أعلنت قيادة عمليات الجزيرة في محافظة الأنبار، اليوم السبت، أن 190 عنصرًا من "داعش"، بينهم قيادي سعوديّ من الجيل الأول، سقطوا بين قتيل وجريح، في عملية نوعيّة للقوة الجويّة العراقيّة غرب الرمادي، حيث استهدفت تسعة أهداف للتنظيم، من بينها معسكر "الفرقان"، في وقت أعلنت الشرطة الاتّحادية تطهير المحور الجنوبيّ في عمليات الموصل بالكامل.
وقال قائد عمليات الجزيرة، اللواء الركن قاسم المحمدي، إن "المتابعة والمراقبة المستمرة، من قبل خلية الصقور الإستخباريّة لتحركات تنظيم "داعش" في عموم العراق، مكّنت من رصد معسكر "الفرقان" بالقرب من قضاء راوة، يعتبر من أهم مقرات ما تسمى ولاية الفرات، التي تعرضت لضربات قاسمة، من قبل خلية الصقور الإستخباريّة، منذ بداية معارك الأنبار الى حدّ الآن، إضافة الى أهداف أخرى خطرة، بالقرب من عنة والقائم وعكاشات، غرب الأنبار".
وأضاف المحمداوي، أن "المعسكر كان يضمّ أماكن للتفخيخ والتدريب ومضافات لإيواء الانتحاريين"، مبينًا أن "طائرات القوة الجويّة العراقيّة انطلقت بعد تحديد ساعة الصفر، لتدكّ هذا المعسكر والأهداف الأخرى بالإعتماد على إحداثيّات دقيقة جدًا للمعسكر من قبل خلية الصقور حيث تمّ تدمير المعسكر، ومعالجة ثمانية أهداف خطرة جدًا تشمل عجلات مفخخة ومعدات تفخيخ ومواد متفجرة".
وتابع قائد عمليات الجزيرة، أن "القصف المعسكر أسفر عن مقتل نحو 50 عنصرًا من "داعش" بينهم قائد المعسكر أسامة العنزي، المكنى "أبو سلمان" وهو سعوديّ الجنسية، والذي يعدّ من الجيل الأول لتنظيم "القاعدة" حيث شارك في معارك في أفغانستان"، مشيرًا الى أن "قصف بقية الأهداف أسفر عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 140 عنصرًا من "داعش"، مؤكدًا أن "هذه الضربة أوقفت هجمات انتحاريّة كان التنظيم يعدّ لها في عموم الأنبار".
وعلى صعيد متصل، أعلن المحمداوي أن "طيران التحالف الدولي نفذ غارة جويّة، استهدفت تجمعا لعناصر تنظيم "داعش" وسط قضاء راوة، (180 كم غرب الرمادي)، مما أسفر عن مقتل سبعة من عناصر التنظيم، وتدمير عجلة مثبت عليها مدفع رشاش، نوع 23 ملم، كانوا يستخدموها في شنّ الهجمات".
وأضاف أنّ "جميع مناطق القائم وراوة وعنة غرب الرمادي، يتمّ استطلاعها بشكل دائم من قبل طيران التحالف، وطيران الجيش العراقيّ، فضلا عن مسح جويّ لمناطق تمركز التنظيم من قبل الطائرات المسيّرة، لتحديد مواقعهم وقصفها بدقه".
هذا وأعلن قائد شرطة محافظة الأنبار اللواء هادي رزيج، اليوم السبت، اعتقال شخص يقود شاحنة مفخخة، غرب الرمادي.
وقال رزيج في حديث صحافيّ، إن "شرطة الأنبار ألقت القبض على شخص يقود شاحنة مفخخة نوع لوري في سيطرة النخيل في منطقة التأميم، غرب الرمادي"، مضيفًا أن "قوة من الجهد الهندسيّ توجهت الى مكان الشاحنة لتفكيكها"، مشيرًا الى أنها "قامت بتفجيرها عن بعد من دون وقوع أية خسائر بشريّة أو ماديّة".
ويذكر أن العمليات المشتركة أعلنت في 28 كانون الأول/ ديسمبر 2015 تحرير مدينة الرمادي، ورفع العلم العراقي فوق المجمع الحكوميّ.
وفي شأن معارك الموصل، أعلن قائد الشرطة الاتحاديّة رائد شاكر جودت، تطهير مساحة المحور الجنوبي بالكامل، مشيرًا الى مقتل951 عنصرا من "داعش".
وقال جودت في بيان تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، إنه "تمّ تطهير مساحة المحور الجنوبيّ بالكامل والبالغة 1850 كم مربع، وتدمير جميع دفاعات العدو، والوصول الى مشارف الموصل"، لافتا الى أن "قطعاتنا أنهت مراحل الاستعداد، وننتظر الأوامر لاقتحام الموصل واستعادة المطار ومعسكر الغزلاني والتقدم باتجاه مركز المدينة".
