بغداد – نجلاء الطائي
تدور مواجهات عنيفة بين القوات العراقية، وعناصر تنظيم "داعش" شرق مدينة الموصل، في حين أكدت مصادر محلية أن القصف أدى إلى هروب آلاف المدنيين، بسبب احتدام القتال، وبعد ساعات من القتال الضاري تمكنت القوات العراقية من تطهير ثلاث قرى أخرى من "داعش"وهما قريتي العباس والنجفية بناحية النمرود الواقعة جنوب غرب الموصل وقرية تليارة التي تعتبر من إحدى أقرب القرى لمدينة الموصل.
وأوضح مصدر في قيادة العمليات العراقية المشتركة، إلى "العرب اليوم"، أن "المدفعية العراقية بدأت منذ فجر اليوم الجمعة، بقصف حيَّي الزهراء والقادسية شرقي الموصل، لإرغام عناصر "داعش"، على الانسحاب منهما، وذلك بمساندة من طيران الجو العراقي".
وأشار إلى قيام تنظيم "داعش" بعمليات قصفٍ مماثلة بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، على تجمعات الجيش العراقي المتمركزة بالأحياء المحررة في الساحل الأيسر للموصل، مبيّناً أنّ القصف المتبادل تسبّب بنزوح آلاف المدنيين إلى مناطق آمنة، باتجاه وسط الموصل.
وقال العقيد محمد نايف الطائي، إن "الأحياء الشرقية باتت ساحة المواجهات، و"داعش" يعرف شوارع وأزقة تلك الاحياء أكثر من قوات الجيش"، لافتاً إلى أنه "تمت الاستعانة بطائرات صغيرة مسيرة على طول تلك الأحياء، تعمل بمثابة إنذار مبكر لتلافي الهجمات المباغتة التي ينفذها التنظيم بين حين وآخر على القوات العراقية". ويضيف نايف "تنحصر ساحة المعارك حالياً في أحياء الميثاق والوحدة والشيماء والسلام والقدس والكرمة وعدن والزهراء والإخاء بلا أي تغيير منذ الأربعاء الماضي ، وهي عبارة عن كمائن وعمليات استهداف وانسحاب بين الطرفين، ويمكن وصفها فعلاً بحرب شوارع"، مؤكداً أن "وحدات خاصة ستصل خلال ساعات بهدف حسم ملف تلك الأحياء، ما سيمكن القوات العراقية من الانتقال إلى أحياء أخرى تعتبر قلب مدينة الموصل، مثل التأميم والنور والزهور والمصارف وغيرها".
ونقلاً عن مصادر في بغداد أن رئيس الوزراء، حيدر العبادي، طالب الأميركيين بمشاركة مروحيات "الأباتشي" الأميركية بشكل متواصل للسيطرة على 12 حياً تقع عند أطراف المدينة. وقال مسؤول عسكري عراقي، إن "الأباتشي" تشارك في المعركة لكن ليس بصفة مستمرة، وحالياً باتت هناك حاجة ملحة لها، خصوصاً مع عدم استطاعة طيران التحالف الحربي قصف مناطق الاشتباك بعد قصف بالخطأ طال مجموعة من الجنود العراقيين.
ووفقاً للمسؤول فإن التنظيم يستعين بمقاتلين جدد، استقدمهم من سورية، في حرب الشوارع الدائرة حالياً، وأغلبهم انتحاريون يقومون بتفجير أنفسهم بعد نفاد ذخيرتهم. من جانبه.
بدوره، أعلن قائد عمليات "قادمون يا نينوى"، الفريق عبد الأمير رشيد، في بيانٍ أمس الخميس، أنّ قوات الشرطة الاتحادية مستمرة في عمليات التفتيش، وتطهير المباني، في المحور الجنوبي الغربي. وأكّد أن قوة من الجيش العراقي، تمكّنت من التوغل في المحور الجنوبي الشرقي، والتوغل داخل أحياء الانتصار والشيماء والمفتي وجديدة، وتحرير قرية عباس رجب التي تعتبر من المناطق الاستراتيجية قرب الموصل، لافتاً إلى أن قوة من جهاز مكافحة الإرهاب، دخلت الساحل الأيسر للموصل، وتوغلت داخل الشقق السكنية بحي الخضراء.
