إحباط هجمات انتحارية جديدة شمال تكريت وعلى طريق بغداد - الموصل

أفاد الإعلام الحربي للحشد الشعبي، الخميس، بصد هجمات لتنظيم "داعش" شمال وشرق مدينة تكريت العاصمة المحلية لمحافظة صلاح الدين، في حين أعلنت القوات العراقية بسطها السيطرة على نحو 90% من مناطق المحور الغربي من الموصل، وقال الإعلام الحربي في بيان له، إن اللواء 42 صد هجوما لـ"داعش" على منطقة الحراريات في بيجي وقتل ٤ انتحاريين، مضيفاً أن اللواء 29 يقتل جميع عناصر "داعش" الذين حاولوا التسلل إلى داخل بيجي صباح الخميس.

وتابع البيان أن اللواء 20 يحبط تعرضا واسعا لـ"داعش" على خط الصد و طريق (موصل - بغداد) من جهة جبال مكحول لمحاولة فتح خط امداد لعناصره المحاصرين في الساحل الأيمن للموصل. فيما قال مصدر أمني، أن "ثلاثة انتحاريين من تنظيم "داعش" يرتدون زيا عسكريا تسللوا إلى قرية الحجاج جنوب قضاء بيجي، حيث فجر أحدهم نفسه داخل منزل سكني أدى إلى مقتل طفل وإلحاق أضرار مادية"، مبينا أن "القوات الأمنية تمكنت من قتل الاثنين الآخرين دون وقوع أية خسائر".

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "قوة أمنية طوقت مكان الحادث، واتخذت إجراءات مشددة تحسبا لأي طارئ". وقال ضابط برتبة مقدّم في قيادة شرطة المدينة أن "معلومات استخبارية وردت عن تسلل عدد من انتحاريي تنظيم "داعش" إلى مدينة تكريت، بهدف استهداف حواجزها الأمنية وإرباك المشهد الأمني فيها"، مبيناً أن "القيادات الأمنية قرّرت فرض حظر على التجوال في عموم المدينة حتى إشعار آخر، وأبلغت المواطنين عبر مكبرات الصوت في المساجد بالتزام منازلهم وعدم الخروج منها خلال هذه الليلة".

وأضاف أن "القوات الأمنية نزلت إلى شوارع المدينة، وانتشرت في أغلب مناطقها، ونصبت حواجز أمنية، بينما بدأت عمليات بحث وتفتيش عن الانتحاريين المتسللين إلى المدينة"، داعيا المواطنين إلى "مساعدة القوات الأمنية وتقديم أي معلومات عن الانتحاريين، والالتزام بسرعة تطبيق حظر التجوال". من جهتها، دفعت قوات "الحشد الشعبي" مئات من عناصرها إلى داخل المدينة، مستغلّة الارتباك الأمني فيها.

وقال عضو مجلس محافظة صلاح الدين، محمد تقي، في تصريح صحافي، إن "250 عنصرا من القوات الخاصة للحشد الشعبي جناح بدر، دخلوا الخميس إلى مركز مدينة تكريت، لتعزيز الأمن فيها، ومنع حدوث أي خرق أمني"، مطالباً بـ"ضرورة تغيير الخطط الأمنية وعدد من القادة الأمنيين لأجل السيطرة على أمن المحافظة، وعدم تكرار انتكاسة يوم أمس".

وأشار إلى أن "الوضع تحت السيطرة في عموم المدينة"، داعيا الأجهزة الأمنية من الشرطة والاستخبارات إلى العمل على سرعة الحصول على المعلومة الأمنية وتدقيقها وتحليلها، لأجل منع تكرار الخرق الأمني".  وشهدت مدينة تكريت ليل الأربعاء، انتكاسة أمنية بعد اختراقها من قبل عدد من الانتحاريين الذين هاجموا حواجز أمنيّة فيها، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى، بينما فرضت القيادات الأمنية حظراً على التجوال في عموم المدينة حتى صباح اليوم، وعطّلت مدارسها ودوائرها الحكومية.

