بغداد – نجلاء الطائي
عادت قضية سد الموصل إلى الأضواء من جديد بعد خروج تحذيرات من محاولة تنظيم "داعش" تفجير السد في حال الهجوم على مدينة الموصل، في وقت أكدت مصادر استخباراتية بأن تنظيم "داعش" يريد ضرب سد الموصل وقوات إيطالية متواجدة في المنطقة ويواصل تحضيراته العسكرية لهذه العملية في أقصى درجة، وذكرت وكالة إيطالية بأن مصادر استخباراتية وجهت تحذيرًا في أقصى درجة بأن تنظيم "داعش" يريد ضرب سد الموصل وقوات إيطالية متواجدة في المنطقة ويواصل تحضيراته العسكرية لهذه العملية.
وقالت وكالة أنباء آكي الإيطالية، أن" موقع "ويكيلاو" الإلكتروني المختص بقضايا الأمن والدفاع أطلق تحذيرًا محددًا ومفصلاً للجنود الإيطاليين الذين أرسلوا لحماية سد الموصل، من مخططات تشغيلية لأكبر هجوم أعده "داعش"، ضد البنية التحتية الاستراتيجية التي يساهم في الدفاع عنها نحو 400 جندي إيطالي.
وأضافت الوكالة، بأن الموقع أكد التحذير استنادًا لتقارير استخباراتية وأمنية عديدة تحدثت عن هجوم ضخم يجري إعداده منذ أشهر، وأنه سيكون بقيادة مباشرة من قبل أبو بكر البغدادي وأن القوات التي ستشارك بالهجوم، تشتمل على ثلاثين آلية، زودت بقوة نار كبيرة.
وأوضحت الوكالة أنه "فضلاً عن السيارات والدراجات النارية المفخخة، فبحوزة القوة قطع مدفعية من عيار 122 و130ملم، من شأنها ضرب أهداف على مسافات تصل إلى عشرين كيلومترًا، مشيرة إلى وجود "صواريخ مخبأة في شاحنات مبردة أيضًا".يذكر أن الحكومة العراقية كانت أعلنت رسميًا مطلع شباط/فبراير الماضي أنها أسندت عمليات صيانة وتأهيل سد الموصل، أكبر سدود العراق، إلى شركة "تريفي" الإيطالية، وقررت الحكومة الإيطالية بناءً على ذلك إرسال نحو 450 جنديًا إلى العراق لتأمين موقع أعمال ترميم السد.
وسد الموصل هو سد يبعد حوالي 50 كم شمال مدينة الموصل على مجرى نهر دجلة، وبُني عام 1983م يبلغ طوله 3.2 كيلومترًا وارتفاعه 131 مترًا، يعتبر السد أكبر سد في العراق ورابع أكبر سد في الشرق الأوسط يقع السد بالقرب من أسكي موصل.وكشف تقرير لمعهد الدراسات الأميركي "فورن بوليسي" في وقت سابق، عن تهديد تنظيم "داعش" في ضرب السد الرئيسي في العراق في محافظة نينوى، مثلما يهدد حقول النفط، وفيما حذر من فيضانات هائلة في حال تفجير سد الموصل ووصول المياه إلى بغداد بارتفاع يزيد على 25 مترًا، لافتًا إلى أن المنشآت الكهرومائية العراقية تمثل نقطة ضعف في الحرب على "داعش" .
وأكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية ماجد الغراوي، أن تهديد تنظيم "داعش" بتفجير سد الموصل هو كلام مبالغ فيه وبعيد المنال عنهم، وقال الغراوي في تصريح لـ"العرب اليوم " إن حديث تنظيم "داعش" عن نيته تفجير سد الموصل هو كلام نعتقد أنه مبالغ فيه ولاتوجد لدى بقايا هذا التنظيم المقدرة الكافية لتنفيذ مثل هكذا تهديد أكبر من حجمهم بكثير.
وأضاف أن "هناك أطواق قوية لحماية السد متمثلة بالقوة الإيطالية الحامية له، إضافة إلى قوات مكافحة الإرهاب وقوات البيشمركة الكردية مع تأمين الأجواء من طيران القوة الجوية العراقية وطيران الجيش ".وأوضح أن الأمر الأهم "لا نعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية من مصلحتها أن ينجح "داعش" بتهديده، خاصة أن الجميع يعلم أن لواشنطن تواصل كبير مع "داعش" وهي المحرك له، بالتالي فإن تفجير السد وهناك انتخابات رئاسية قريبة في الولايات المتحدة سيؤثر كثيرًا على حزب أوباما في الانتخابات".
وأشار الغراوي إلى "أننا رغم هذا فينبغي أن يكون لدينا إجراءات احترازية وتقويمية إضافية لمحيط السد وما يمكن أن يتسبب بثغرة أمنية محتملة، وهو إجراء مطلوب بغض النظر عن قناعتنا بعدم قدرة داعش على تنفيذ هذا التهديد".من جانبه، فقد قلل النائب عن محافظة نينوى عبد الرحمن اللويزي من حجم تلك التهديدات والتصريحات باحتمالية مهاجة "داعش" لسد الموصل في حال اقتحام المدينة.
وقال اللويزي في تصريح خاص لـ"العرب اليوم": إن "قضية سد الموصل طرحت سابقًا في عام 2012 وظهرت أحاديث باحتمالية انهيار السد وتكرر هذا الكلام في عام 2015 أيضا وبحجم وإثارة أكبر وتم تقديم الضمانات الكافية بعدم حصول شيء ولم ينهار السد".وأضاف أن "الظروف الحالية للسد ووجوده بنقطة سيطرة خارج هيمنة تنظيم داعش يجعلنا نشعر بأمان أكبر، في وقت أن السد كان ضمن سيطرة تنظيم داعش لأربعين يومًا ولم يفعل شيئًا في السد، بالتالي فلا نعتقد أن هناك حاجة للخوف من انهيار السد نتيجة عمل إرهابي من داعش".
أرسل تعليقك