وبحسب المتحدث "تستمر الفرقة 16 بالجيش العراقي، بعمليات تطهير المناطق في المحور الشمالي، كما أنّ "الحشد الشعبي"، تقوم بعمليات تفتيش وتطهير بالقرى المحررة في المحور الغربي". وفي سياقٍ متصل، قال المتحدث باسم مجلس أعيان بلدة تلعفر(غرب الموصل)، النائب عز الدين الدولة، إن السكان المحليين من السنّة، يتخوفون من دخول مليشيا "الحشد الشعبي"، مشدداً على أن تحرير البلدة، يعتبر نقطة تحوّلٍ مهمة في معركة تحرير الموصل.
كما أشار إلى أنّ مجلس أعيان تلعفر قدّم طلباً لرئيس الوزراء حيدر العبادي، دعاه فيه إلى عدم إدخال المليشيات للمشاركة في عمليات التحرير، وإرسال قوات حكومية نظامية بدلاً منها. وأكد بحسب بيانٍ أصدره، أن "العبادي وافق على إرسال قوات من الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب، فضلاً عن تشكيل قوة مشتركة داخل البلدة".
وكانت مليشيا "الحشد الشعبي"، قد أعلنت نهاية الشهر الماضي عن انطلاق عملياتها العسكرية، لتحرير بلدة تلعفر والمناطق المحيطة بها في المحور الغربي للموصل، ما أثار ردود أفعال محلية ودولية رافضة. وتعزو قيادات عسكرية عراقية ذلك إلى رمي تنظيم "داعش" بكل ثقله في هذه المعركة، ومعرفته بالأحياء التي تُجرى فيها المعارك وبراعته في استخدام العمليات الانتحارية والفخاخ، فضلاً عن صعوبة الاستعانة بالطيران بسبب تقارب المسافة بين مقاتلي "داعش" والقوات العراقية المشتركة.
وأعلن المتحدث باسم قوات التحالف الدولي، الكولونيل جون دوريان، إن القوات المتقدمة والطائرات دمرت نحو 70 نفقاً كان عناصر "داعش" يستخدمونها لشن هجمات مباغتة من داخل المناطق ذات الكثافة السكانية. وقال: "كانوا قد أقاموا دفاعات دقيقة، ونفترض أنهم سيقومون بأي شيء وهم بين المدنيين لأنهم لا يهتمون بأحد"، مشيراً إلى أن الغارات الجوية ضربت مئات من مواقع التنظيم في حملة الموصل.
وبالتزامن مع بدء الهجوم على مدينة الرقة السورية، أكد مسؤولون عراقيون أن الأميركيين يستعينون بقوات مشتركة من الجيش العراقي والبشمركة لقطع طريق الموصل ــ الرقة، منطلقين من منطقة صحراء ربيعة العراقية التي يسيطر عليها الأكراد، وتقع على الشريط الحدودي بين البلدين، وتتواجد فيها قوات أميركية داخل معسكر قرب سايلو (صوامع) الحبوب.
وقال المقدم في قوات حرس الحدود، ضياء الدين علي السعدي إن الهدف هو قطع الطريق بين الرقة والموصل، والمهمة ستكون سهلة، فأغلب قوات "داعش" المنتشرة على الحدود انقسمت بين داعمة لجبهة الموصل وأخرى داعمة لجبهة الرقة، فضلاً عن أنها مناطق صحراوية، يسهل للطيران معالجة أي هدف فيها. فيما واصل الجيش التركي، إرسال تعزيزات عسكرية إلى قضاء سيلوبي التابع لولاية شرناق على الحدود مع العراق.
وذكر مصدر عسكري تركي، بأن دبابات ومدرعات من قيادة اللواء 28 الآلي للمشاة وصلوا إلى قضاء سلوبي جنوب شرقي تركيا. وأوضح مصدر أن التعزيزات العسكرية الجديدة تمركزت في قيادة اللواء 172 المدرع في الثكنة العسكرية قرب الحدود. وأرسلت تركيا في الآونة الأخيرة تعزيزات عسكرية إلى مناطق مختلفة على حدودها مع العراق وسورية، في مسعى لضمان أمنها من الهجمات والتنظيمات الإرهابية والاستعداد إلى أي طارئ.
أرسل تعليقك