلين"، وفقا لما نشرته صحيفة "ميل أونلاين". لكن وزير التجارة العالمية أكد أنه لم يقصد التحرش بها.
ويحقق مجلس الوزراء في هذا الشأن للوقوف على ما إذا كان هناك أي خرق للقواعد الوزارية أقدم عليه غارنييه الذي لم يرد على طلب من البي بي سي التعليق على تلك المزاعم. يأتي ذلك تزامنا مع خطاب يتوقع أن ترسله رئيسة الوزراء تيريزا ماي إلى جون بيركو، رئيس مجلس العموم، تطالبه فيه بوضع لائحة عقوبات ملزمة لأعضاء المجلس. وقالت كارولين إدموندسون، السكرتيرة السابقة لمكتب غارنييه، لصحيفة "ميل أونلاين" الأحد إن وزير التجارة العالمية أعطاها نقودا لشراء لعبتين جنسيتين من متجر "سوهو" للعب الجنسية.
وتركت إدموندسون العمل مع غارنييه منذ أن طلب منها شراء اللعب الجنسية وبدأت العمل مع وزير آخر. ونسب إليها أن الوزير البريطاني خاطبها بعبارات جنسية صريحة أثناء وجودهما في إحدى الحانات بحضور شهود عيان، قائلا: "لن تذهبي إلى أي مكان يا صاحبة الثديين الجميلين". وأكدت الصحيفة البريطانية أن مارك غارنييه اعترف بتلك الواقعة قائلا: "لن أنكر ذلك، لأني لا أريد أن أتخلى عن الصدق، وسأتحمل مسؤولية الخطأ". وأضاف أن ما فعله ربما يكون بمثابة "سلوك مندثر"، لكنه نفى تماما أن يكون قد قصد به "التحرش". وقال جيريمي هانت، وزير الصحة البريطاني، لـ"بي بي سي" إن التقارير الصحفية التي نشرت عن السلوك غير اللائق من بعض أعضاء مجلس العموم "شيء مرفوض تماما إن صح حدوثه". وبسؤاله عن ثقافة العمل في "ويستمنستر"، قال : "بدأ الوضع يتحسن في السنوات الأخيرة، لكن لايزال أمامنا الكثير لإنجازه في هذا الشأن."
وأضاف: "هناك آباء وأمهات لديهم فتيات يدرسن العلوم السياسية ويأملون في أن تحظى فتياتهم بوظيفة في ويستمنستر، ويريد هؤلاء أن تكون لديهم الثقة الكاملة في أن فتياتهم لن يتعرضن لأنماط السلوك التي نراها اليوم." وقالت ديان أبوت، وزيرة الداخلية في حكومة الظل، لبرنامج أندرو مار في "بي بي سي" إن الثقافة تجاه المرأة في البرلمان تحسنت منذ انتخابها في عام 1987، لكنها أضافت إنه مازال هناك "شوط طويل".
كما انتقدت مايكل غوف، عضو مجلس العموم عن الحزب المحافظ وزير البيئة البريطاني، الذي اضطر للاعتذار يوم السبت بعد أن ألقى مزحة جنسية أثناء لقاء له على تلفزيون "بي بي سي" الأسبوع الماضي، عندما شبه إجراء مقابلة معه من جانب مذيع بي بي سي جون هامفري بأنها أشبه بدخول "غرفة نوم هارفي واينستين". وقالت عضو حزب العمال البريطاني ليز كيندول لـ"بي بي سي" إن هناك أعضاء في الحزب لم يبلغوا عن تعرضهم للتحرش لأن البعض "حثوهم على ألا يفعلوا"، معلنة تأييدها لنظام مستقل بغية الإبلاغ عن التحرش. وطالبت النائبة المحافظة، أنا سوبري بإصدار بيان من مجلس العموم يؤكد فيه أن التعامل مع الشكاوى من هذا النوع يتم بالشكل الملائم.
ونشرت صحيفة "صانداي تلغراف" البريطانية أن ستيفن كراب، الوزير السابق في ويلز، اعترف بأنه أرسل صورا عارية لشابة تبلغ من العمر 19 سنة بعد مقابلة عمل أجراها معها في "ويستمنستر" عام 2013. وأضاف التقرير أن الوزير السابق اعترف بلقاء الشابة عدة مرات، واصفا نفسه بأنه "غبي"، لكنه أكد أن اتصالا جنسيا لم يحدث بينهما. وقال كراب: "أقبل الخوض في أي حديث جنسي، لكنني كنت مخطئا كليًا، وأعتذر عما فعلته." وتقدم كراب باستقالته العام الماضي على إثر تلك الواقعة، لكنه رفض التعليق عليها رغم محاوله بي بي سي التواصل معه للتعرف على المزيد من التفاصيل.
أرسل تعليقك