لندن ـ كاتيا حداد
ندَّدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، باستهداف المصلين المسلمين بعد خروجهم من من مسجد "فيسنبري" في لندن. وقالت في مؤتمر صحافي لها بعد حادثة الدهس التي حدثت فجر اليوم الاثنين، إن الشرطة قد استجابت لشكوى حول وقوع اعتداء بعد دقيقة واحدة من تلقي الاتصال. وأكدت أنه تم نشر عناصر إضافية من الشرطة لطمأنة المجتمع المسلم في بريطانيا.
وقالت ماي: "لا بد من مراجعة استراتيجياتنا حول مكافحة الإرهاب، كما يجب إعطاء الشرطة صلاحيات أكبر مما تملكها الآن، لأن التطرف بشع ومدمر لأسلوب حياتنا"، مشيرة الى أن هجمات الاثنين حاولت تقويض العاصمة البريطانية. وأشادت ماي بجهود المدنيين قائلة: "شهدنا من خلال الهجمات بطولة مدنيين ساعدوا الشرطة في مواجهة الإرهاب، وبرزت الروح التي يتحلى بها المجتمع البريطاني، لأن لندن مدينة لديها شعب متميز، كما أن الاعتداء على المصلين المسلمين يذكرنا بأن الإرهاب والتطرف يأخذان أشكالا مختلفة".
وأعلنت الشرطة البريطانية، الاثنين، أنها تتعامل مع الهجوم الذي استهدف مسجدا في لندن، وأوقع قتيلا و10 جرحى، باعتباره عملاً إرهابيا، وفق ما أظهرت دلائل عدة. وأوضح المسؤول في شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية نيل باسو أن جميع ضحايا الهجوم الذي وقع بعد منتصف الليل بقليل من المسلمين. وقال باسو، خلال مؤتمر صحفي في لندن، إنه "لا دليل توفر على الفور بشأن حدوث عملية طعن عقب واقعة الدهس"، مشيرا إلى أن اثنين من المصابين في حالة "خطرة". ورجح المتحدث، أن تكون العملية قد جرى تنفيذها بشكل منفرد، موضحا أن المصلين ساعدوا الشرطة على اعتقال المنفذ.
وأوضح شهود العيان أن 3 أشخاص كانوا على متن الشاحنة التي نفذت عملية الدهس، وقد تم توقيف أحدهم من جانب المصلين عقب الهجوم، فيما فر اثنان آخران من مكان الحادث.
ووصفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إمام مسجد فيسنبري في لندن بالبطل، وأشادت بحرصه على تسليم منفذ عملية الدهس دون تعريضه لمكروه. وأظهر مقطع فيديو عرضته الصحيفة، إمام المسجد، محمد محمود، صباح الاثنين، وهو يخاطب غاضبين ينهالون ضربا على المنفذ : "لا تضربوه، أمسكوه وسلموه للشرطة".
وكان شخص في الثامنة والأربعين من عمره، هاجم مسلمين خارج مسجد في لندن، بسيارة "فان"، وصاح قائلا إنه سيقتل كل المسلمين، وطلب ممن أمسكوا به، في وقت لاحق، أن يقتلوه، وفق ما نقلت مصادر إعلامية. وقد جرت الدهس جرت في منطقة يقطنها جزائريون وصوماليون ويمنيون وبنغال ويوجد فيها مسجدان، ورجح شهود عيان أن يكون دافع الحادث "انتقاميا" في رد فعل على هجوم لندن الأخير.
وذكرت امرأة تعيش في المكان، في تصريح لـ"بي بي سي"، "بدأت أسمع من النافذة صراخا وصخبا شديدا وفوضى عارمة في الخارج... وصاح الجميع: "سيارة فان دهست أناسا... سيارة فان دهست أناسا". وأضافت "كانت هناك سيارة فان بيضاء خارج مسجد فينسبري بارك دهست أشخاصًا لدى خروجهم بعد انتهاء الصلاة. لم أشهد المهاجم نفسه رغم أنه اعتقل فيما يبدو لكنني رأيت السيارة".
أرسل تعليقك