كشف تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" بريطانية، عما أعلنته كييف من أن روسيا يمكن ان تستخدم تدريبات عسكرية مثيرة للجدل بالقرب من حدود حلف شمال الاطلسى للقيام بعملية احتلال لأراضٍ في البلقان، كما فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالنسبة الى شبه جزيرة القرم. وقالت كييف إن الحرب المشتركة مع مؤيدي الكرملين يمكن أن تكون قناعا يؤدي إلى استيلاء قوات موسكو على الأراضي في واحدة من المناطق الأكثر ضعفا في الغرب، وهو ما يخشاه المسؤولون الأوكرانيون. ويمكن لمثل هذا السيناريو أن يرى محاولة للاستيلاء على الأراضي في بولندا وليتوانيا - سواء في الناتو - لربط الجيب الروسي كالينينغراد، على بحر البلطيق، مع حليفتها روسيا البيضاء.
وقد اعربت القوات المسلحة الاوكرانية عن مخاوفها بعد ان مطالبة حلف "الناتو" بمزيد من المراقبين العسكريين فى التدريبات العسكرية التي تستمر اسبوعا فى "زاباد 2017 " والتي من المقرر ان تبدأ في 14 سبتمبر/أيلول. وتستند مباريات الحرب على هجوم غربي على القوات البيلاروسية والروسية من الأراضي في بولندا وليتوانيا. وقالت موسكو ومينسك ان اجمالى 12700 جندي سيشاركون في المناورات، بيد ان الناتو يخشى ان يكون الرقم الحقيقي 70 الف جندي او اكثر.
وأعلنت بيلاروس الجمعة، أسماء وهمية غريبة من البلدان التي سوف تشارك في الهجوم المفترض خلال مباريات الحرب. وقال نائب وزير دفاع بيلاروس اوليغ بيلوكونيف ان فيشنوريا وفيسباريا ولوبينيا ستشن الهجوم على اجزاء من بيلاروسيا لغرض التدريبات.
وقال "ان جوهر السيناريو يقوم على اساس ازمة تصاعد الصراع، ويرتبط بزيادة نشاط العصابات المسلحة غير الشرعية، وكذلك المنظمة الانفصالية الدولية والارهابية التي تتلقى دعما خارجيا". وكشف النقاب عن العلم، وجواز السفر. وطالب عشاق وسائل التواصل الاجتماعي على الفور المواطنة للبلد وهمية التي لديها بالفعل القمصان الخاصة بها. وتشمل فيسباريا جزءا من ليتوانيا وغرب ووسط لاتفيا. لوبينيا تشمل شمال شرق بولندا وجنوب غرب ليتوانيا. هذا البلد الخيالي يتضمن سووالكي الفجوة، على بعد 65 ميلا من الأراضي البولندية واللتوانية هناك الذي يفصل بين روسيا البيضاء ومنطقة كالينينغراد في روسيا.
وقد نفذ "الناتو" هذا العام عملية لحماية هذا الممر. لكن زعماء جيش كييف قالوا انه سيكون من السهل بالنسبة لروسيا القيام بعملية في هذه الفجوة "لنشر قوات بدون شارة للاستيلاء على الاراضي. وقد استخدمت موسكو هذه التكتيكات بشكل مثير للجدل في شبه جزيرة القرم - ضم شبه جزيرة البحر الأسود في عام 2014 - وشرق أوكرانيا، وتسمى أيضا دونباس.
وحذرت اوكرانيا الغرب من ان القوات الروسية التي تنتشر فى بيلاروسيا لتدريبات "زاباد" يمكن ان تبقى خلفها. وقال فلاديسلاف فولوشين المتحدث باسم القوات المسلحة الأوكرانية أن "فجوة سووالكي تفصل بيلاروسيا ومنطقة كالينينغراد الروسية". ومن السهل جدا تنفيذ مثل هذه العملية في هذه الفجوة مع "أولئك الذين ليسوا هناك"، مشيرا إلى الجنود الذين تنكر روسيا وجودهم.
ويدرك "الناتو" أن المناورات العسكرية سبقت الاستيلاء على الأراضي الروسية في جورجيا في عام 2008 وأوكرانيا بعد ست سنوات. ويريد التحالف مزيدا من المراقبين فى المناورات التي يزعم ان اجمالي عدد القوات سوف يتجاوز 13 الف جندي. وهذا هو الشكل الذي يحق للبلدان الأجنبية أن ترصد عملياته بموجب الاتفاقات الدولية. وقال بن هودجز، قائد الجيش الأميركي في أوروبا، الشهر الماضي من زاباد "الناس قلقون من ان يكون هذا هو حصان طروادة". واكد بوتين انه سيقوم شخصيا بتفقد المناورات الى جانب نظيره البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو.
وقال اندريه كراسوف نائب رئيس لجنة الدفاع البرلمانية الروسية ان الغرب يثير القلق دون داع. وقال "ان جيراننا في الغرب ليس لديهم اي سبب يدعو للقلق". سيعود جميع جنودنا إلى قواعدهم الدائمة بعد انتهاء الأحداث المتوخاة كجزء من التدريبات". دعا الجنرال بن هودجز، قائد القوات البرية الأميركية في أوروبا، صباح الجمعة روسيا إلى توسيع نطاق وصول وسائل الإعلام إلى المناورات العسكرية المقبلة، مضيفا أن تصريحات موسكو لا يمكن الوثوق بها. وقال هودجز للصحفيين في ليتوانيا "اذا كان الاتحاد الروسى مهتما حقا بالاستقرار والامن، فانه يجب ان يكون شفافا ويدعو وسائل الاعلام لرؤية كل ما يفعلونه".
وقال هودجز ان "الروس لم يعطونا الكثير من الأسباب للثقة في الارقام التي يقولونها"، مؤكدا تصريحات رئيس حلف شمال الاطلسي جينز ستولتنبرغ. وقد اثارت المناورات فى غربى روسيا وبيلاروس عدم الارتياح فى بولندا ودول البلطيق بالرغم من ان موسكو اصرت على انها ستكون "دفاعية بحتة" فى طبيعتها. وقال هودجز "اعتقد ان ذلك سيحل، وسيكون الجميع مرتاحا اذا كان الاتحاد الروسي سيدعو وسائل الاعلام الى كل ما يفعلونه بالطريقة التي تقوم بها القوات المسلحة الليتوانية والتي تقوم بها القوات المسلحة الالمانية والقوات المسلحة الاميركية".
وفى وقت سابق من هذا الاسبوع ارسلت الولايات المتحدة مقاتلات نفاثة اضافية وقوة من قوات الجيش الاميركي لتعزيز وجودها فى ليتوانيا خلال التدريبات. كما نشر حلف شمال الأطلسي حوالي ألف جندي في كل من دول البلطيق وبولندا ردا على القلق المتزايد بشأن النوايا الروسية بعد ضم موسكو للقرم 2014. أشعر بالثقة في قدرة الردع التي هي في الواقع في هذه المنطقة. ولكن علينا أيضا أن نبقى متيقظين دائما ". إن التأهب هو مسؤولية جميع أجهزة الأمن لدينا. ولكن ليس لدي سجل جيد للتنبؤ بالمستقبل.
أرسل تعليقك