أكد مصدر عسكري يمني في تعز، أن قوات الجيش والمقاومة تمكنت من تطهير "حي الجحملية" بشكل كامل، إضافة إلى مواقع عديدة شرق المدنية من عناصر ميليشيات "الحوثي وصالح". ونشر ناشطون مقطع فيديو يظهر فيه شبان من الجيش والمقاومة الشعبية وهم يحتفلون ويرددون الهتافات في حي الجحملية شرق مدينة تعز، بعد تحريره من سيطرة الحوثيين. وردد المحتفلون هتافات "الشكر لله امتناناً على ما تحقق من نصر عسكري كبير".
واستعادت قوات الجيش والمقاومة الشعبية أجزاء واسعة من شرق مدينة تعز من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح. وأكد مصدر ميداني استعادة السيطرة على مواقع عديدة في حي القصر الجمهوري تحصنت فيها الميليشيات خلال الأشهر الماضية.
وأبرز هذه المواقع المستشفى العسكري ومقر التموين العسكري ومدرستا النجاح وأسماء ومبنى المركز الثقافي.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والمقاومة من جهة وعناصر الميليشيات الانقلابية من جهة أخرى على أسوار القصر الجمهوري ومعسكر قوات الأمن الخاصة في تعز.
وأعلن قائد المقاومة الشعبية في الجبهة الغربية في تعز عبده الصغير، عن مقتل أكثر من 30 مسلحًا من الميليشيات الانقلابية بينهم قيادات كبيرة، وأسر ثمانية آخرين والسيطرة على نحو 23 موقعا إستراتيجيا في معارك خلال الساعات الماضية. وأكد الصغير أن ميليشيات الانقلابيين تعاني حالة انهيار على مختلف الجبهات.
وعزا النجاحات التي حققها الجيش والمقاومة في مختلف جبهات شرق وجنوب تعز إلى التنسيق المتكامل مع التحالف العربي جوًا وبرًا وتقديمه الدعم اللوجستي المتمثل بالتعزيزات العسكرية، بما فيها كاسحات الألغام. وقال الصغير إنه تم تطهير 23 موقعا، بينها نحو خمسة منازل عسكرية تابعة للمخلوع علي صالح كانت تتخذ مركزا لإدارة العمليات ضد المدنيين، والمستشفى العسكري، وحي صالة بالكامل، لافتا إلى التحام جبهتي ثعبات والجحملية لأول مرة. واعتبر أن استهداف الميليشيات الأحياء المدنية بشكل عشوائي مؤشر على حالة الانهيار التي تعيشها على خلفية الضربات الموجعة للجيش والمقاومة.
وحول الوضع في الجبهة الجنوبية لمدينة تعز، أوضح قائد المقاومة أن الجيش الوطني سيطر على منطقة الأكبوش في مديرية حيفان، والعمليات تجري حاليا في مديرية الصلو التي شارفت على التطهير، كما تم تحرير منطقتي القرن الشامي، وقرن غراب. ولفت إلى أن قتلى الميليشيات بالعشرات بينهم قيادات كبيرة أبرزهم القائد الميداني لجبهة حيفان "أبو زناد" و"أبو زيد الشامي" مشرف الحوثيين في القصر الجمهوري في تعز، مؤكدا أن تفخيخ الميليشيات الانقلابية الطرقات والمنازل لن يثني الجيش والمقاومة عن التقدم وتطهير المواقع.
وعلى جبهة ميدي الساحلية شمال عربي محافظة حجة استعادت قوات الجيش والمقاومة - وبدعم جوي من طائرات التحالف - مواقع كانت الميليشيات الانقلابية قد تمركزت فيها خلال الفترة الماضية.
وفي محافظة البيضاء وسط اليمن تواصلت الاشتباكات في مديرية ذي ناعم أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، في حين قصفت طائرات التحالف مواقع للميليشيات في نفس المنطقة.
وفي محافظة الجوف استعادت قوات الجيش والمقاومة الشعبية مواقع مجاورة لمعسكر حام، فيما تدور مواجهات في محيط جبل الصلاطح بمديرية البقع شمال شرقي محافظة صعدة أسفرت عن مقتل وجرح عناصر من الميليشيات.
