حققت قوات الجيش الليبي في مدينة صبراتة نجاحًا في دحر المليشيات المسلحة التابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي، محكما سيطرته على أحياء ومناطق واسعة بالمدنية الساحلية الواقعة غربي العاصمة طرابلس. وأفشلت القوات التابعة لـ"غرفة عمليات مكافحة داعش" محاولة يائسة للميليشيات التي حاولت الهجوم على الغرفة المشكلة قبل أشهر لمحاربة التنظيم الإرهابي في المدينة.
كذلك نشرت القوات الخاصة "الصاعقة" عربات ومدرعات وسيارات مسلحة في الطرق الرئيسية للمساهمة في ضبط الأمن في مدينة بنغازي شرق البلاد. وقال مسؤول مكتب الإعلام بالقوات الخاصة رياض الشهيبي في تصريح اليوم الأربعاء، إن نشر دوريات جاء دعمًا للمؤسسة الأمنية لضبط وحفظ الأمن في مدينة بنغازي، فضلًا عن نشر دوريات عسكرية بضواحي المدينة الأثنين.
وأوضح الشهيبي، أن أمر القوات الخاصة العميد ونيس بوخمادة كان يباشر نشر الدوريات بحضور رئيس قسم النجدة المقدم جمال العمامي المكلف بتنفيذ الخطة الأمنية ببنغازي، واعطى تعليمات مباشرة وصارمة للدوريات العسكرية التابعة للقوات الخاصة للضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه لزعزعة أمن واستقرار مدينة بنغازي وحفظ أمن المواطن ، ومساندة عناصر الأمن من شرطة ومرور.
وأضاف قائلًا: إن بوخمادة أصدر أوامر بضبط كل مخالف للقوانيين مهما كانت صفته والجهه التي يتبعها واتخاذ كافة الاجراءات القانونية حيالهم، مؤكدًا أن ضبط وحفظ الأمن في بنغازي خطوة مهمة واستكمالًا للحرب على الأرهاب.
وأطلق الجيش عملياته ضد التنظيمات المتطرفة بعد تكرار الاستفزازات والمضايقات على التمركزات والبوابات التابعة له، حسب بيان عسكري أدلى به. وأضح البيان، أن تدخل غرفة عمليات محاربة داعش جاء بعد "محاولة البعض تصوير هذه المليشيات وكأنها مساوية لهذه الغرفة وينازعها الشرعية".
ووصف البيان حقيقة هذه المليشيات، ومحاولتها في اتخاذ صبغة قبلية وتحت تصرف أفراد وعائلات بعينها، "وما تقوم به من أعمال لتهريب الوقود وتهريب البشر والسيطرة والتمركز في ممتلكات الدولة من المصارف إلي المصائف والغابات وإستغلال المحاجر وغيرها من المصالح والممتلكات الخاصة والعامة".
وحذر الجيش الليبي من أن وجود هذه الأجسام الهزيلة لا يمكن أن يسمح بقيام مؤسسات حقيقية قادرة على خدمة الناس وتوفير الأمن والأمان لهم، فضلاً عن كون هذه الأجسام بحكم طبيعتها غير قادرة على ذلك فإنها تحاول عرقلة كل جهد لبناء مؤسسات الدولة نحو الأفضل.
وكشف البيان المحاولات المبذولة من قبل هذه المليشيات وداعميها في إزاحة القوات الليبية من المشهد الأمني وانسحابها خارج المدينة، ومحاولة إرهابها لتكريس الفوضى عبر المضايقات والاستفزازات. إضافة إلى محاولات المساوات بين الغرفة والتشكيلات الغير منضبطة والمتمثلة في مليشيا أحمد الدباشي (الملقب بالعمو) ومليشيا عصام الغول. وانتقد البيان المجلس البلدي الذي تناسى ما تقوم به هذه المليشيات من تجاوزات وتهريب وغيرها، ما انعكس على الواقع الأمني والمعيشي لعامة الليبيين وخصوصاً في المدن المجاورة.
كما انتقد تجاهل المجلس "الاحتجاج على التقارير الصحفية في وسائل الإعلام العالمية والمحلية حول جلوس الطرف المقابل مليشيا أحمد الدباشي وتفاوضه مع دول أجنبية وربما إستلام أموال طائلة منها وهو ما يُعد جريمة بكل المقاييس تمس بالأمن القومي الليبي".
البيان طالب المجلس الرئاسي بالتدخل و"معالجة الخطأ الفادح الذي ارتكبه السيدان رئيس الأمن المركزي وجهاز الهجرة الغير شرعية بحكومة الوفاق والمتمثل في الجلوس مع مليشيا أحمد الدباشي ومحاولة إضفاء الشرعية عليها رغم أنها المسؤل الأول عن عمليات تهريب الهجرة الغير شرعية التي حصلت طيلة السنوات الماضية , فكيف يكون حاميها حراميها . كما يقول المثل".
وأوضح البيان أن مليشيا أحمد الدباشي الملقب بـ"العمو" تعتبر أحد الذين تستروا على قيادات تنظيم داعش لتمييع العديد من عمليات القبض عليهم وأبرزهم ابن عمه عبدالله الدباشي، كما أن هذه المليشيا تقوم باستغلال الأجانب الأفارقة من الهجرة الغير الشرعية وتستغلهم كمرتزقة وقد تم ضبط بعض الحالات وهو ما أثبت ذلك لدينا بالدليل القاطع. ودعا أهالي صبراته إلى وضع حد للمليشيات حتى يعود الاستقرار ويترك الشأن العسكري والأمني للجهات الرسمية ذات العلاقة، مؤكدا أنه و "بناء على ما سبق فإن الغرفة لا ترى مانع من وقف إطلاق النار وفقا للشروط والضوابط التي ترى الغرفة بأنها في مصلحة المدينة وأهلها".
وفي نيويورك أُعلن أن وزير الخارجية، سامح شكري عقد جلسة مباحثات مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، تناولت عددا من الموضوعات على رأسها التعاون الثنائي، ومكافحة الهجرة غير النظامية واجتماع العسكريين الليبيين بالقاهرة، ضمن “جهود توحيد الجيش الوطني الليبي. وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد أن “شكري أعرب خلال اللقاء عن الاهتمام بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي في موضوعات الهجرة، مع أهمية التركيز على الأبعاد التنموية والأسباب الجذرية لظاهرة الهجرة غير النظامية بوصفها الضمانة الحقيقية لإيجاد حل مستدام لهذه الظاهرة، مبرزا في هذا الصدد الجهود الضخمة التي تقوم بها مصر فيما يتعلق بضبط وإدارة الحدود والأعباء المترتبة على استقبال وإعالة اللاجئين والمهاجرين في مصر.
وأوضح أبو زيد، أن “المباحثات تناولت بشكل مفصل عددا من الملفات الإقليمية، حيث استعرض وزير الخارجية الجهود التي تقوم بها مصر لتقريب مواقف الأطراف الليبية المختلفة، والنتائج الإيجابية المتمخضة عن اجتماعات العسكريين الليبيين في القاهرة مؤخرا بدعوة من اللجنة الوطنية المعنية بمتابعة الملف الليبي برئاسة الفريق محمود حجازي رئيس أركان القوات المسلحة، مشيرا إلى أن جهود توحيد الجيش الوطني الليبي هدف أسمي يسعي الجميع الي تحقيقه لتوحيد جهود استعادة الاستقرار الي ليبيا والقضاء على الإرهاب”.
أرسل تعليقك