تونس - حياة الغانمي
نفذت وحدات من الحرس الوطني، في تونس، عملية تمشيط في دورية مشتركة في جبل السلوم بعد تلقيها شهادة من راعييْن اثنين تعرّضا لاعتداء بالعنف من قبل 5 مسلحين مرفوقين بشاب يتراوح سنّه بين 20 و23 عامًا.
وتعرّض الشيخان حسب ما أفادت مصادر العرب اليوم إلى الضرب والاعتداء بالعنف من قبل المجموعة الإرهابية التي حاولت السطو على الخرفان التي كانت بحوزة الراعيين حسب شهادتهما في منطقة عين النوبة من جبل السلوم، وعندما حاول أحدهما التصدي ومنعهم من الاستيلاء على خروفين اثنين تعرّض إلى الضرب بأخمس سلاح الكلاشنيكوف. وحسب نفس المصادر الأمنية، فإنه لم يتم العثور على عناصر إرهابية في المكان المذكور. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على رعاة من أجل افتكاك أغنامهم...
وسبق أن لقي الطفل الراعي مبروك سلطاني حتفه على أيدي إرهابيين بطريقة في غاية الوحشية.. وكان عمر الطفل مبروك ستة عشر عامًا وكان يعيش مع والدته في قرية تونسية صغيرة اسمها أولاد سلاطنية في معتمدية جلمة (في ولاية سيدي بوزيد) وسط تونس الغربي.
وقد تعرَّض هؤلاء لاعتداء من قبل أعضاء من تنظيم "جند الخلافة" الإرهابي، وهو فرع انشق عن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وبايع تنظيم "داعش" وقطع الإرهابيون رأس الطفل الراعي مبروك. أمَّا ابن عمه شكري البالغ من العمر خمسة عشر عامًا، فلم يكن فقط شاهد عيان على إعدام ابن عمه، بل لقد طلب الإرهابيون منه أيضًا أن ينقل رأس مبروك إلى أسرته.
واعتدى إرهابيون على أحد الرعاة بالضرب مما تسبب له في كسور على مستوى فقرات أسفل الظهر .كما قام الإرهابيين بسلبه معزتين ..وقد تم نقله إلى المستشفى الجهوي في القصرين وقتها أين تلقى الإسعافات الأولية. اختطف إرهابيون راعي أغنام آخر قرب جبل سمامة" في ولاية القصرين، وأبقوه يومين ثم أطلقوا سراحه بعد أن سلبوه أغنامه واتفقوا معه على تزويدهم بمعلومات عن رجال الأمن التونسيين..
وتعددت حالات الاعتداء على الرعاة وافتكاك أغنامهم ورغم ذلك ما زالوا يصعدون إلى الجبال ويرعون أغنامهم هناك. وتحت سفوح تلك الجبال في تونس يسكن حوالي 50 ألف شخص داخل قرى نائية وتجمعات سكانية صغيرة منسية، يغيب عنها تدخل الدولة، حيث تفتقد للخدمات الضرورية وتعيش كلها أوضاعًا اجتماعية صعبة، وتعاني من الخصاصة والحرمان.وإضافة إلى عدم الشعور بالأمن من خطر الإرهابيين الذين يتخذون من جبالهم موطنًا لهم، فهؤلاء الذين أخذوا منهم الكثير لا يزالون يسكنون بالقرب منهم. وبين ساكنو هذه المناطق، هناك من فقد ابنه في عملية إرهابية وآخر نجح الإرهاب في استقطاب أقاربه وتجنيدهم لصالحه، وآخر فقد بصره أو بُترت أحد أطرافه جرّاء انفجار لغم.
أرسل تعليقك