بغداد - نجلاء الطائي
أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية، عن مقتل عنصر من تنظيم "داعش" اثناء محاولته زرع عبوة ناسفة على قارعة طريق عام في محافظة ديالى، فيما فرضت قوات الشرطة الاتحادية سيطرتها على حي شمال المنطقة القديمة آخر معاقل التنظيم في مدينة الموصل التي اجتاحها في أواسط عام 2014. يأتي هذا في وقت أكد بيان لخلية الاعلام الحربي : أن "قطعات الفرقة الخامسة عشر في الجيش العراقي حررت قرى "الزنازل" و"ابو كدور" و"كنيسة" شرق طريق الكسك المحلبية غرب الموصل ورفعت العلم العراقي فيها".
وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت ان "قواته التي تخوض قتالا شرسًا ضد الجماعات المتطرفة في ايمن الموصل تمكنت من السيطرة على 30% من حي الشفاء شمال المدينة القديمة"، مضيفا ان "داعش يتحصن وسط الازقة والمباني الملغمة ويستخدم النيران البعيدة". واوضح ان "قطعات الشرطة الاتحادية تنشر مصداتها الارضية وتكثف رصدها الجوي بالطيران المسير، وتقصف ثكنات "داعش" بالمدفعية والصواريخ وتقتل العشرات من عناصره في الشفاء وباب الطوب، مشيرا الى "اجلاء مئات المدنيين العالقين عبر الممرات الامنة".
وأفاد قائد عمليات سامراء اللواء الركن عماد الزهيري بإحباط هجمات انتحاري على اسوار المدينة. وقال في تصريح وزعه على وسائل الاعلام، ان "عناصر قيادة عمليات سامراء تمكنت من قتل 5 انتحاريين على أسوار سامراء قبل وصولهم الى أهدافهم بعد منتصف الليل من دون خسائر تذكر بصفوف القوات". وأعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية ان "مفارزها في اللواء 20 الفرقة الخامسة وبعملية خاطفة تمكنت من قتل احد المتطرفين اثناء قيامه بزراعة عبوات ناسفة على الطريق العام الرابط بين بحيرة حمرين والمقدادية في محافظة ديالى بقصد استهداف المواطنين والقوات الأمنية".
وكشف النائب عن محافظة ديالى رعد الماس، اليوم الجمعة، في حديث صحفي: أن "خلايا تنظيم داعش لجأت في الآونة الاخيرة الى اعتماد اسلوب جديد الا وهو حرب العبوات الناسفة التي يتم زرعها لاستهداف المدنيين ومنتسبي القوات الامنية في بعض مناطق المحافظة وخاصة المناطق التي تم تحريرها من دنس التنظيم خلال السنوات الماضية". وأضاف، ان "التنظيم اصبح يعتمد هذا الاسلوب مؤخرا لزعزعة الامن وايقاع الخسائر بأكبر عدد ممكن من الاشخاص بسبب ضعف نفوذة في مناطق ديالى وعدم قدرته على موجهة ومقارعة القوات الامنية وقوات الحشد الشعبي وجها لوجه"، لافتا الى انه "لابد من ايجاد حلول تقضي على مثل هذه الاساليب نهائيا لضمان الحفاظ على سلامة ابناء المحافظة".
ودعا الماس، "القوات الامنية في ديالى الى وضع خطط امنية حديثة تساهم بتكثيف وتفعيل الجهد الاستخباري للقضاء على جميع اساليب داعش الخبيثة ومنها اسلوب العبوات الناسفة الذي بدأ يبرز مؤخرا في المناطق المحررة بالمحافظة"، مبيناً ان "هذه الاساليب ما هي الا محاولات يائسة لزعزعة الامن وحصاد ارواح الابرياء بشتى الوسائل ولابد من محاربتها والقضاء عليها بأسرع وقت ممكن".
وسلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على المخطط الإيراني لتأمين ممر بري يربط إيران بلبنان عبر العراق وسورية. وكتب مارتن تشولوف، مراسل الصحيفة من مدينة البعاج العراقية المحاذية للحدود السورية ما شاهده هناك أثناء وصول قوات "الحشد الشعبي" المدعومة من إيران، كما حاور أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، الذي قدم إلى البعاج لتحية مقاتليه والإشادة بانتصاراتهم ضد التنظيم المسمى الدولة الإسلامية.
ووصف تشولوف الدمار شبه الكامل الذي وجد فيه محيط مدينة البعاج، وهو ما فسره أبو مهدي المهندس بقوله "هزمت القاعدة لكنها ما لبثت أن عادت باسم "داعش"، وإن لم ندمر كل هذه المنطقة لعاد التنظيم مجددا باسم جديد". ومع تقدم قوات الحشد الشعبي في العراق نحو الحدود السورية، تقدمت قوات أخرى موالية لإيران في سورية نحو الحدود العراقية إلى أن التقت القوتان، هذا الأسبوع، على الحدود بين مدينتي الميادين العراقية ودير الزو ر السورية، وهو ما اعتبر لحظة فارقة في الحرب السورية وفي المعركة ضد تنظيم "داعش"، لكنه أيضا تجسيد جزئي للمخطط الإيراني في المنطقة.
ونقل مراسل الصحيفة عن أحد قادة الحشد الشعبي، دون أن يسميه، قوله إن "تأمين سورية سيرسي الاستقرار في كل المنطقة، وهذا ما سنصل إليه"، بينما كان تصريح المهندس في هذا الشأن أكثر تحفظا حين قال لمراسل الصحيفة "طالما بقي هناك خطر في سورية أو منطقة أخرى، فإن من واجب أي بلد يحترم نفسه أن يتوجه إلى حيث يوجد الإرهابيون. إن احتجنا إلى تنسيق بين الحكومتين العراقية والسورية فسيكون ذلك بمقدورنا، لكن يجب أن تأتينا الأوامر من الحكومة العراقية".
أرسل تعليقك