ترامب يتَّهم المرشحة الديموقراطية بأنها جعلت إيران أقوى وكلينتون تردُّ بأنها ستقضي على البغدادي

أظهر استطلاع للرأي نشر صباح اليوم الخميس، تقدُّم المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون على نظيرها الجمهوري دونالد ترامب، وفقًا لاستطلاع أجرته قناة "CNN" إثر المناظرة التلفزيونية الأخيرة بينهما. واعتبر 52% من المستطلعين أن كلينتون فازت في المناظرة التي جرت الليلة الماضية، فيما حاز ترامب على نسبة 39%.

وكانت المناظرة الثالثة والأخيرة انتهت فجر الخميس بين المرشحين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب كما بدأت، أي بأجواء متشنجة أثارتها الاتهامات المتبادلة بين المرشحين المتنافسين، ولا سيما في القضايا المصيرية التي تناولت العلاقات المتأزمة مع روسيا وإيران على خلفية الأزمة السورية ، الى جانب مسألة البريد الالكتروني الخاص بهيلاري كلينتون وما نشره موقع ويكليكس في هذا الخصوص.
ففي آخر مواجهة مباشرة بينهما قبل عشرين يومًا من الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. دخل المرشحان إلى مسرح جامعة "نيفادا" في لاس فيغاس من جهتين مختلفتين لتجنب المصافحة بينهما، مما يعكس الأجواء المتوترة الناتجة عن الاتهامات الحادة المتبادلة خلال المناظرتين السابقتين. واستمرت المناظرة التي أدارها الاعلامي في شبكة "فوكس نيوز" كريس والاس  90 دقيقة وتابعها عشرات الملايين من الولايات المتحدة والعالم، حيث ألقى كل منهما بكامل أوراقه للتأثير في قرار الناخب الأميركي.

وفي بداية المناظرة، ندد المرشح الجمهوري دونالد ترامب، باتهام المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون له والتي وصفته فيه بأنه دمية لروسيا. وقال ترامب إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تفوق على الرئيس الأميركي باراك أوباما وهيلاري كلينتون في الكثير من القضايا، مشيرًا إلى أن بوتين أذكى من كلينتون في موضوع سورية وفي الكثير من القضايا. وأعلن في الشأن الداخلي أن الاقتصاد الأميركي يعاني بسبب اتفاقيات بيل كلينتون وأوباما السيئة.

وردّت كلينتون بالقول إن الرئيس أوباما ورث أزمة اقتصادية متفاقمة عام 2008 وقد أنقذ اقتصاد البلاد، واتهمت ترامب بتلقي المساعدات من الرئيس فلاديمير بوتين والعمل على تفتيت حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مضيفة أن ترامب يدعم التجسس الروسي على أميركا. وقالت كلينتون: "الحكومة الروسية قامت بالتجسس على أميركا من خلال اختراق رسائل إلكترونية وتسليمها لموقع ويكيليكس". وشددت على  وجوب سد الثغرات في القانون الأميركي التي تسمح للأشخاص بحيازة الأسلحة كلينتون مؤكدة أن ترامب مدعوم من اللوبيات التي تحمل السلاح.

وهاجم المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية السياسة الخارجية لإدارة باراك أوباما في الشرق الأوسط، والتي كانت منافسته هيلاري كلينتون تنفذها، قائلا إنها جعلت إيران أقوى بشكل يستوجب الشكر من طهران. وقال ترامب إن إيران تستولي على العراق وإنها ستكون المستفيد من مشاركة أميركا في معركة استعادة الموصل من داعش. واعتبر أن إيران "ستبعث برسالة شكر" إلى أوباما على هذا الأمر. واعتبر المرشح الجمهوري أن الكثير مما يحدث في حلب هو بسبب خطأ كلينتون، لكنه ذكر أن إزالة الأسد ستكون أسوأ بكثير من بقائه في السلطة.

ولفت دونالد ترامب إلى أن الانتخابات سيتم تزويرها لصالح منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون خلال آخر مناظرة بينهما. وقال ترامب "هذه الانتخابات ستزور وسيتم التلاعب بها"، ورد على سؤال من مدير المناظرة بشأن قبوله بنتائج الانتخابات إذا فازت كلينتون، فقال إنه سينظر في الأمر في حينه، مؤكدا أنه يريد إبقاء "التشويق" بهذا الشأن.

وأثارت الجملة حفيظة كلينتون التي قالت إن "هذا أمر مروع"، وقالت إن ترامب بالحديث عن التزوير كلما تعرض تعرض لضغوط. وأكدت كلينتون إن الولايات المتحدة ستقضي على زعيم داعش أبوبكر البغدادي كما قضت على زعيم القاعدة أسامة بن لادن.  وقالت كلينتون إنها تواصل الضغط من أجل إقامة منطقة لحظر الطيران في سورية، وذكرت أنها لن تدعم زيادة قوات أميركية في سورية والعراق.

وعقب المناظرة مباشرة تمَّ طرح سؤال من فاز في المناظرة، كلينتون أو ترامب؟ وكان الجواب على مواقع التواصل إن الصحافي كريس والاس هو الذي فاز. وكان كثير من الحضور في القاعة وملايين المشاهدين خارجها، يتوقعون أن تكون فرصة ترامب في السيطرة على المناظرة أكبر مع إدارتها من قبل مذيع من "فوكس نيوز" التي تعد فريدة بين وسائل الإعلام الأميركية في عدم معاداتها لترامب.
إلا أن كريس والاس، وربما لإدراكه ذلك، كان شديد الحرص على ضبط الحوار حتى أن نصف الساعة الأول من المناظرة مر دون أي مقاطعة من اي من المرشحين ـ وتحديدا ترامب الذي اعتاد المقاطعة أكثر. كذلك تمكن والاس من إثارة كافة النقاط التي أعدت سلفا للمناظرة في إطار الوقت المحدد ودون جور أي من المرشحين على الآخر في الوقت أو الخروج عن الموضوع. وحرص والاس على التوازن، قدر الإمكان، الذي ربما جعل المناظرة في المحصلة الأخيرة لا تختلف كثيرا عن سابقاتها في التأثير على الناخبين الذين لم يحددوا خيارهم بعد.