وأعلن المتحدث باسم جماعة "الحوثي" ورئيس وفدها التفاوضي، محمد عبد السلام، أن "مبادئ اتفاق مسقط، التي تم التوقيع عليها لحل النزاع اليمني، عامة وليست تفصيلية". وأضاف في تصريحات لقناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، مساء الأربعاء، إن "التفاصيل ستوضع للنقاش، الذي من المفترض أن يبدأ خلال مشاورات السلام، أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري". وشدد على ضرورة أن "يكون النقاش واضحاً في فترة زمنية محددة، تنتهي بإيجاد حل سياسي".
ولفت عبد السلام الى أنه "بعد التوقيع على مبادئ اتفاق مسقط، مع ممثلي حزب المؤتمر الشعبي العام ، أصبح الدور الآن عند الوسيط العُماني للتواصل مع الأميركيين، ومن ثم معهم"، في إشارة للتحالف العربي. وأوضح أن هذا الدور "من أجل تحديد الخطوات اللازمة لاستكمال هذا المسار".
وأكدت جماعة "الحوثي" أنها مستعدة لوقف القتال في اليمن والانضمام الى حكومة وحدة وطنية. وأشار محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي للجماعة إلى أن السعودية "وافقت على مبدأ وقف الحرب"، لكن لم يصدر أي تأكيد رسمي من الرياض. وقال البخيتي، ردا على سؤال لوكالة "رويترز" بشأن مبادرة وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول وقف القتال، أن "موقفنا كان ولا يزال مع وقف الحرب وتشكيل حكومة وحدة وطنية تستوعب جميع المكونات السياسية، وبالتالي لا جديد في موقفنا". وأضاف البخيتي: "الجديد هو في موقف السعودية التي وافقت على مبدأ وقف الحرب على أساس أنها أحد أطراف الصراع".
وكانت الزيارة، التي قام بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى مسقط، الاثنين الماضي، تكللت بالإعلان عن اتفاف على خارطة حل جديدة للأزمة اليمنية. وتنص مبادئ اتفاق مسقط، التي نشرتها القناة، على "موافقة الحوثيين وحزب صالح على الالتزام ببنود اتفاق 10 أبريل/نيسان الماضي الخاص بوقف الأعمال القتالية، اعتبارا من 17 نوفمبر/تشرين الثاني اليوم الخميس، شريطة التزام الأطراف الأخرى بالالتزامات نفسها، وإرسال ممثلين للمشاركة في اجتماعات لجنة التهدئة والتنسيق في منطقة ظهران الجنوب السعودية".
وذكرت القناة أن المبادئ تنص أيضا على "الموافقة على خارطة الطريق التي قدمها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد شيخ أحمد، بالانسحاب من صنعاء قبل تشكيل الحكومة، وكذلك التزامهم بالعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية في مدينة صنعاء قبل نهاية العام 2016".
وأعلن كيري، الأربعاء، موافقة الحوثي على عدم التصعيد، والقبول بخارطة طريق تتضمن التسلسل الذي قدمه ولد الشيخ أحمد، كأساس للتفاوض من أجل إنهاء القتال الدائر باليمن.
وفي بيان نشره الحساب الرسمي للخارجية الأمريكية، على موقع "تويتر"، قال كيري "التقيت ممثلي الحوثيين في مسقط، ووضعنا برنامجا لمحاولة التقدم في المفاوضات، حيث وافقوا على شروط وقف النار في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري اليوم الخميس إن التزمت الأطراف الأخرى .
ولم يٌعلن، حتى مساء الأربعاء، عن توقيت محدد لبدء وقف القتال الذي من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ الخميس. كما أن التحالف العربي، لم يعلن رسمياً موقفه من اتفاق مسقط، وقرار وقف إطلاق النار، كما لم يصدر أي موقف رسمي من قبل "الحوثيين" في هذا الصدد.
وفي وقت سابق، رحب المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ بهذا الاتفاق؛ وهو ما يعني أن الاتفاق تم بعلم الأمم المتحدة. لكن وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، اعتبر أن تصريحات كيري "لا تعني الحكومة الشرعية في اليمن"، لأنه لم يتم إعلام حكومته بما تم من اتفاقات في مسقط.
أرسل تعليقك