اعترضت منظومة الدفاع الجوي لقوات التحالف العربي في اليمن، صاروخًا بالستيًا أطلقته مليشيات الحوثيين وصالح على مأرب، ويأتي الاعتداء الحوثي، بعد يومين من مقتل 28 حوثيًا و12 من قوات الشرعية، في العملية العسكرية التي أطلقت من قبل الجيش الوطني اليمني، لاستعادة السيطرة على مديرية بيحان في محافظة شبوة.
وشنّ الجيش الوطني شنّ هجومًا من محورين على مواقع المليشيات، وبغطاء جوي من مقاتلات التحالف العربي، وتمكن من استعادة عدة مواقع محرزًا تقدمًا نوعيًا. وأجبرت قوات الشرعية المتمردين على الفرار من مواقعها. واحتدمت المعارك، في جبهة القتال في مديرية نهم في شرق العاصمة صنعاء، وسط غارات مكثفة ومتواصلة لطيران التحالف العربي، لاستعادة الشرعية في اليمن، على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
وأكد مصدر عسكري يمني، أن الغارات دمرت عددًا من الأطقم والمدرعات التابعة للانقلابيين في نهم وفي صنعاء، أثناء محاولة إخراجها من بعض المخازن والمعسكرات. وقال عبد الله الشندقي، المتحدث باسم مقاومة صنعاء، إن معنويات المقاتلين ارتفعت بعد النتائج العسكرية الكبيرة التي تحققت خلال الأيام القليلة الماضية، وأضاف أن "الانتصارات التي حققها الجيش مسنودًا بالمقاومة وطيران التحالف خلال الأيام الماضية، كان لها أثر بالغ في تحفيز المقاتلين ورفع معنوياتهم".
وفي ظل استمرار القتال في نهم، أعلن عدد من الضباط والجنود المنتمين لما كان يعرف بـ"الحرس الجمهوري"، التحاقهم بصفوف الشرعية وتأييدهم لها. ويتزامن ذلك، مع أنباء عن تحركات لقبائل الطوق المحيطة في العاصمة صنعاء؛ أبرزها رفضها الدفع بمزيد من أبنائها للقتال في صفوف الميليشيات، الأمر الذي دفع الانقلابيون إلى نشر سيارات تحمل مكبرات صوت في العاصمة صنعاء، لتحض المواطنين على الدفع بأبنائهم إلى الجبهات في شرق صنعاء.
وكان نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر دعا قبائل الطوق وكل المواطنين في صنعاء؛ العاصمة والمحافظة، إلى مشاركة قوات الجيش عملية تحرير صنعاء وبقية المناطق، إثر زيارته، قبل أيام، إلى الخطوط الأمامية في جبهة نهم. ويقول الشندقي إن المعارك في جبهة نهم تسير بوتيرة عالية وحماس منقطع النظير لدى المقاتلين، بالتزامن مع انطلاق المعارك في المحور الجنوبي صرواح، وفي محور الجوف، وإن كل هذه المحاور تعمل بوتيرة عالية وبتنسيق دقيق للتحرك صوب صنعاء. وتزامنت معارك نهم مع معارك مماثلة وعنيفة في جبهتي هيلان والمخدرة بمحافظة مأرب. وسيطرت قوات الجيش اليمني على عدد من المواقع في الهجوم المباغت الذي نفذته، وأشارت المصادر الميدانية إلى أن العمليات العسكرية في غرب مأرب، تهدف إلى إنهاء وجود الميليشيات في تلك المناطق، للانتقال مباشرة نحو محافظة صنعاء وفتح جبهة جديدة في شرق العاصمة.