وأضاف "حررنا 10815 عائلة و11168مواطنًا من قبضة المتطرفين وتمّ إجلاؤهم الى المناطق الآمنة، وتقديم المساعدات الإنسانيّة لهم"، مردفًا إننا "عملنا على إعادة فتح المدارس ومراكز الشرطة، وتشغيل محطات المياه والكهرباء والبنى التحتيّة".
وأوضح جودت، أنه "تمّ الانتهاء من جرائم "داعش" بحق المواطنين وطي صفحة معتقلات التعذيب، ومنازل السبايا والمقابر الجماعيّة"، مشيرا الى أن "قواتنا قتلت 951 عنصر ودمرت 269 عجلة مفخخة والية مزودة باسلحة وصواريخ".
وأشار إلى أنه "تمّ تدمير 1700 قطعة سلاح متنوع ومقذوف حربي وافخاخ والغام وعبوات ناسفة، و25 ورشة تفخيخ و92 حزامًا ناسفًا و83 دراجة ملغمة وضبط 36 مقذوف مجهز بمواد كيماوية".
فيما يقوم التنظيم المتطرف في تنفيذ هجمات مرتدة على المناطق التي استعادتها القوات الأمنية مؤخرا، شرق الموصل، وسقوط العشرات من القتلى والجرحى من المدنيين.
وأفاد مصدر محلي إلى "العرب اليوم" أن التنظيم قصف بعض الأحياء الشرقية لمدينة الموصل والتي، استعادتها القوات الأمنية مؤخرا، ما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى من المدنيين.
وأضاف بأن "طوارئ مستشفى أربيل، عاصمة إقليم كردستان، استقبلت العشرات من المدنيين الجرحى ممن سقطوا بالقصف".
من جهة أخرى، أعلن النائب أحمد الأسدي، المتحدث باسم هيئة الحشد الشعبي في العراق، اليوم السبت، مقتل قيادي بارز في الحشد الشعبي، برصاص قناص من خارج مطار تلعفر، غرب الموصل 400/كم، شمال بغداد.
وقال الأسدي في تصريح إلى تلفزيون العراقيّة، وتابعه "العرب اليوم" إن القياديّ في تشكيل "جند الإمام "أحد فصائل "الحشد الشعبي" جاسم شبر، قتل مساء الجمعة، برصاص قناص، عندما كان داخل مطار تلعفر، والقناص من خارج المطار".
وأضاف "كان مقاتلا فذا وشارك في جميع معارك الحشد ضد "داعش"، وهو متخصص في مجال إزالة العبوات الناسفة".
في المقابل، نفذ طيران الجيش العراقي 34 طلعة جويّة قتاليّة لمساندة الشرطة الاتحاديّة، في محور جنوب الموصل، وقال قائد طيران الجيش الفريق أول ركن حامد المالكي في تصريح صحافي، إن "قوات طيران الجيش نفذ 34 طلعة جوية قتاليّة لمساندة قوات الشرطة الاتحاديّة، القريبة من مشارف مدينة الموصل، ومطار الموصل، على هضبة البوسيف".
من جهته، قال مدير عمليات قيادة قوات الشرطة الاتحادية العميد الركن فارس راضي، إن "الشرطة الاتحادية تمكنت في الأيام الماضية من تحرير 24 كلم باتجاه الموصل، فضلا عن تحرير قرية العذبة وقتل 35 متطرفا، بينهم انتحاريين وتدمير عدد من العجلات المفخخة، فضلا عن قتل أربعة انتحاريين بينهم امرأة".
إلى ذلك، طالب المفوض السامي في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الحكومة العراقيّة بضرورة حماية المدنيين خلال معارك تحرير مدينة الموصل.
وقال غراندي في تصريح أوردته قناة سكاي نيوز وتابعه "العرب اليوم"، إن النازحين الفارين من الموصل، تمكنوا من الوصول إلى مخيمات الأمم المتحدة، إلا أنه أعرب عن قلقه إزاء تفاقم تلك الأزمة.
وأشار غراندي إلى أنه كلّما ازدادت أعداد النازحين، صعب التعامل مع تلك الأزمة، مشددًا على ضرورة أن تكون حماية المدنيين، توازي أهمية تحقيق الهدف العسكري في الموصل.
ويذكر أن القوات العراقيّة شنت قبل شهر، عملية طال انتظارها لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، ولكنها أحرزت تقدمًا فقط في بعض المناطق الشرقيّة، حيث تواجه القوات مقاومة شرسة، حيث يستخدم تنظيم "داعش" المتطرف قناصة وقذائف هاون وسيارات مفخخة.
أرسل تعليقك