توقعات بفشل الجهود لجمع المالكي- العبادي، تحت خيمة موحدة لحزب الدعوة، في وقت مضى فيه التحالف الشيعي الحاكم إلى الانتخابات بقوائم متعددة الاتجاهات، وبحسب مصادر سياسية ، فقد فشلت جهود الدعاة لتوحيد العبادي والمالكي بقائمة واحدة، مع اصرار رئيس الحكومة الحالي استثمار "نصره على داعش" بترجمته الى قائمة "النصر والاصلاح" التي يرى أن حظوظه منفردًا في المشاركة الانتخابية أكثر من الانضواء بقائمة حزبية.
إذ يعمل العبادي على دخول الانتخابات بقائمة "عابرة للطائفية"، بحسب مدير مكتبه. لكن هذا المشهد لن يخلو من مغامرة كبيرة، ليست بعيداً انه ستهدد مشاركة العبادي الانتخابية.
وبحسب المصدر في مجلس النواب، فإن العبادي لايمكنه مشاركة الانتخابات إلا عبر الحزب التي تم تسجيلها رسميا باسم دولة القانون برئاسة المالكي، وهذا كان أصل الخلاف.
ويمنع قانون الانتخابات الحالي مشاركة حزب سياسي باكثر من قائمة انتخابية. وهو خيار طرح لتسجيل قائمة العبادي التي اتم اجراءاتها في الساعات الاخيرة باسم حزب الدعوة على ان يذهب المالكي بقائمته تحت دولة القانون حصراً. إلا ان الخلاف لازال مستمرا حول هذه النقطة.
المشهد الانتخابي في "البيت الشيعي" بات أكثر وضوحاً، بعد اعلان قيادات في الحشد الشعبي المشاركة في الانتخابات ضمن قائمة "الفتح المبين" برئاسة هادي العامري، التي تعمل على جذب العبادي.
وهو سيناريو لايتوقع أن يرفضه الاخير بعد الانتخابات، لبدء مرحلة تفكيك الحشد الشعبي بهدوء وهو مطلب قد يكون ملحا للغرب ومنهم أميركا لضمان تزعمه الحكومة العراقية مجددًا.
وبحسب المصدر، فان الخلاف تبلور بشأن المرشح رقم 1 في تحالف "النصر" والفتح" إضافة الى تفصيلات اخرى ارجأت دمج الائتلافين، وقال، إن موضوعة دمج الائتلافين مطلب ملح من ايران وعبر مفاوضات أدارها قاسم سليماني في بغداد.
الامر اختلف، في بوصلة الصدريين، الذين قرروا المشاركة في الانتخابات بتحالف "ثائرون" الذي شمل قائمة الاستقامة الصدرية وشخصيات اخرى، والامر عينه لتيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم.
وعند المزاج السني لم يختلف الامر كثيرا، بعد ان تحالفوا مع اياد علاوي في مشهد يعيد انتخابات 2010، التي افضت الى تحصله على قرابة 90 مقعدًا، وتمكن علاوي، من التحالف مع رئيس البرلمان سليم الجبوري ونائب رئيس الوزراء السابق صالح المطلك، إضافة الى "30 حزبًا وتيارًا في مختلف المحافظات".
في حين ذهب رجل الأعمال خميس الخنجر الذي يتزعم "الحزب العربي" مع نائب رئيس الجمهورية ورئيس كتلة "متحدون" أسامة النجيفي، وأحزاب أخرى، وفي إقليم كردستان اعلنت احزاب حركة التغيير والجماعة الإسلامية والتحالف من أجل الديمقراطية والعدالة (بزعامة برهم صالح)، المشاركة في الانتخابات العراقية المقبلة بقائمة واحدة سميت "القائمة الوطنية".
وتقتصر مشاركة "القائمة الوطنية" في الانتخابات على كركوك والمناطق الكوردستانية الواقعة خارج إدارة الإقليم، وبات من المؤكد مشاركة حزبي الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني في الانتخابات بصورة منفردة، مع امكانية قوية للتحالف بعد الانتخابات.
فيما كشف رئيس كتلة الدعوة تنظيم الداخل النائب علي البديري، عن وجود جهات وأطراف سياسية تريد تأجيل الانتخابات المقبلة، غير اتحاد القوى العراقية (الكتل السنية)، وذلك بالتزامن مع إقبال الكتل السياسية على تشكيل التحالفات استعدادا لموعد الإقتراع في 12 آيار 2018.
وقال البديري "أتحدى أي من القيادات السنية التي تريد تأجيل الانتخابات الجلوس مع ناخبيهم في المناطق المحررة خلال هذه الأيام أو في أيام الانتخابات" ً ، لافتا إلى أن " ً الجمهور السني منتفض بشكل كبير على هؤلاء القادة وهم عازمون على تغييرهم جميعا في الانتخابات المقبلة".
وأضاف أن "المعارضين على إجراء الانتخابات ليس الكتل السنية فقط، بل الكتل الكردستانية ترفض الانتخابات وتريد تأجيلها، كما هناك أطراف شيعية داخل التحالف الوطني تريد أيضا تأجيل الانتخابات".
وتابع البديري: " ً اتحدى أيضا هذه الجهات (الشيعية) بأن تصرح في العلن وقوفها مع تأجيل الانتخابات" ً ، مشيرا إلى أن "تلك الأطراف تخاف الجمهور في محافظات الوسط الجنوب، ولهذا هي تعلن دعمها لإجراء الانتخابات، وفي الخفاء تعمل على تأجيل الانتخابات".
يذكر أن كتل سنية طالبت في وقت سابق بتأجيل الانتخابات، عازية ذلك إلى عدم استعداد المناطق السنية وأهالي تلك المناطق التي حررت مؤخرا من قبضة داعش لإجراء الانتخابات.
وكشف موظف في المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، الخميس، عن اقتراب العبادي من تشكيل "التحالف الانتخابي الأقوى"، مشيرا إلى أن الشكل النهائي لخارطة التحالفات ستتضح في وقت لاحق.
وكان القيادي في ائتلاف دولة القانون، عدنان السراج قال، الخميس أيضًا، أن مفوضية الانتخابات ستمدد موعد تسجيل التحالفات الانتخابية الى الاسبوع المقبل، وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، قد مددت مهلة تقديم التحالفات الانتخابية، إلى نهاية الدوام الرسمي للخميس، في الوقت الذي أشار فيه رئيس الدائرة الانتخابية رياض بدران إلى إعلان 19 تحالفًا انتخابيًا.
أرسل تعليقك