أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنّ عدد مسلحي تنظيم "داعش" المتبقين في مدينة الموصل لا يتجاوز ألف عنصر في المرحلة الراهنة من العمليات العسكرية لتحريرها، فيما قال الخبير العسكري العميد في الجيش السوري هيثم حسون يوم الجمعة إن أمر التقدم إلى دير الزور محسوم بالنسبة للجيش السوري ويتم بالتنسيق مع قوات الحشد الشعبي المتقدمة في الأراضي العراقية.
وقال المتحدث باسم عملية "العزم الصلب" التي يشنها التحالف الدولي لمحاربة "داعش" في سورية والعراق بقيادة الولايات المتحدة، الكولونيل رايان ديلون، في موجز صحافي "وفقًا لتقديراتنا يتبقى حاليًا أقل من ألف مسلح في المدينة (الموصل)".
كما أعلن ديلون عبر حساب عملية "العزم الصلب" في تويتر أن المساحة التي لا تزال تخضع لـ"داعش" بغرب الموصل لا تتجاوز 10 كيلومترات مربعة. وتوقع ديلون في التغريدة نفسها أن تكون معركة الأحياء الأخيرة بالموصل من أصعب العمليات العسكرية التي تشنها القوات العراقية منذ انطلاق حملة تحرير المدينة من تنظيم "داعش".
وسبق أن أفادت مصادر عسكرية عراقية بأن مساحة سيطرة "داعش" في الساحل الأيمن (الغربي) للموصل تقلصت إلى ما لا يزيد عن 5 بالمئة فقط وذلك منذ شباط الماضي، حين أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي بدء اقتحام الجانب الأيمن (الغربي) للمدينة بعد أن تمكنت القوات العراقية المشتركة من طرد "داعش" من الجانب الأيسر للمدينة.
وقالت السفارة الأميركية في بغداد إنه وبعد مرور 100 يوم على انطلاق عملية تحرير غرب الموصل، فإن القوات العراقية وبدعم من التحالف الدولي، تواصل التقدم على حساب داعش، الذي بات يلفظ أنفاسه الأخيرة. وكشف بيان للسفارة الأميركية أنه ومنذ بدء عملية تحرير الموصل، نفذت قوات التحالف أكثر من 26 ألفًا و100 ضربة ضد أهداف لداعش.
يأتي هذا في الوقت الذي تتجه كافة الأنظار إلى المعركة الفاصلة بين القوات العراقية وداعش في مدينة الموصل، والتي يُتوقع أن تدور رحاها في محيط الجامع النوري. ويأمل قادة عسكريون عراقيون استعادة الجانب الغربي من المدينة بشكل كامل خلال شهر رمضان. هذا وأعلن الحشد الشعبي، الجمعة، عن تحرير قرية حدودية غرب قضاء البعاج في محافظة نينوى من قبضة تنظيم "داعش". وقال إعلام الحشد الشعبي، إن "قوات الحشد الشعبي حررت قرية چاير غلفاس الحدودية غرب البعاج ورفعت العلم العراقي فوق مبانيها".
وأشار بيان آخر للحشد إلى أن "اللواء 3 تقدم باتجاه قرية ومخفر تل صفوك الحدودي غرب البعاج والذي يعتبر من أهم خطوط الإمداد الرئيسية لداعش بين سوريا والعراق". ويخوض مقاتلو الحشد الشعبي معارك عسكرية كبيرة تمكنوا خلالها من تحرير عشرات القرى في قضاء البعاج غربي محافظة نينوى، والوصول إلى الحدود العراقية السورية.
وذكر الخبير العسكري العميد في الجيش السوري هيثم حسون يوم الجمعة إن امر التقدم إلى دير الزور محسوم بالنسبة للجيش السوري ويتم بالتنسيق مع قوات الحشد الشعبي المتقدمة من الأراضي العراقية، مشيرا الى التكامل بين القوات السورية والعراقية سيقطع الطريق على أي تقدّم للقوات الأمريكية باتجاه دير الزور، حسب قوله
وعن الأهداف الرئيسية لمعركة "الفجر الكبرى" التي أطلقها الجيش السوري وحلفاؤه باتجاه الحدود السورية العراقية، قال العميد هيثم حسون في تصريح نقلته وكالة "تنسيم" الإيرانية "عمليات الجيش السوري في الريف الشرقي لحمص متزامنة مع عمليات أخرى باتجاه أقصى شمال شرق ريف دمشق، وهذان المحوران يلتقيان في عدة أهداف أساسية؛ أولًا تأمين مؤخرة القوات السورية المتجهة شمالًا انطلاقًا من مدينة تدمر للوصول إلى الحدود العراقية وبالتالي الوصول إلى مشارف دير الزور".
وأضاف "كما أن عملية الجيش السوري تهدف للوصول والسيطرة على الحدود الأردنية السورية العراقية في منطقة المثلث، ومنع أي تمدد لما يسمى "جيش العشائر" أو "مغاوير الثورة" وهي مجموعات إرهابية مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية والأردن".
وفي الشان ذاته، تتواصل المعارك العنيفة في البلدة القديمة في الجانب الأيمن من الموصل، اليوم الجمعة، مع تشبث مسلحي تنظيم داعش بآخر معاقلهم هناك، خاصة في منطقتي الزنجيلي والشفاء، وقد هاجم التنظيم القوات الحكومية بـ 6 عجلات مفخخة، تم تفجيرها قبل وصولها إلى أهدافها.
وبحسب مصدر أمني في المدينة، باتت القوات الحكومية على مقربة من المشفى الرئيسي في حي الشفاء فيما تسيطر على 60 بالمئة من حي الزنجيلي التي تشهد المواجهات الاعنف مع مسلحي داعش الذين اغلقوا كل الطرق المؤدية الى البلدة القديمة فيما تم استعادة أكثر من 65 بالمئة من حي الصحة. وتشارك مروحيات الجيش وطائرات اف 16 العراقية وطائرات التحالف منذ صباح اليوم الجمعة بقصف معاقل ومواقع التنظيم في الزنجيلي والشفاء وحول المنارة الحدباء، لتغطية تقدم القوات الحكومية .
في هذه الاثناء، تتزايد معاناة المدنيين الفارين من المعارك والعالقين بين نيران القوات العراقية ومسلحي داعش الذين يتخذونهم دروعًا بشرية ويمنعونهم من مغادرة مناطقهم، والذين يغامرون بالخروج، يطلق مسلحو داعش النار عليهم أو يعلقون وسط الاشتباكات فيلقون حتفهم والمحظوظون منهم يتمكنون من النجاة .
أرسل تعليقك