أجراس عشرات الكنائس تدق في وسط الموصل بعد غياب 3 أعوام
آخر تحديث GMT19:55:29
 العرب اليوم -

مع عودة المسيحيين إلى بلدتهم المدمرة في قرة قوش

أجراس عشرات الكنائس تدق في وسط الموصل بعد غياب 3 أعوام

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أجراس عشرات الكنائس تدق في وسط الموصل بعد غياب 3 أعوام

الاحتفال بعيد القيامة في محافظة نينوى
بغداد - نجلاء الطائي

أحيا المئات من مسيحيي محافظة نينوى، في العراق، صلوات الاحتفال بأعياد القيامة في مناطق الجانب الأيسر، بعد طرد تنظيم "داعش" منها، وذلك بعد ثلاثة أعوام من الحرمان، فيما قدم رئيس الوزراء، حيدر العبادي، تهانيه إلى المسيحيين في العراق والعالم، بمناسبة حلول عيد القيامة، مشيرًا إلى أن هذا العيد يتزامن مع الانتصارات الكبيرة التي تحققها القوات العراقية على تنظيم "داعش".

وبدأ المسيحيون العراقيون في العودة ببطء إلى بلدتهم المهدمة قرة قوش، ويهيمن عليهم القلق على أمنهم، لكن في الوقت نفسه يحدوهم الأمل في العيش في ود مع المسلمين من مختلف المذاهب. ويقول رجال دين مسيحيون إن نحو 70 % من العائلات المسيحية المهجرة عادت إلى مناطقها في سهل نينوى ومدينة الموصل، في المحاور المحررة، وتحديدًا الساحل الأيسر، الذي يضم المئات من العائلات المسيحية.

ودقت أجراس عشرات الكنائس في وسط الموصل والساحل الأيسر، للطائفة المسيحية من كلدان وآشور وأرمن، في مشهد غير مألوف منذ حزيران / يونيو 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على المحافظة وتهجير أهلها، وتدمير الاديرة والكنائس للطوائف المسيحية، وقتل أعداد كبيرة منهم، بينهم رجال دين وقساوسة. ورغم أن أجواء الحرب ومظاهر الدمار لاتزال تخيم على معالم المدينة والكنائس، إلا أن المسيحيين تدفقوا إليها للاحتفال وأداء القداس والصلوات، في مشهد يعكس إصرار المسيحيين على تجاوز هذه المحنة والتمسك بأرضهم.

وأكد القس عماد خوشبا، في تصريحات إلى وكالة الأنباء الألمانية، إن أغلب رجال الدين المسيحيين حضروا، الأحد، وأقاموا صلوات القداس والاحتفال بأعياد القيامة، في مدينة الموصل، بعد ثلاثة أعوام من الحرمان وسلب حقوقهم وممتلكاتهم، قائلاً: "ردت إلينا ديارنا بقوة وبسالة من رجال القوات العراقية، من جهاز مكافحة التطرف وقوات الرد السريع والشرطة الاتحادية. وأضاف خوشبا، الذي أقام أكبر قداس لمسيحيي الموصل في كنيسة "تايتانك"، في منطقة الإخاء، داخل الساحل الأيسر في الموصل، أن الفرحة والبهجة ارتسمت على وجوه العائلات المسيحية بعد فراق، حيث اجتمعوا بكل مذاهبهم، من أرمن وكلدان وآشور وكاثوليك وأرثوذكس من جديد في وسط الموصل، وفي منازلهم التي استبعدوا منها قسرًا.

وذكر أن تجمع المسيحيين يؤكد أنهم شعب أصيل، ولا يستطيعون الابتعاد عن مدينتهم التي عاش فيها أجدادهم منذ قرون، ولا يستطيعون إلا العيش في ظل أجواء الأمن والسلام. وقالت أم فنر، 40 عامًا، والتي عادت إلى منزلها، بعد غياب دام ثلاث سنوات، مع أولادها الأربعة: "قررت العودة إلى المنزل وعدم التفريط فيه، ومقاومة تطرف داعش والكف من التهجير والغربة عن موطن المسيحيين في نينوى". وأضافت أن عيد القيامة اليوم له لذة ونكهة جميلة عن باقي الاعياد الماضية، لأنه، ومنذ ثلاثة أعوام، لم تشهد العائلات المسيحية إقامة احتفالات داخل منازلهم وموطنهم الأصلي، نينوى، بعد الغربة والتهجير، حيث تشردت مئات العائلات المسيحية داخل وخارج العراق.

ونجحت القوات العراقية، بدعم من قوات البيشمركة الكردية، ومتطوعي الحشد الشعبي، وطيران التحالف الدولي، من طرد تنظيم "داعش" من مناطق الساحل الأيسر من الموصل، بعد معارك متواصلة تجاوزت 100 يوم. وذكر القس وائل حبابة أن كنائس الطائفة المسيحية لم تفرض عودة أي عائلة مهجرة في إقليم كردستان أو بغداد، أو أي مكان قطنوا فيه بسبب جرائم "داعش"، بل على العكس، فقد قامت الكنائس باستبيان لكل عائلة من التي ترغب في العودة أو عدم العودة إلى منازلها، وكانت النتيجة أن 70 % من العائلات المهجرة عادت إلى مدينة الموصل وسهل نينوى، منذ قرابة ثلاثة أشهر أو أكثر.

