اقدم تنظيم "داعش" على سلب وحرق منازل الفارين من المواطنين المدنيين، والعبث بممتلكاتهم وسياراتهم ومصادرتها في المناطق التي لاتزال تخضع لسيطرته في الجانب الأيمن من المدينة. يأتي ذلك فيما واصلت قوات الشرطة الاتحادية ،اليوم الأربعاء تقدمها في حي الزنجيلي في الجانب الأيمن من مدينة الموصل لتحريره من قبضة تنظيم "داعش"، فيما تمكنت من اجلاء اكثر من 100 اسرة بعض افرادها مصابون بينهم نساء وأطفال من الحي المذكور.
وقال مصدر امني : ان "القوات العراقية متمثلة بالرد السريع والشرطة الاتحادية والجيش العراقي تواصل تقدمها في منطقة الزنجلي غربي الموصل وتستعيد قرابة 80% من الحي". وبين المصدر ان "القوات العراقية تتقدم ببطء من ثلاثة محاور في منطقة الزنجيلي غربي الموصل وبنسق واحد من أجل السيطرة على الزنجيلي وإكمال التقدم باتجاه حي الشفاء شمال غربي الموصل والالتفاف على المجمع الطبي الذي يضم المستشفيات الحكومية".
وتابع المصدر ان "القوات العراقية اجلت أكثر من 100عائلة فروا من مناطق محررة وغير محررة في حي الزنجلي غربي الموصل من بينهم 47 مصابا بينهم نساء وأطفال أصيبوا بإطلاق نار من داعش أثناء محاولتهم الفرار". وأعلن المصدر : ان "ثلاثة من عناصر الشرطة الاتحادية قد قتلوا خلال معارك حي الزنجلي غربي الموصل بنيران قناص من داعش".
وكان قائد الشرطة الاتحادية قد عن مقتل 34 من مسلحي تنظيم "داعش" بينهم قيادي يدعى "ابو البراء التونسي" خلال معارك امس الثلاثاء في حي الزنجيلي بالساحل الأيمن للموصل. وأوضح الفريق رائد شاكر جودت في تصريح صحفي أن "قطعات المحور الشمالي فرضت سيطرتها الكاملة على 75 في المئة من حي الزنجيلي واقتربت كثيرا من باب سنجار المنفذ الشمالي باتجاه جامع النوري في المدينة القديمة".وأضاف أن "عمليات اليوم أسفرت عن قتل 34 متطرفا بينهم القيادي المكنى بابي البراء التونسي المسؤول عن معامل تصنيع العبوات في الموصل القديمة وتدمير 4 مركبات مفخخة حاولت استهداف ممرات اخلاء النازحين".
وأفادت مصادر استخبارية من داخل مدينة الموصل يوم الاربعاء ان تنظيم "داعش" قام بسلب وحرق منازل الفارين من المواطنين المدنيين والعبث بممتلكاتهم وسياراتهم ومصادرتها في المناطق التي لاتزال تخضع لسيطرته في الجانب الأيمن من المدينة. وأوضحت المصادر، ان التنظيم قام بسلب وتفخيخ منازل المواطنين الفارين صوب الأجهزة الأمنية العراقية في حي الشفاء وسرقة ومصادرة ممتلكاتهم وسياراتهم التي يستغلها عناصر التنظيم حيث يضعونها في الشوارع لغلقها وتفجيرها لإعاقة تقدم القوات الأمنية الشرعية الى مناطق وأحياء الجانب الأيمن من مدينة الموصل.
وقال محللون متخصصون في شؤون الجماعات المتشددة: ان داعش بات يدرك خسارته الكاملة للحرب التي شنتها الحكومة العراقية، حيث أصبح لا يمتلك العناصر الكافية للقتال فلجأ الى أسلوب إعاقة التقدم عبر وضع السيارات في الشوارع ومنع الأهالي من الخروج والبقاء عليهم تحت التهديد بالقتل لاتخاذهم كدروع بشرية .
وأعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، اليوم الاربعاء، ان "مفارز مديرية الاستخبارات العسكرية في اللواء 41 الفرقة العاشرة ضبطت كميات من الاسلحة والمتفجرات ضمن حملة تفتيش ومداهمة في عدة مناطق ضمن قاطع المسؤولية كانت عصابات "داعش" تحتفظ بها لاستهداف المدنيين والقوات الامنية". وأضافت، ان "المواد احتوت على كميات من العبوات المصنوعة على شكل مسبحة مسلكة بصواعق تفجير تستعمل كمصائد للمغفلين، بالاضافة الى عبوات على شكل جلكانات من مادة السي فور وضعت في الطرق النيسمية وصواريخ كاتيوشا وعبوات على شكل ضفائح دائرية، تم الاستيلاء عليها في مناطق احمد الزيدان والطرابشة في الانبار".
وأعلن امر اللواء الثاني في الحشد الشعبي، كريم الخاقاني، اليوم الاربعاء، لموقع "الحشد الشعبي"، ان "قوات الحشد الشعبي تمكنت من تحرير ثلاثين قرية محاذية للحدود السورية بعمليات نوعية خلال اليومين الماضيين"، لافتاً الى ان القوات المحررة ستمسك الحدود العراقية السورية بالكامل وتعزز خطوط الصد". وأضاف ان "اللواء الثاني تمكن من تحرير قرى تل غزال، وثري المدفع، والسماح، ومجمع الجغيفي وفرض السيطرة التامة عليها"، مبيناً ان "الايام المقبلة ستشهد بدء عملية السيطرة على الحدود بالكامل وتقوية خطوط الصد".
وأعلن اعلام الحشد الشعبي في بيان، ان "الجهد الهندسي التابع للحشد الشعبي باشر، بعمليات تحصين المجمعات السكنية و القرى المحررة في محور جنوب و جنوب غرب البعاج باتجاه الحدود العراقية السورية". واوضح ان "العمليات شملت بناء السواتر الترابية الواقية، وحفر الخنادق لتفادي العجلات المفخخة لحماية المناطق المحررة"، مشيراً الى ان "الجهد قام ايضا بعمل نقاط عسكرية للرصد و الحراسة، بعد ان استكملت آليات الهندسة العسكرية فتح السواتر الترابية والطرق وتنظيم تقدم القطعات في المناطق والقرى المحررة ضمن عمليات محمد رسول الله الثانية". وفي العاصمة، قال مصدر امني: ان "4 أشخاص أصيبوا بجروح متفاوتة بانفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة بالقرب من علوة لبيع الفواكه والخضر في منطقة الرعود شمال العاصمة".
واعتبر نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي، الأربعاء، أن مستقبل أطفال مدينة الموصل أصبح على المحك، مؤكداً على ضرورة تهيئة الظروف اللازمة لمعالجة أوضاعهم النفسية والاجتماعية وإعادة تأهيلهم ودمجهم اجتماعياً. وقال علاوي في بيان له، إن "مستقبل أطفال الموصل أضحى اليوم على المحك وإن حمايتهم والعمل على انتشالهم من معاناتهم يجب أن يكون مساراً أساسياً في ما تبقى من معركة تحرير المدينة".
وأضاف، أن "التقارير الأممية التي كشفت عن معاناة عشرات الالاف من الأطفال غربي الموصل تستدعي إجراءات حكومية عاجلة لمنع حصول كارثة إنسانية واجتماعية هناك". وتابع، أن "أطفال الموصل يرزحون تحت ظل نكبة كبرى وتجارب مروعة وأن من الضروري تهيئة كافة الظروف اللازمة لمعالجة أوضاعهم النفسية والاجتماعية وإعادة تأهيلهم ودمجهم اجتماعياً".
أرسل تعليقك