أكّد قائد الشرطة الاتحادية العراقية الفريق رائد شاكر جودت، أن قواته مستمرة في تطهير وتفتيش آخر ما تبقى من مناطق المدينة القديمة للقضاء على العناصر المتطرفة، ومن المقرر أن يعقد في الخامس عشر من شهر تموز الجاري، مؤتمران للعرب السنة، أحدهما في بغداد والآخر في أربيل، بمشاركة مئات الشخصيات المعارضة من داخل البلاد وخارجها، لطرح موقف السنة من العراق ما بعد تنظيم "داعش".
وأوضح جودتن أن قيادة قوات الشرطة الاتحادية مستمرة "بتطهير آخر ما تبقى من مناطق المدينة القديمة للقضاء على العناصر المتطرف وجرذانه المختبئة في الأنفاق واستثمار الفوز الذي حققته قطعات قيادة قوات الشرطة الاتحادية" من قبل الفرق 3 و5 و6 للشرطة الاتحادية والفرقة الألية وفرقة الرد السريع مسندة بالناقلات والطائرات المسيرة والمدفعية، وماهي إلا مسافات قليلة وساعات قليلة وسنزف البشرى بتحرير مدينة الموصل على يد أبطال العراق أبطال الشرطة الاتحادية الغيار".
وتواصل القوات العراقية عملياتها لتحرير الموصل، حيث أعلن القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي في 19 شباط/ فبراير الماضي، "انطلاق عملية تحرير الساحل الأيمن من مدينة الموصل (الجزء الغربي)"، بعد أن تمكنت، مع نهاية كانون الثاني/يناير الماضي من تحرير الجانب الأيسر من قبضة مسلحي تنظيم "داعش"، فيما تمكنت القوات العراقية من تصفية العشرات من عناصر تنظيم داعش حاولوا التسلل في جبهة الموصل، وذكر بيان لخلية الإعلام الحربي ، أن قطعات عمليات نينوى تقتل ٣٥ مسلحا وتلقي القبض على ٦ متطرفين حاولوا التسلل من الساحل الأيمن إلى الساحل الأيسر بعد هروبهم أمام تقدم القطعات في معارك مدينة الموصل القديمة.
وذكرت قيادة عمليات تحرير نينوى في بيان أن "قوات الجيش بدأت باقتحام القرية وتصفية المتسللين من عناصر داعش وإنقاذ المواطنين الذين استخدمهم داعش كدروع بشرية في القرية"، وحسب أحد النازحين من قرية الإمام، في جنوب الموصل، الذين تمكنوا من الفرار أثناء اقتحام القرية من قبل تنظيم "داعش"، فإن "أكثر من مئة عنصر من التنظيم اقتحموا الإمام، وقتلوا أكثر من ستين شخصاً بين مدني وعسكري"، وأكد النازح أن التنظيم "نشر الكثير من قناصيه على الضفة الثانية من النهر، الأمر الذي أربك وحد من تحرك القوات العراقية في استعادة القرية"، مضيفاً أن "هناك خلايا كانت داخل القرية انتفضت تزامناً مع الهجوم الذي شنه التنظيم، ما يدل على وجود تنسيق واتصال مسبق بين المسلحين والعناصر داخل الإمام".
واستكملت القوات العراقية عملياتها في الموصل القديمة، حيث أعلنت الشرطة الاتحادية العراقية (تتبع الداخلية) أنها حاصرت مسلحي تنظيم "داعش" بمساحة ضيقة في المدينة القديمة في الجانب الغربي للموصل، مؤكدة أن التقدم يتم من 4 محاور، وقال الفريق رائد جودت، قائد قوات الشرطة في بيان، إن "عناصر تنظيم داعش باتوا محاصرين في مساحة 250 م2 في منطقة النجفي في المدينة القديمة من الموصل"، مؤكدا أن قواته "تخوض معارك الساعات الأخيرة ضد مسلحي داعش، تم فتح 4 ممرات آمنة لإخلاء العوائل العالقة في مناطق الاشتباكات في المدينة القديمة"، لافتا إلى أن "قوات الشرطة الاتحادية تتقدم في منطقة النجفي حاليا من 4 محاور".
وأعلن المرصد العراقي لحقوق الإنسان، أن عناصر "داعش" أقدموا على إعدام 200 شخص من أهالي تلعفر، مؤكدا أن صمت الحكومة العراقية تجاه الانتهاكات والممارسات التي قام بها التنظيم بحق المدنيين العالقين في القضاء "غير مبرر"، وحسب بيان للمرصد، فإن "التنظيم أعدم ما يقارب الـ 200 مدني في حي القادسية بتلعفر بعد اعتقالهم في عيد الفطر بسبب محاولتهم الهروب باتجاه القوات الأمنية شرق القضاء".
وأفاد شهود عيان بان طائرات "مجهولة " الهوية قصفت مناطق على الحدود السورية العراقية، مشيرين إلى القصف حصل في الساعة التاسعة مساءً، وبحسب هؤلاء الشهود من منطقة سنجار، فإن المنطقة المستهدفة تقع ما بين مفرق تربكه "جنوب غرب سنجار" ومعبر ربيعة الحدودي "شمال سنجار"، موضحين أن "المنطقة كانت تتواجد فيها سابقاً قوات من حزب العمال الكردستاني "PKK" وحالياً خالية من تواجد أية قوات" ، وأكد الشهود على أن دوي القصف كان يسمع في مناطق خانصور وسنون (شمال مدينة شنكال)، وفي الشأن السياسي من المقرر أن يعقد في الخامس عشر من شهر تموز الجاري، مؤتمران للعرب السنة، أحدهما في بغداد والآخر في أربيل، بمشاركة مئات الشخصيات المعارضة من داخل البلاد وخارجها، لطرح موقف السنة من العراق ما بعد تنظيم "داعش".
وتستبعد الخلافات التي طفت إلى السطح قبيل بدء المؤتمرين، مسبقاً خروج المجتمعين بالنتائج المرجوة، وذلك بسبب وجود شخصيات مشاركة هي مطلوبة للقضاء العراقي بتهم التورط في "أعمال إرهابية"، ومنهم طارق الهاشمي وخميس الخنجر ورافع العيساوي، إضافة إلى انقسام الساسة السنة إلى اتجاهين على طرفي نقيض بين تيار مقرب من الحكومة وآخر معادٍ لها ويقيم أغلب قادة هذا الأخير في الخارج.
ويطمح رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، إلى توحيد السنة في جبهة واحدة، على أن يقوم هو بترأسها، وكانت أول بوادر تحقيق هذا الهدف هو عقد مؤتمرين للسنة بمدينتين مختلفتين في آن واحد لتمكين الشخصيات غير القادرة على دخول العاصمة العراقية من المشاركة في المؤتمر في إقليم كردستان، ويعد تنظيم هذين المؤتمرين محطة مهمة في سبيل إيجاد تحالف سني قوي قبيل حلول موعد الانتخابات البرلمانية عام 2018، حيث يسعى الجبوري للحصول على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان المقبل.
ويأتي هذا بالتزامن مع سعي شيعي لتشكيل جبهة موحدة، حيث اتفقتا كتلتا إياد علاوي ومقتدى الصدر في البرلمان على القيام بأعمال مشتركة، فيما يتجلى تقارب عمار الحكيم وحيدر العبادي في الأفق، وفي تلك الأثناء، يحظى نوري المالكي الذي يتطلع لسدة رئاسة الوزراء العراقية، بدعم كبير من الحشد الشعبي وبعض العشائر السنية.
أرسل تعليقك