وأشار إلى أن هناك أيضًا من ينتظر العودة، لكن لا يستطيع جراء الأضرار الكبيرة التي خلفها "داعش" في مناطقهم ومساكنهم. وأوضح أن احتفالات أعياد القيامة كانت مقتصرة على الصلوات ودق الأجراس والدعوات وتوزيع الحلوى، احترمًا واجلالاً لأرواح القتلى من المدنيين والقوات التي تخوض معارك في أجزاء قليلة من غرب الموصل .

واستقبل مسيحيو العراق، الأحد، التهاني من القيادات السياسية والشعبية في البلاد، بمناسبة عيد القيامة المجيد، للتأكيد على وحدة العراقيين من جميع الطوائف، والعيش بحرية وأمان. وعادت نحو 10 أسر مسيحية إلى البلدة، التي كانت تضم أكبر تجمع للمسيحيين في العراق، قبل استيلاء "داعش" عليها في 2014، وشجعهم على ذلك انتشار نقاط التفتيش الأمنية، ودوريات حراسة تقوم بها قوة من المتطوعين.

وطردت القوات العراقية التنظيم من قرة قوش في أكتوبر / تشرين الأول 2016، في إطار هجوم بدأ قبل نحو ستة أشهر، يهدف إلى استعادة الموصل، غير أن السكان يخشون أن تكون الشعارات الشيعية دليلاً على نوع جديد من الانقسام الطائفي، فعلى أحد جدران كنيسة أحرقها "داعش" كُتب شعار "يا حسين"، في إشارة إلى حفيد النبي محمد، صلى الله عليه وسلم.

وقال جرجس يوسف، الذي يعمل في إحدى الكنائس: "نحن نخشى هذا، نخشى التوترات". وأضاف يوسف، الذي عاد بعدما فر إلى أربيل، التي تبعد نحو 60 كيلومترًا، وتقع في إقليم كوردستان: "نريد أن نعيش في سلام، ونطلب توفير الأمن".

ورفع جنود أيضًا راية الإمام علي، التي يتخذها الشيعة رمزًا لهم، في المدينة وعلى عرباتهم العسكرية. وهون معظم السنة، الذين يشكلون الأغلبية المهيمنة من سكان الموصل، من شأن الشعارات الشيعية، باعتبارها من صنع قلة من المتعصبين الدينيين، لكن المسيحيين يعتبرونها علامة على أن مستقبلهم لا يزال محفوفًا بالغموض. وتحاول الأسر التي عادت إلى قرة قوش، حيث كان يقيم في السابق 50 ألف شخص، بث الروح في الحياة المسيحية، التي تعود إلى نحو 2000 عام، غير أن غالبيتهم يبقون ليومين أو ثلاثة فقط، من أجل ترميم منازلهم المحترقة. وأكد مسيحي آخر، يعمل ضمن قوة من المتطوعين في قرة قوش، لكنه ترك أسرته في أربيل، أنهم يريدون العودة، لكن لا توجد مياه أو كهرباء.

ويذكر أن أعداد المسيحيين في العراق انخفضت من 1.5 مليون إلى بضع مئات من الآلاف منذ اندلاع أحداث العنف، عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق، صدام حسين، في 2003. ويسعى الجيش والشرطة إلى تبديد المخاوف من خلال نشر الجنود أمام الكنائس، بل وساعدوا متطوعين مسيحيين على نصب صليب ضخم عند مدخل المدينة.

وفي أحد السعف الماضي، رافق الجنود موكبًا في إطار الاستعداد لاحتفالات عيد القيامة، ووزعوا مقاعد على المصلين أثناء القداس، لكن القلق لا يزال يستبد بآخرين وهم يجدون حولهم صفوفًا من المنازل والمتاجر المحترقة.

وقدم رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، تهانيه إلى المسيحيين في العراق والعالم، بمناسبة حلول عيد القيامة، مشيرًا إلى أن هذا العيد يتزامن مع الانتصارات الكبيرة التي تحققها القوات العراقية على تنظيم "داعش". وقال، في بيان تلقى "العرب اليوم" نسخة منه: "أتقدم بأسمى التهاني إلى الأخوة المسيحيين في العراق والعالم، بمناسبة احتفالاتهم بعيد القيامة، متمنيًا لهم دوام السعادة والعيش الكريم في عراق موحد، ينعم أبناؤه بجميع ألوانهم ومسمياتهم ببلد آمن يسع الجميع". وأضاف أن هذا العيد يتزامن مع الانتصارات الكبيرة التي تحققها القوات العراقية على "داعش".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أجراس عشرات الكنائس تدق في وسط الموصل بعد غياب 3 أعوام أجراس عشرات الكنائس تدق في وسط الموصل بعد غياب 3 أعوام



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:08 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات سهرة أنيقة من وحي ماغي بوغصن
 العرب اليوم - إطلالات سهرة أنيقة من وحي ماغي بوغصن

GMT 20:41 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الألوان الترابية الدافئة في ديكور خريف 2024
 العرب اليوم - الألوان الترابية الدافئة في ديكور خريف 2024

GMT 22:38 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل مصريين حادث إطلاق النار في المكسيك

GMT 04:42 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مفكرة القرية: تحصيل دار

GMT 06:26 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ذبحة صدرية تداهم عثمان ديمبلي

GMT 05:00 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

خروج بلا عودة

GMT 18:55 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

3 قتلى و3 جرحى نتيجة انفجار ضخم في حي المزة وسط دمشق

GMT 09:22 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الحوثيون يعلنون استهداف تل أبيب بعدد من طائرات الدرون

GMT 22:23 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

18 قتيلا بضربة إسرائيلية على مقهى في طولكرم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab