اندلعت اشتباكات بين القوات العراقية والحشد الشعبي (الميليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب القوات العراقية) من جهة وبين قوات البيشمركة الكردية، شمال كركوك، وفقا للجيش العراقي. وأعلنت خلية الإعلام الحربي أن القوات الأمنية المشتركة أعادت انتشإرها وفرضت الأمن في ناحية التون كوبري شمال محافظة كركوك. وأكدت الخلية في بيان مقتضب أن قطعات جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي تعيد انتشإرها وتفرض الأمن في ناحية التون كوبري في محافظة كركوك.
فيما أفاد ضابط في قوات البيشمركة، بتمكنت القوات الكردية من تدمير أكثر من عشر اليات عسكرية بينها دبابة أبرامز أميركية خلال معارك مع قوات عراقية تقدمت في مناطق تماس تفصل أربيل مع كركوك. وقال الضابط ، إن "قواتنا تصدت لهجوم واسع نفذته قوات عراقية مدعومة بالحشد الشعبي وسلاح أميركي ثقيل في بلدة بردي-50كم- جنوب أربيل. وأضاف أن البيشمركة دمرت 12 آلية عسكرية تابعة للحشد الشعبي والقوات العراقية.
من جانبه أكد المستشار السياسي لرئيس إقليم كردستان، هيمن هورامي تمكنت قوات البيشمركة من تدمير دبابة ابرامز أميركية M1 كان يستخدمها الحشد الشعبي في هجوم بري.وتأتي هذه الأنباء بعد إعلان حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي عن انطلاق عمليات أطلاق عمليات لفرض الأمن والاستقرار في كركوك، الأسبوع الماضي، في تطورات تأتي وسط توتر العلاقات بين بغداد وإقليم كردستان على خلفية الاستفتاء الذي شهده الإقليم للانفصال عن العراق.
ويذكر أن منطقة جسر التون تقع بمنتصف الطريق بين كركوك وأربيل التي تعتبر عاصمة إقليم كردستان، ويسكنها خليط من الأعراق الكردية والعربية والتركمانية. في غضون ذلك دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الجمعة القوات التابعة للحكومة المركزية في بغداد وتلك التابعة لحكومة إقليم كردستان إلى أخذ خطوات جادة للحد من الخسائر في صفوف المدنيين ولمنع أعمال السرقة.
وأفادت بأنه يبدو أن إطلاق نار عشوائي خلال قتال دار في الـ16 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في مدينة طوز خورماتو، بالقرب من كركوك، بين قوات البيشمركة وقوات مختلفة تابعة للحكومة العراقية خلفت على الأقل 51 جريحا وخمسة قتلى في صفوف المدنيين. وأضافت أن القوات العراقية التي تسيطر على المدينة سمحت لمدنيين بسرقة ممتلكات لآخرين "على الأقل ليوم واحد كامل قبل أن تتصرف".
وقال نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة جو ستورك إن "على القوات العراقية والكردية حل الأزمة الحالية بطرق تحترم حقوق الإنسان وتتجنب الإضرار بالمدنيين وممتلكاتهم". وتعيش في طوز خورماتو مجموعات إثنية مختلفة من أكراد وتركمان وعرب، وتعتبر من المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، وتقع على بعد 65 كيلومترا من كركوك.
وكانت المدينة تخضع لسيطرة مشتركة لقوات تابعة لحكومة إقليم كردستان ولقوات من الحشد الشعبي وقوات شرطة محلية، ووقعت فيها مواجهات في الـ16 من تشرين الأول/ أكتوبر. وتحدثت "هيومن رايتس ووتش" مع ثلاثة من الجرحى الذين ينتمون إلى القومية التركمانية، وقالت إنها لم تكن قادرة على تحديد ما إذا وقع ضحايا بين الأكراد أو باقي المواطنين في المدينة.
ونقلت عن مصادر محلية قولها إن الاشتباكات كانت أشد في أحياء التركمان لأنها تقع على مقربة من منشآت عسكرية تابعة للبيشمركة وللحشد الشعبي. وقالت المنظمة إن كل عناصر البيشمركة والمقيمين الأكراد تركوا طوز خورماتو في صباح الـ16 من تشرين الأول/ أكتوبر. ونقلت عن شهود رؤية 10 محلات تعود ملكيتها لأكراد وهي تحترق، ورؤية مدنيين مسلحين يسرقون بيوتا في حي للأكراد.
كما نقلت عن شهود مشاهدة شابين يقومان بسرقة مواد بناء بلاستيكية من متجر كردي، ومشاهدة رجل يأتي من ناحية متاجر كردية بسيارة محملة بأجهزة تلفزيون، وذلك أمام أنظار ثلاثة مسؤولين من قوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية العراقية "شاهدوهما من دون أن يتدخلوا". وقالت المنظمة أن "على السلطات العراقية التحقيق في مزاعم سرقة وتدمير ممتلكات ومحاكمة أي شخص مسؤول"، وإن "على القوات الأمنية إجراء التدابير اللازمة لمنع أية أعمال سرقة إضافية".
وكانت الأمم المتحدة قد قالت الخميس إنها تلقت "ادعاءات بحرق نحو 150 منزلا في طوز خورماتو في 16 و17 تشرين الأول/ أكتوبر من قبل جماعات مسلحة. وكانت هناك أيضا ادعاءات بأن ما يصل إلى 11 منزلا ذكر أنها كانت تعود إلى أسر كردية ومسؤولين من الأحزاب السياسية الكردية قد دمرت باستخدام المتفجرات في المدينة". وشنت قوات تابعة للحكومة العراقية عمليات بدأتها الأحد الماضي وأسفرت عن سيطرتها على محافظة كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها مع إقليم كردستان الذي أجري الشهر الماضي استفتاء على استقلاله عن العراق.
أرسل تعليقك