بغداد – نجلاء الطائي
قصفت طائرات التحالف الدولي مخابئ لعناصر تنظيم "داعش"، في جبل قره جوخ، الأمر الذي أدى إلى مقتل 7 من الإرهابيين، فيما تحالف زعيم التيار الصدري ورجل الدين الشيعي البارز، مقتدى الصدر، مع حزب شيوعي لخوض الانتخابات التشريعية العراقية في مايو/أيار المقبل. وقال قائد قوات البيشمركة في كوير، مخمور سيروان بارزاني في تصريح صحافي إن طيران التحالف الدولي قصف مخبأ لعناصر تنظيم "داعش" في جنوب جبل قره جوخ.
وأضاف بارزاني أن القصف أدى لمقتل 7 أشخاص من مسلحي التنظيم المتطرف، لافتًا إلى أن المنطقة التي تم قصفها من قبل طائرات التحالف تبعد بمساقة كيلمتر واحد من مواضع قوات البيشمركة. وأكد مدير ناحية قراج التابعة لقضاء مخمور بيار حسن أن القصف كان في قرية عاليه رش في حجود قراج وتم خلاله استهداف مخبأ لمسلحي "داعش" في المنطقة. وكشف العقيد في شرطة الموصل، باسم الحجار، عن وجود أكثر من 11 ألف مفقود ما زال مصيرهم مجهولاً، منذ سيطرة تنظيم "داعش" على المدينة منتصف عام 2014.
وأفاد الحجار أن السلطات العراقية لم تتمكن من العثور على المفقودين رغم تفتيش كافة السراديب السرية والأنفاق ومقرات التنظيم بعد انتهاء العمليات العسكرية في الموصل، مشيرًا إلى أن عوائل المفقودين تحمل رئيس الوزراء، حيدر العبادي، وحكومته مسؤولية غياب ذويها المفقودين. وألقت القوات العراقية، في وقت سابق من الشهر الجاري، القبض على مسؤول وكالة "أعماق"، الذراع الإعلامية لـ"داعش"، وعدد من مساعديه في ضواحي مدينة الموصل.
وأعلن الرائد في استخبارات الجيش، عبد العزيز المعاضيدي، لوكالة الأناضول، أن "قوة من الجيش العراقي اعتقلت، المسؤول الأول عن إدارة وكالة أعماق في مدينة الموصل، ويدعى عثمان خالد الأمين". وكان العبادي قد أعلن الانتهاء من "تحرير آخر معاقل" التنظيم في العراق في 9 كانون الثاني/يناير 2017. وقال إبراهيم الجابري، القيادي في التيار الصدري الذي يشرف على تنظيم التظاهرات فيه، "هذا التحالف هو الأول في العراق، إنه ثورة العراقيين من أجل الإصلاحات مع مدنيين أو تيار إسلامي معتدل".
وأضاف الجابري البالغ 34 عامًا وصاحب اللحية الحمراء بعمامته السوداء وعباءته، والذي يبدو متحمسا وهو يقف وسط مئات المتظاهرين المعارضين لسياسة الحكومة الذين يحتشدون كل جمعة في ساحة التحرير بوسط بغداد: "نحن غير متعجبين من هذا التحالف لأننا نقاتل سوية منذ أكثر من عامين ضد الطائفية في جميع المحافظات". وبدأت حركة الاحتجاج في تموز/يوليو 2015 بمبادرة ناشطين في المجتمع المدني انضم اليهم بعد ذلك التيار الصدري، للمطالبة بإصلاحات ومحاربة الفساد وتحسين الخدمات.
وخلافًا لكل رجال الدين الشيعة، اختار الصدر خوض حملته الانتخابية جنبا إلى جنب مع أطراف كان يعتبرهم حتى فترة قريبة بعيدين عن الدين ويعملون من أجل دولة علمانية. وقال رائد فهمي، سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، إن "هذه المطالب لا ترتدي طابعا طائفيا ومن أجل مشروع وطني مدني يهدف لتحقيق العدالة الاجتماعية"، مضيفا: "المهم أنه سمح للناس الذين ينتمون إلى حركة إسلامية وعلمانيين بالعمل معا".
وأوضح فهمي، الذي كان يتحدث من مقره حيث رفع علم الحزب الشيوعي الأحمر إلى جانب العلم العراقي، الذي يحمل عبارة "الله أكبر"، أن "التعاون ولد بين أشخاص لم يكن لديهم في بادئ الأمر أي إيديولوجيا مشتركة وتطور بعدها إلى تحالف سياسي".
ويشارك في هذا التحالف الذي يحمل اسم "سائرون نحو الإصلاح" 6 كتل بينها الحزب الشيوعي العراقي، الذي يشغل حاليا مقعدا واحدا في مجلس النواب، وحزب "الاستقامة" الذي يضم تكنوقراط مدعومين من مقتدى الصدر الذي علق كتلة الأحرار (33 نائبا) التي تمثله في البرلمان وطلب من أعضائها عدم الترشح للانتخابات المقبلة التي ستجري في 12 مايو/أيار.
أرسل تعليقك