أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه على العمل مع الدول المسلمة الحليفة من أجل القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي. وقال فجر اليوم الأربعاء في أول خطاب له أمام الكونغرس: "كما وعدت، فلقد طلبت من وزارة الدفاع تنفيذ خطة لتدمير تنظيم داعش والقضاء عليه، وسنعمل مع حلفائنا، خصوصا أصدقاءنا وحلفاءنا في العالم الإسلامي للقضاء على هذا العدو البغيض".
وأشار ترامب إلى أن "واجبنا هو خدمة وحماية والدفاع عن مواطني الولايات المتحدة. ونحن نتخذا تدابير قوية لحماية أمتنا من الإرهاب الراديكالي." وأعلن أنه "وفقا للبيانات التي قدمتها وزارة العدل، جاءت الغالبية العظمى من الأشخاص المدانين في جرائم تتعلق بالإرهاب منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ايلول 2001 من خارج بلادنا. وشهدنا هجمات في الداخل - من بوسطن إلى سان برناردينو وحتى مركز التجارة العالمي." وأضاف: "شهدنا هجمات في فرنسا، في بلجيكا، في ألمانيا وجميع أنحاء العالم."
وتابع الرئيس الأميركي بالقول: "لا يمكن أن نسمح للإرهاب بأن يتشكل داخل أميركا ونحن لن نسمح لبلادنا أن تصبح مرتعا للمتطرفين." وقال إنه وجه وزارة الدفاع لوضع خطة لهدم وتدمير داعش والذي هو شبكة من عناصر من الهمج الخارجة عن القانون التي تذبح المسلمين والمسيحيين، والرجال والنساء والأطفال من جميع الأديان والمعتقدات." وأضاف سنعمل مع حلفائنا، بما في ذلك أصدقائنا وحلفائنا في العالم الإسلامي، لإنهاء هذا العدو الخسيس من كوكبنا."
وأكد الرئيس الأميركي دعم واشنطن لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، داعيًا شركاء الولايات المتحدة سواء في الناتو أو في الشرق الأوسط أو منطقة المحيط الهادئ، إلى لعب دور مباشر في العمليات الاستراتيجية.
وقال ترامب فجر اليوم الأربعاء في أول خطاب له يلقيه أمام الكونغرس إن الولايات المتحدة تدعم حلف الناتو بقوة، ولكن على شركاء الولايات المتحدة الالتزام بتعهداتهم المالية، و"المساهمة بشكل عادل في تحمل النفقات". وأضاف ترامب: "نحن ندعم الناتو بقوة، التحالف الذي تمت صياغته عبر مصائب الحربين العالميتين، وإسقاط الفاشية، والحرب الباردة التي ألحقت هزيمة بالشيوعية، ولكن على شركائنا أن يلتزموا بتعهداتهم المالية".
وتابع قائلا: "وبناء على نقاشات صعبة وصريحة.. يمكنني القول إنهم قد بدأوا القيام بذلك. وقد بدأت الأموال بالتدفق". وأوضح أن الولايات المتحدة مستعدة لإيجاد أصدقاء وشركاء جدد على أساس المصالح المشتركة.
وفتح الرئيس الأميركي الباب أمام إصلاح واسع النطاق لنظام الهجرة في الولايات المتحدة وتعهد بتخفيضات ضريبية كبيرة للطبقة المتوسطة. وقال ترامب في الخطاب الذي بثه التلفزيون "انتهى وقت التفكير على نطاق ضيق. باتت المعارك التافهة من الماضي."
واستغل ترامب الخطاب لشرح ما يرغب في تحقيقه خلال عامه الأول في السلطة من إصلاح نظام الرعاية الصحية والضرائب وصولا إلى قضايا الحدود ومحاربة الإرهابيين. وقال إن من الممكن إعداد خطة موسعة بشأن الهجرة إذا رغب الجمهوريون والديمقراطيون في الكونغرس في الوصول إلى حل وسط. ولم يذكر تفاصيل تذكر.
وقال ترامب الذي تبنى نهجا متشددا ضد المهاجرين غير القانونيين في حملته الانتخابية في 2016 "أعتقد أن من الممكن إحداث إصلاحات حقيقية وإيجابية بشأن الهجرة.. ما دمنا نركز على الأهداف التالية: تعزيز الوظائف والأجور للأميركيين .. تقوية أمن بلدنا.. وإعادة الاحترام إلى قوانينا."
ودعا الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون إلى إلغاء ووضع بديل لقانون الرعاية الصحية الذي صدر في عهد الرئيس السابق باراك أوباما مع إصلاحات توسع الخيارات المتاحة وتزيد الاستفادة بالرعاية الصحية وتقلص التكاليف وذلك وفق مقتطفات من الخطاب. وأعلن الرئيس الأميركي أيضا أن إدارته تعد مقترحا بتخفيضات ضريبية للشركات وتخفيضات ضريبية "هائلة" للطبقة المتوسطة.
ووعد بتخصيص تريليون دولار من الاستثمارات العامة والخاصة من أجل تطوير البنية التحتية في الولايات المتحدة، منتقدا الإدارات الأميركية السابقة لإنفاق 6 تريليونات دولار بالشرق الأوسط في الوقت الذي تفككت فيه البنية التحتية داخل الولايات المتحدة.
وقال إن "بهدف بدء إعادة إعمار البلاد، سأطلب من الكونغرس الموافقة على التشريعات التي ستطلق استثمارات بقيمة تريليون دولار في البنية التحتية في الولايات المتحدة، وسيتم تمويلها بفضل رؤوس أموال من القطاعين العام والخاص، وهو ما سيخلق ملايين الوظائف".
وأضاف أن "أميركا أنفقت زهاء 6 تريليونات دولار في الشرق الأوسط، في حين تفككت البنية التحتية لدينا. بتلك التريليونات الستة من الدولارات كان بإمكاننا إعادة بناء بلدنا مرتين وحتى 3 مرات لو كان لدينا زعماء يملكون القدرة على التفاوض"، من دون أن يخوض في مزيد من التفاصيل حول شروط هذه الخطة الاستثمارية.
وذكرت وكالة "أسوشييتد برس" نقلا عن مسؤولين أميركيين لم تكشف أسماءهم أن الأمر الجديد الذي سيصدره الرئيس دونالد ترامب بشأن السفر والهجرة سيستثني دولة واحدة من الدول السبع التي طالها القرارا في البدء، وهي العراق.
وأضافت الوكالة، الثلاثاء، أن أربعة مسؤولين قالوا إن القرار يأتي بعد ضغوط من وزارتي الدفاع والخارجية، مشيرة إلى أن الوزارتين حثتا البيت الأبيض على إعادة النظر في ضم العراق إلى القائمة نظرا لدوره الرئيسي في الحرب على تنظيم داعش. ومن المنتظر أن يوقع ترامب الأمر الجديد، اليوم الأربعاء.
وكان الأمر الذي أصدره ترامب في 27 يناير/كانون الثاني قد أثار حالة من الفوضى في بعض المطارات داخل الولايات المتحدة وخارجها وتسبب في احتجاجات دولية وشكاوى من شركات أميركية وواجه أكثر من 12 طعنا أمام المحاكم.
أرسل تعليقك