دبي ـ جمال أبو سمرا
تشهد العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الاثنين، احتفالاً ضخماً بتسليم توصيات "مؤتمر الحوار الوطني" إلى الرئيس عمر البشير الذي اطلقه قبل أكثر من عامين،بعدما أجازت الجمعية العمومية في جلستها الإجرائية الأحد،جميع التوصيات، لينتهي بذلك حوار امتد منذ يناير/كانون الثاني 2014 وبدأ بخطاب الوثبة الشهير.
وقال الرئيس عمر البشير إن الحوار يعتبر تجربة يحتذى بها، معلناً عن تلقيه اتصالاً من زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي قبل لحظات من انطلاق الجلسة، قال له فيه إن مكانه الطبيعي في الحوار. وأشاد بتوافق مؤتمر الحوار والوصول الى مرحلة إجازة التوصيات في الجلسة الإجرائية.
وأضاف البشير، أن المتحاورين بمختلف منطلقاتهم السياسية والفكرية والثقافية وافقوا على كافة التوصيات التي تم التوصل إليها في المناقشات والمداولات في قضايا المحاور الستة. واعتبر الحوار الوطني من إبداعات الشعب السوداني الذي يتفق في اللحظات الحاسمة، مشيراً إلى أن الحوار خير وبركة للبلاد، وتعهد ببذل الجهود لدعوة الممانعين للانضمام إليه.
وتلا الأمين العام للحوار هاشم علي سالم التوصيات، وقال إن رسالة وصلته من الصادق المهدي أيضاً، أكد فيها أن توصيات الحوار إذا طبقت بسلاسة ستفتح الطريق لحكم ودستور قومي، وأن البلاد في حاجة ماسة لوقف الحرب وتحقيق السلام. وأضاف سالم رداً على رسالة المهدي "إن مكانك شاغر وليس هناك ما يدعو لأن تكون بعيداً".
وتناولت توصيات الحوار ستة محاور أساسية وهي: محور السلام والوحدة، ومحور الاقتصاد، إلى جانب محور الحريات والحقوق الأساسية، ومحور الهوية، ومحور العلاقات الخارجية، ومحور قضايا الحكم وتنفيذ مخرجات الحوار.
وتمحورت التوصيات النهائية في خريطة طريق شددت على التأسيس الدستوري والسياسي والمجتمعي في إطار توافقي بين السودانيين لينشئ دولة عادلة وراشدة ونظاماً سياسياً فاعلاً. وأمنت على التعاون والتناصر بين جميع السودانيين لتجاوز أزمات البلاد كافة والتوافق على دستور وتشريعات قانونية تكفل الحرية والحقوق والعدالة الاجتماعية والاتفاق على نظم مستقلة لحماية تلك الحقوق. وتم التوافق على التشريعات والإجراءات الضرورية لقيام انتخابات عادلة ونزيهة تحت إشراف مفوضية مستقلة سياسياً ومالياً وإدارياً.وحددت الوثيقة جملة من مطلوبات تهيئة المناخ عبر إجراءات لبناء الثقة وأولى خطواتها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين كافة وكفالة الحريات السياسية والتأمين الكامل على حرية التعبير والنشر.
وتجري الترتيبات النهائية لانعقاد الجلسة الختامية لمؤتمر العام للحوار الوطني اليوم، التي سيتم خلالها التوقيع النهائي على الوثيقة وتسليمها مع التوصيات للرئيس البشير.
وأكدت مصادر رسمية، حضور رؤساء مصر وموريتانيا التي غادر رئيسها محمد ولدعبدالعزيز أمس إلى الخرطوم وتشاد ويوغندا ورئيس الاتحاد الإفريقي ومبعوثين من الصين وروسيا، بالإضافة للامين العام للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وممثلين للأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية .
أرسل تعليقك