وفي معارك الموصل أعلنت القوات العراقية بسطها السيطرة على نحو 90% من مناطق المحور الغربي من الموصل. ولفت قائد علميات نينوى اللواء نجم الجبوري إلى أن قواته تطوق حاليا أحياء جديدة بعد انتهائها من تحرير أحياء المغرب، واليرموك، والمطاحن، وغيرها، مشيرا إلى أن القوات الأمنية تستعد الآن لتحرير ما تبقى من المناطق التي يتمركز فيها "داعش" في أحياء تموز والرفاعي ومشيرفة والحمدون غرب الموصل.

هذا وأعلنت الأمم المتحدة إنها توسع مخيماتِ النازحين الفارين من الموصل مع استئناف الضربات الجوية على مواقع "داعش" في المدينة. وأوضح بيانُ مكتب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق أن ما يزيد عن ثلاثةِ مائة ألفَ شخصٍ فروا من الموصل منذ بدأت الحملة العسكرية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، متوقعاً فَرار المزيد من الأشخاص من القتال.

كما أوضح البيان أن رُقعة مخيمات النازحين إلى الشمال والشرق من الموصل تتسع.

أفادت مصادر محلية، اليوم الخميس، بسقوط عشرات القتلى في قصف جوي استهدف قرية غرب الموصل، فيما قالت قوات "الحشد الشعبي" إنها صدت هجوما عنيفا لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وقال مصدر محلي أن قصفا جويا استهدف الليلة الماضية وفجر اليوم عددا من المنازل في قرية معيوف التابعة لبلدة بادوش غرب الموصل، مؤكدا أن القصف تسبب في مقتل أكثر من 40 مدنيا كانوا يتجمعون في تلك المنازل من أجل الهروب من المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" باتجاه القوات العراقية.

وفي سياق متصل، اندلعت اشتباكات عنيفة عن قوات "الحشد الشعبي"، وعناصر تنظيم "داعش" في محور غرب الموصل. وقال النقيب في قيادة عمليات الجيش بالموصل، علي الواسطي، اليوم الخميس، أن الاشتباكات اندلعت بعد هجوم مفاجئ شنه "داعش" على تجمعات "الحشد الشعبي" في قرية جحف غرب الموصل، موضحا في أن قوات تمكنت من صد الهجوم بعد تلقيها الإسناد من الطيران العراقي.

من جهتها، قالت قوات "الحشد الشعبي"، الخميس، إنها أحبطت هجوما عنيفا لتنظيم "داعش" في قاطع قرية جحف غرب الموصل، موضحة في بيان أن الاشتباكات ما تزال مستمرة في عدد من المناطق. وقالت قوات، في بيان منفصل، أن قواتها قتلت 30 عنصرا من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وحرقت 4 سيارات تابعة للتنظيم في قريتي صلال والحبيب غرب الموصل، مؤكدة تلقيها المساعدة من طيران الجيش العراقي.

وبالتزامن مع العمليات العسكرية التي تجري في الجانب الأيمن للموصل، تتصاعد عمليات السرقة والنهب في الساحل الأيسر للمدينة على الرغم من إعلان القوات العراقية في وقت سابق أنها فرضت السيطرة عليه بشكل كامل. وقالت وزارة الداخلية العراقية إنها ألقت القبض على عصابة متخصصة بسرقة المصوغات الذهبية في الجانب الأيسر في الموصل المحرر منذ عدة أسابيع، وأكد المتحدث باسم الوزارة العميد سعد معن أن الفوج التاسع التابع لشرطة نينوى تمكن من إلقاء القبض على عصابة تنشط في سرقة محال صياغة الذهب ومتاجر أخرى في أسواق حي الزهراء في الجانب الأيسر للموصل.