وبعد معارك ومواجهات عنيفة خاضتها قوات الجيش اليمني مع الميليشيات في مديرية عسيلان ومناطق تربط العلياء بعسيلان شمال غربي شبوة، سقط جبل حيد بن عقيل الاستراتيجي المطل على مناطق المديرية في يد قوات الشرعية، وسط تقدم كبير على الأرض لقوات الجيش، ومن شأن ذلك أن يعجل بتحرير ما تبقى من مناطق المديرية النفطية. وقال عسكريون، إن إحكام قوات الجيش اليمني كامل السيطرة على جبل حيد بن عقيل الاستراتيجي يعدّ بمثابة السيطرة الكاملة على الجبهة الشرقية؛ بل استعادة كامل مديرية عسيلان ومدينة النقوب، لأن عسيلان الاستراتيجية ترتبط بثلاث محافظات حيوية هي حضرموت ومأرب والبيضاء. وقال العميد علوي الحارثي، قائد "اللواء 19 مشاه" في عسيلان، إن المعارك تزداد ضراوة مع ميليشيات الحوثيين وصالح وسط ثبات قوات الجيش اليمني في السيطرة على المواقع المحررة خلال الساعات الـ48 الماضية، مشيرًا إلى أن المعارك ما زالت مستمرة وسط تقدم للشرعية في بيحان وعسيلان. ولفت العميد الحارثي إلى أن الميليشيات تكبدت خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، مؤكدًا أن المواجهات بين قوات الجيش اليمني؛ والميليشيات، في مديرية عسيلان شمال غربي محافظة شبوة، تتركز في حيد بن عقيل وبيت منقوش ودار آل منصر ومحطة لحجن والخضير ومنظور وشميس.
وأكد قائد "اللواء 19 مشاه" أن المواجهات مع الميليشيات تشتد في مديرية عسيلان، وفيها يوجد "اللواء 19"، وأيضا "اللواء 21"، الذي يخوض المعارك في جبهات العلم والسليم، بينما تخوض قوات "اللواء 26" معاركها في جبهات الساق والمذلقة. وقال العميد الحارثي إن المعارك تتركز في مديرتي العليا وعسيلان فقط، وأجزاء كبيرة منها في يد قوات الجيش اليمني والمقاومة، في وقت تضم فيه بيحان 3 مديريات؛ هي: العليا وعسيلان وعين، بالنسبة لمديرية عين، فهي تحت سيطرة قوات الشرعية بالكامل، والعليا أغلب مساحتها بيد الجيش، والمعارك مستمرة في عسيلان بقوة".
وكشف القائد العسكري اليمني أن ميليشيات الحوثي وصالح ارتكبت جريمة شنيعة، إذ أقدمت في جبهات عسيلان على تفخيخ جثة أحد قتلى الجيش، وعندما تقدم جنود "اللواء 19"، لحمل رفيقهم، انفجرت الجثة وأصيب عدد من الجنود، وهذه جريمة تؤكد مدى خسة هذه الفئة الباغية المدعومة من إيران لتنفيذ المشروع الفارسي الذي تصدى لإسقاطه ملك الحزم سلمان ومعه دول التحالف العربية.
وتواصل قوات الجيش اليمني زحفها نحو القصر الجمهوري، وتشدد حصارها المطبق على الميليشيات، وبعد معارك عنيفة، اقتربت قوات الجيش بشكل كبير من تحرير التشريفات من الميليشيات الانقلابية والسيطرة على عدد من المباني التي تتمركز فيها قوات الحوثي وصالح، علاوة على تطهير جزء كبير من مبنى البنك المركزي الجديد المتاخم للتشريفات والقريب من القصر الجمهوري. وبينما تتواصل المعارك العنيفة على أشدها في الشرقية؛ حيث أصبحت قوات الجيش قريبة من السيطرة على معسكر التشريفات، بخاصة بعدما سيطرت على عدد من المباني، ومنها مبنى «مستشفى الكندي»، ولا يفصل قوات الجيش عن المعسكر سوى شارع واحد؛ صعدت الميليشيات قصفها على الأحياء السكنية في مدينة تعز وقرى مقبنة، غرب المدينة، بمختلف الأسلحة وبمضادات الطيران، وسقط على أثره قتلى وجرحى من المدنيين.
وباشرت ميليشيات الحوثي وصالح عملية حصار جديدة على أهالي مديرية المسراخ، جنوب تعز، وعلى سكان صبر. وتواصل الميليشيات الانقلابية حصارها المطبق على جميع مداخل المدينة وتمنع دخول المواد الغذائية والدوائية والطبية والإغاثية، بالتزامن مع استهدافهم حركة السير في طريق نقيل هيجة العبد؛ الشريان الرئيسي الواصل بين عدن وتعز. وأعلن شهود عيان بأن الميليشيات أقدمت على قطع طريق الصرم - وادي الحسين، الذي يربط بين سوق مديرية خدير وعزلة الأقروض في مديريات المسراخ وسامع وصبر الموادم، ومنعت تحرك المواطنين في السوق، بعدما لجأ الأهالي لهذا الطريق للوصول إلى قراهم في المديريات الثلاث، بعد إغلاق ميليشيات الحوثي وصالح معبر غراب في مدينة تعز.
أرسل تعليقك