غزة ـ محمد حبيب
توفي فجر الأربعاء الرئيس السابق لإسرائيل شمعون بيريز عن عمر يناهز (93 عاما).وكان بيرز يعالج منذ أسبوعين في مستشفى "تل هشومير" إثر نزيف دماغي أُصيب به، وقبل رئاسته للدولة، شغل بيريز مناصب عدة خلال سبعة عقود شملت منصب رئاسة الحكومة ثلاث مرات. كما عمل وزيرا للخارجية والمالية في حكومات متعاقبة.
وفي عام 1994 مُنح جائزة "نوبل للسلام" مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الراحل اسحق رابين عقب توقيع "اتفاقية أوسلو" بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وتوفي بيريز في المستشفى بالقرب من تل أبيب في وقت مبكر من صباح الأربعاء، وحوله أفراد عائلته.وأدخل وحدة العناية المركزة في مركز "شيبا" الطبي بعد أن تعرض لجلطة كبيرة في 13 سبتمبر/أيلول الجاري. ولم يكن والدا بيريز يهوديين متشددين، لكنه هو درس التلمود في صغره على يد جده، وأصبح ملتزمًا دينيًا.
وفي عام 1934، انتقلت الأسرة إلى فلسطين، التي كانت تقع تحت الانتداب البريطاني آنذاك، لتلحق بالأب الذي كان قد هاجر قبل عامين، واستقر في تل أبيب. وتخرج بيريز في مدرسة الزراعة، وعمل في المعسكرات الزراعية (الكيبوتز). وانخرط في العمل السياسي وكان في سن 18 عاما عند انتخابه سكرتيرا للحركة العمالية الصهيونية.
وفي عام 1947، عينه رئيس وزراء المؤسس لإسرائيل، ديفيد بن غوريون، في منصب المسؤولية عن الأفراد وصفقات الأسلحة في الميليشيات الصهيونية التي عُرفت باسم "الهاغاناه"، وكانت نواة الجيش الإسرائيلي لاحقا. واستطاع إبرام صفقة مع فرنسا لإمداد الدولة الوليدة بطائرات "ميراج" المقاتلة، وكذلك تأسيس منشأة نووية سرية في ديمونة.
وانتُخب بيريز عضوا في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) عام 1959، عن حزب "مابي"، الذي انبثقت عنه الحركة العمالية الحديثة في إسرائيل. وعُين آنذاك نائبا لوزير الدفاع، واستقال لاحقا عام 1965 بعد الاشارة اليه في سياق تحقيق اعيد فتحه في عملية "سوزانا"، وهي خطة إسرائيلية لقصف أهداف بريطانية وأميركية في مصر عام 1954 في محاولة للتأثير على بريطانيا لعدم سحب قواتها من سيناء. وكشفت مراجعة التحقيق الأصلي عن عدم اتساق الشهادات. ونرك كل من بيريز وبن غوريون حزب "مابي" لتأسيس حزب جديد.
وكان بيريز وزيرًا للدفاع في عام 1976 حينما حوَّل مختطفون فلسطينيون طائرة من إسرائيل إلى مطار "عنتيبي" في أوغندا، وأشرف على عملية إنقاذ ناجحة لأكثر من 100 رهينة.
وبعد أن كان في السابق أحد أنصار بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، أصبح بيريز لاحقا أحد دعاة السلام البارزين، بل ومتحدثًا عادة عن الحاجة لقبول تنازلات أمام المطالب الفلسطينية بالحق في الأراضي، واستمر في أداء دور بارز على الساحة السياسية حتى سن الشيخوخة، وكان ذلك في أغلب الأحيان من خلال "مركز بيريز للسلام" غير الحكومي، والذي يشجع على تحسين العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال في تصريح له عام 2013 إنه "لا يوجد بديل للسلام، وليس هناك اي معني للحرب." وشغل بيريز منصب رئيس البلاد لمدة سبعة أعوام، حتى استقال عام 2014، وكان آنذلك أكبر الرؤساء سنًا في العالم.
ونعى الرئيس الأميركي باراك أوباما صباح اليوم الأربعاء، الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، الذي توفي فجرًا، مؤكدا أنه "لم يكف يوما عن الإيمان بإمكانية إحلال السلام".وقال باراك أوباما: "ننضم أنا وميشال إلى كل الذين يكرمون في إسرائيل والولايات المتحدة والعالم أجمع الحياة الاستثنائية لصديقنا العزيز شيمون بيريز، أحد الآباء المؤسسين لدولة إسرائيل ورجل الدولة الذي اعتمد في التزامه من أجل الأمن والبحث عن السلام على قوته المعنوية الثابتة وتفاؤله الراسخ".
أرسل تعليقك